رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسيوط «1»


أسيوط «عاصمة الإقليم» الذى نعيش فيها، مدينة تجارية، مزدحمة بكل شىء، ابتداء من الشوارع والميادين، حتى الندوات الثقافية والشعرية، ولها فى هذا، نشاط مكثف سنتحدث عنه فى مرحلة لاحقة.

وهى قلب مصر كلها النابض بالحياة، فيها أمهر أطباء مصر، كفاك الله شرهم، وأمهر المهندسين، أمدَّت فى صمت، معظم جامعات العالم، بعلماء لا يعرفهم أحد.

... وفيها أكبر التجار، وأغناهم، وفيها كل التيارات السياسية، التى تموج بها القاهرة، حتى الأحزاب الكرتونية، ومعدومة الجماهير تجد لها مكاتب، ومقار فارهة ونظيفة، لا يرتادها أحد!!

بمجرد النزول من القطار، والخروج من المحطة، تشعر أنك فى مدينة صعيدية بامتياز، تلفحك سمرتها، ولهجتها المميزة، ومراوغة سائقيها، ومداعبة تجارها، وجمال نسائها، وصعوبة مواطنيها، لا يحسنون الكلام الجميل، ولكن لصراحتهم طعم يختلف، تصدقهم، وتثق فيهم، وتشترى، ولا تشعر أنك خدعت إلا فى البيت، وتشعر أنك لست ضحية، بل غبياً.

هى مختبر هائل لكفاءات رجال مصر «من نبغ فى أسيوط سيصعد» ومنها خرج وزراء لوزارات سيادية، ورؤساء وزارات، للأسف ليس من بينهم أسيوطى واحد، أو حتى صعيدي، ومطاعمها راقية، لكل فئات الشعب، للفقير والمترف، على حد سواء، غير أنك لسبب غامض تشعر فيها بالضيق، وتريد أن تغادرها فى أقرب وقت!

ازدحامها، التهم كل شىء جميل فيها، مشروعاتها لم تعد تكفى أبناءها، مدينتها الجديدة التى أنشئت منذ عشرات السنين لا زالت تحبو، يعرقل الروتين كل شيء، وتحولت المدينة إلى أشباح، لم تعد حركة بنائها تسير كما خُطط لها، هناك مشروعات، عبارة عن مزارع للخضروات والحبوب، رأيتها منذ سنوات، وأصبحت للأسف فى حالة بوار، التصحر يزحف على معظم المزارع والمشروعات التى أنشئت هناك بفعل قرارات حكومية، كان يمكن حلها بسهولة، لو كان لدينا القدرة على وضع قوانين مرنة، تتعلق بتنمية المناطق الجديدة والمستصلحة.

غير أن المعوق الأكثر تأثيرًا فى تأخر التنمية، هو الفساد الإدارى الذى يكاد يقضى على كل شيء، وربما أصبح الفساد يهدد المواطنين أنفسهم فى أرزاقهم..

غير أن أكثر ما يعيب المحافظة كلها، هو مواصلاتها، سواء تلك التى بين المدن، أو المواصلات الداخلية.

فالطرق التى تربط مدن المحافظة متهالكة، ولم تعد تتسع للتطور الذى حدث، سواء من حيث النمو السكاني، أو نمو المدن والقرى، وتوسعها على جانبى الطريق، ولم تعد هناك مراعاة لحرمة الطريق، مما يعيق الطريق عن الاتساع التلقائى.

هذا الطريق بكل المقاييس العلمية والهندسية مصدر خطر، سواء على الأهالى المقيمين فى القرى على جانبى الطريق، أو ركاب السيارات، أو السيارات نفسها.

لقد أصبحت الحركة على هذا الطريق، بطيئة، بفعل الزحام، وبفعل المطبات الصناعية، التى أقامها الأهالى بأنفسهم و كوسيلة لدرء أخطار السيارات المسرعة. مما جعل زمن قطع المسافة يزداد، مما يؤثر على مصالح الناس. أما نوعية وسائل المواصلات، التى يستخدمها عامة الناس فهى سيئة، ولا تتناسب مع التقدم الذى حدث فى وسائل نقل المواطنين الجماعية، فى الدول الأخرى.

لا يوجد غير سيارات الميكروباصات، وهى قديمة، وضيقة، ويحشر فيها الركاب حشرًا بأكثر من العدد المقرر، دون مراعاة للنواحى الآدمية، وفضلاً عن هذا، فإن نوعية سائقيها رديئة، ولا تخضع أو تعترف بقانون، فهم من فئة لم تتعود على احترام القانون!

وغالبا يُعزى كل هذا إلى عدم وجود رقابة واعية على الطرق، فالمرور لا يعمل ليلاً، ويترك الساحة خالية بهم دون رقابة!!

كاتب