رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"28 نوفمبر" هل سيعيد سيناريو جمعة الغضب .. خبراء: مستحيل تكراره

جمعة الغضب
جمعة الغضب

28 يناير يوم لن ينساه المصريون، يوم غيّر مجرى ثورة 25 يناير، يوم كُتبت كلمة النهاية فى عمر نظام مبارك، إنه "جمعة الغضب"، ذلك اليوم الذى نجح فيه الثوار فى اقتحام الميدان، وأعلن الجيش حظر التجوال، وسط اشتباكات دامية بين الثوار وقوات الأمن، وفتح السجون وإطلاق المساجين، مع اختفاء عناصر وزارة الداخلية بالكامل، وهنا خرج الشباب والرجال وشكلوا لجانا شعبية للدفاع عن منازلهم.
علامات تاريخية ليوم غضب حقيقى شهده الشارع المصرى، والسؤال الذى يفرض نفسه، هل يمكن تكرار مثل هذه المشاهد مرة أخرى فى حياة المصريين، مع إعلان الجبهة السلفية لثورة إسلامية مقرر لها يوم 28 نوفمبر القادم ليوافق هو الآخر يوم الجمعة؟
من جانبه، قال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، من المستحيل تكرار مشهد جمعة الغضب مرة أخرى، فالشعب المصرى خرج عن بكرة أبيه وسط توافق سياسى للتخلص من نظام مبارك، والآن الشعب غاضب ومتحفز من الإخوان، ولن يعطى لهم فرصة لتكرار أى مشهد للعنف. وأضاف أن الإخوان ستدخل فى حرب شوارع وتستمر فى عنفها واستخدام الألعاب النارية لكن لن يجرؤ أحد على استخدام السلاح، إلا إذا كانت هناك محاولة لاستدراج الشرطة، وفى هذه الحالة سيسقط مزيد من الشهداء.
ورأى محمود جابر، المحلل السياسى، أن ما حدث فى الفترة من 25 يناير حتى 18 فبراير، لا يمكن تكراره إلا بحالة شبيهة، والشعب كان شريكا فيما حدث لكن هذا الوضع والدعوة إلى ثورة إسلامية هي مجرد محاولة من جماعة إرهابية مدفوعة من الخارج لفرض إرادتها على المجتمع المصري وهو سيناريو مستحيل تكراره.
وأشار إلى أن كل جمعة تلت ثورة 30 يونيو، تشبه حواديت الصغار ولن يستطيع أحد أن يعدل مزاج الشعب المصرى، لأن لديه أملا كبيرا وقيادة سياسية يثق فيها، وأصبح لا يخاف من حمل سلاح أو تفجيرات أو تلك التهديدات، ورغم توعد قادة الإخوان للشعب لعدم الخروج فى ثورة يونيو، خرجت جموع الشعب المصرى.
وأكد أن ما تفعله الجماعة الإرهابية وحلفاؤها من السلفيين مجرد إعطاء قبلة حياة لأنفسهم، ولن يختلف الأمر كثيرا عن الأحداث السابقة بعيدا عن أى تشكيل مسلح، ويقتصر الأمر على بعض التجمعات الإرهابية، التي تحدث بعيدا عن الجماهير فى المدن الكبرى، مشيرا إلى أن الشعب سوف يفتك بهم قبل الشرطة، التى ستحاول إنقاذهم من براثن الشعب الذى لن يترك لهم فرصة لكسب الشارع المصري مجددا.
وأوضح أنه لن تكون هناك سيناريوهات أكثر مما يحدث فى بعض التجمعات خارج حدود المدن، والظرف الذى حدث فى يناير استثنائى، والشارع الذى فعله، وهو ما استغله الإخوان بعد خروج الشعب ثم ذهبوا إلى السجون لإحراقها ونشر الفوضى.
وقال علاء عبد المنعم، المحلل السياسى، إن هذه الدعوات أطلقها الإخوان وتشبه الدعاوى السابقة، التى كشفت الأيام عن كذبهم، واصفا الدعوى لثورة إسلامية بكلام فى الهوا، فلا توجد انتفاضة أو ثورة دون مشاركة شعبية وسوف تنقلب الدعوات إلى رماد.
وأضاف إسلام الكتاتنى، القيادى الإخوانى المنشق، أن الإخوان لها هدفان تسعى لتحقيقهما منذ 30 ثورة يونيو وهما إرباك المشهد السياسى ومحاولة الضغط للوجود على الساحة، وفى مقابل ذلك لا تتورع الجماعة فى استخدام أية وسيلة لتحقيق ذلك سواء من خلال المتعاطفين معهم من التيارات الأخرى وخاصة التيار السلفى الذى يعرض نفسه كبديل للإخوان.
وأشار إلى أن الجبهة السلفية اتفقت مع الإخوان على النزول يوم 28 نوفمبر، واستخدام العنف عبر مجموعة من الشباب الذى يؤمن بالفكر التكفيرى، بعد انقسام الهيكل التنظيمى للجماعة إلى عدة فروع يمثل 60% منهم رد فعل سلبى، وجزء آخر تحول لخلايا عنقودية يقود العنف والدعوات.
وقال إن الجماعة تعتمد فى تصدير العنف على التنظيم الخاص بداخلها وبعض المأجورين والجماعات التكفيرية التى توفر لهم الإخوان غطاءً سياسيا، ويوم 28 نوفمبر سيمر وإن شهد بعض أشكال العنف والفوضى التى ستتم السيطرة عليها سريعا.