رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مبارك و مذكراته


سؤال طرحناه علي انفسنا كثيرا بعد أن تنازل عن الحكم , ولكننا وقتها ادركنا انه لا يستطيع , في الظروف التي تعرض لها والمحاكمات والمرض والمستشفي والسجن , كان من المتعذر عليه أن يختلي بنفسه ليكتب وتذكر , بل وربما خانته الذاكرة في كثير من المواقف , وبالتالي تصبح الكتابة عديمة الجدوي .

غير أن رجال الحكم عندنا لم يكتبوا مذكراتهم , كان آخر حاكم مصري سجل مذكراته وكتبها هو الراحل , اللواء محمد نجيب , اول رئيس مصري لمصر , بعد ثورة 23 يوليو 1952 .

كانت مذكرات نجيب,  تقطر اسي وحزن لحال البلد , وايضا ما جري له وإمتهانة , وسجنه بدون عقوبة , حتي افرج عنه الرئيس السادات .

وقبله بخمسين عاما كتب الخديوي عباس الثاني مذكراته , كتبها في المنفي , كانت ايضا تفيض مراره وحزن واسي , لما تعرض له الرجل , بعد ان خلعه الأتراك الذين كانوا يحكموا العرب , بإيعاز من الإنجليز .

الرئيس جمال عبد الناصر , لم تكن له مذكرات , ولكن ما رشح لنا عن كواليسه , كان من خلال رجلين , هما سامي شرف , سكرتيره للمعلومات , ومحمد حسنين هيكل , وكلاهما ادخله الرئيس السادات السجن .

سامي شرف ,  دخل السجن , في قضية التصحيح المعروفة عام 1971 , وهيكل ادخل السادات السجن مع مجموعة من المعرضة المثقفين في سبتمبر عام 1981 .

الرئيس السادات , املي مذكرته , واسراره ايضا , علي الكاتب المعروف انيس منصور , وقبل ان ينتقل الكاتب الي رحاب الله , إعترف أن الرئيس السادات , استودعه اسرار لو اعلنها , ستحدث في البلاد لغطا لا يمكن تداركه , وفهمنا ان الأمر , كان يعني مبارك .

 وكلام انيس منصور , يمكن إضافته الي الكثير مما اشيع , من ان الرئيس السادات كان ينوي عزل مبارك , وان القرار كان في خزينة الرئاسة , وكلام كثير قيل في اعقاب تنحي مبارك , ولكن اليقين , أن رصاصات خالد الإسلامبولي , وعطا طايل , وحسين عباس , لم تنقذ البلاد , ولكنها جاءت بدكتاتور جسم علي قلوبنا ثلاثين عاما .

اعتقد ان مبارك فكر يوما في كتابة مذكراته , ويشاع أنه كان يمليها علي مذيعة عرفت بجمالها منذ فترة وإختفت عن الأضواء , ولا نعلم عنها شئ .

ويقال أنه املي مذكراته لمدة خمسين ساعة تسجيل , علي ضابط في القوات المسلحة عام 2008 , وان التسجيلات موجودة لديه .

وهناك رواية غير مؤكدة أن رئاسة الجمهورية , لديها يوميات مسجلة لكل ما دار في مكاتب حسني مبارك منذ فترة طويلة , وتلك اليوميات المصورة تعتبر بمثابة وثيقة , شديدة الأهمية .

واعتقد ان مبارك لو فكر في كتابتها الآن , فإنه لا يمكنه كتابتها , لأن ذاكرتة قد إعتراها الوهن , ولم يعد قادرا ولا صالحا , علي تذكر دقائق الأحداث التي وقعت في عده .

هناك اسرار وكواليس , لأحداث جسيمة حصلت , منها علاقته بصدام حسين , وكواليس  غزو الكويت , وحادث الباخرة اكيلي لاورو, .

نتمني أن تظهر تلك المذكرات بطريقة حقيقية , بدلا من ادعياء المذكرات , التي نقرأها كل يوم في الصحف .