رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

سيناء قاطره التنميه الاقتصاديه

جريدة الدستور

تعتبر سيناء أهم المقاصد السياحية فى مصر لما تمتاز به من خصائص طبيعية ودينية وحضارية فريدة، وتساهم بنسبة كبيرة فى الدخل القومى المصرى ويؤم سيناء الكثير من السياح من مختلف أنحاء العالم لاسيما من دول الاتحاد الأوروبى للاستجمام والاستمتاع بطبيعة سيناء حيث الجبال تعانق البحر الأحمر فى مشاهد خلابة، كما يمكن زيارة مناطق البدو وهم السكان المحليين فى أماكن تجمعهم من خلال رحلات السفارى التى تتم فى الصحراء. وتوجد فى سيناء والبحر الأحمر عدة منتجعات ومدن سياحية أهمها شرم الشيخ، دهب، رأس سدر، نويبع، طابا، وأيضا دير سانت كاترين ومدينة طور سيناء عاصمة محافظة جنوب سيناء، يشغل مثلث جزيرة سيناء حيزاً إستراتيجياً فى خريطة التوازنات الدولية والإقليمية منذ فجر التاريخ، نظراً لموقعه الحاكم فى خريطة الشرق الأوسط، حيث يعتبر رقعة اليابسة الوحيدة التى تقسم المنطقة العربية إلى شرق وغرب، لذا فهو بمثابة حلقة الاتصال بين الشطرين.. وتعد سيناء ملتقى القارتين الإفريقية والأسيوية والجسر البرى الذى يربط بينهما حيث كانت منذ القدم ممراً للقوافل والجيوش الغازية، تأخذ شكل المثلث تستلقى قاعدته الشمالية على امتداد البحر الأبيض المتوسط ( من بور فؤاد غرباً إلى رفع شرقاً ) بطول يبلغ قرابة 200كم، أما رأسه فيقع جنوباً فى منطقة رأس محمد ( التى تبعد عن ساحل البحر الأبيض بحوالى 390 كم ) ويبلغ امتداد الحد الغربى لمثلث سيناء حوالى 510 كم ( ويشمل هذا الامتداد خليج السويس وقناة السويس ) أما امتداد الحد الشرقى فيصل إلى نحو 455 كم (ويشمل خليج العقبة والخط الوهمى للحدود السياسية الشرقية لمصر ) وتبلغ المساحة الكلية لشبه جزيرة سيناء حوالى 61,000 كم مربع، أى ما يقارب من 6% من إجمالى مساحة مصر ( مليون كم مربع).. ولعبت سيناء أدواراً تاريخية هامة، عادت آثارها على مصر والمنطقة العربية برمتها، فقد كانت مجالاً خصباً للهجرات البشرية وممراً تجارياً هاماً يربط آسيا بأفريقيا وطريقاً لغزوات حربية عديدة اتجهت من مصر واليها، إضافة إلى ما لسيناء من حظوة دينية خاصة ... فقد كانت سيناء المعبر الذى سلكته الهجرات البشرية القديمة بين مصر وآسيا بحكم موقعها كممر يتجه إلى مناطق الجذب الاقتصادى فى دلتا النيل، مما أدى إلى انتشار الثقافة العربية فى مصر على نطاق واسع. ويمثل مشروع تنمية سيناء أهمية كبيرة، فسيناء هى بوابة مصر الشرقية وخط الدفاع الأول ومسار الأنبياء وأرض التواصل بين قارتى آسيا وأفريقيا، لذا يعد هذا المشروع عبورا ثانيا للشعب المصرى، والدعامة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة لشبه جزيرة سيناء، والانطلاقة الكبرى نحو إعادة توزيع السكان على صحراء مصر الشاسعة والغنية بخيراتها. ومشروع التنمية الشاملة لسيناء يشمل جميع النواحى والمشروعات الاقتصادية المتمثلة فى الزراعة والصناعة والتعدين والسياحة وإقامة المجتمعات العمرانية الجديدة وما يتبعها من مشاريع خدمية والانطلاق من ضيق الدلتا والوادى وتكدس السكان إلى رحابة سيناء ويعد هذا المشروع الحلم والشغل الشاغل للملايين من أبناء مصر من خريجيها وصغار مزارعيها وأيضا خبرائها وعلمائها الذين يرونه المشروع الأكثر قدرة على تأمين حدود مصر من الأخطار المحدقة بها من الشرق، كما أنه لا يقل أهمية عن مشروع ممر التنمية المقترح من العالم المصرى فاروق الباز والذى مازال فى طور الدراسة لمعرفة مدى جدواه اقتصاديا. وينظر لمشروع ممر التنمية باعتبارة من أهم المشروعات وأعظمها حيث يمتد غرب النيل من شمال البحر المتوسط إلى جنوب توشكى مع وجود ثمانية ممرات عرضية تربط محافظات الدلتا والوادى بممر التنمية إلا أن مشروع تنمية سيناء لا يقل كذلك أهمية أو أولوية عن مشروع ممر التنمية, فسيناء هى بوابة مصر الشرقية وخط الدفاع الأول ومسار الأنبياء وأرض التواصل بين قارتى آسيا وإفريقيا – ولم تنجح أى محاولة على مر التاريخ القديم والحديث لغزو مصر أو احتلالها من الغرب ولكن تمت جميع الغزوات والفتوحات عبر سيناء أى من الشرق ولهذا يجب أن نضع مشروع تنمية سيناء فى المقام الأول لتحقيق الانطلاقة الكبرى نحو إعادة توزيع السكان على صحراء مصر الشاسعة والغنية بخيراتها . ويقول الدكتور إبراهيم أحمد مدير مركز بحوث الفلزات أن شبه جزيرة سيناء تزخر بالعديد من الثروات المعدنية التى يمكن أن تساهم فى التنمية الصناعية حيث يمكن استغلال الرمال السوداء التى تتواجد على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط وفصل مكوناته والاستفادة منها فى العديد من الصناعات مثل التيتانيوم المستخدم فى صناعة البويات والزركون لصناعة السيراميك. إضافة لذلك فإن سيناء غنية بالجبس والجرانيت والرخام والألبستر. كل هذه المعادن تمثل فرص كبيرة للاستثمار، بما يسهم فى زيادة عدد السكان كأحد محاور المهمة التى تسعى الدولة لتحقيقها ضمن استراتيجيتها لتحقيق الأمن القومى للبلاد. كما أن مشروعات الثروة المعدنية تعد من الصناعات الكثيفة العمالة مقارنه بالصناعات الأخرى. وبشكل عام تبدو المشروعات الأربعة هامة وتكاملية وتدعمها عدة عوامل: - توافر ثروات معدنية كبيرة، عمالة رخيصة، وعدد من الموانى التى يمكن تطويرها وزيادة قدراتها الاستيعابية، كما من الممكن أن يلعب الموقع الجغرافى الفريد لسيناء ووجودها على البحر الأحمر والبحر المتوسط وقناة السويس وقربها من الأسواق الخارجية بأوروبا ودول الخليج العربى ودول جنوب شرق آسيا دورا فعالا فى تحقيق أهداف التنمية الصناعية بسيناء، وزيادة فرص التشغيل وإدخال تكنولوجيات جديدة تساهم فى إنتاج بدائل للواردات من نفس الخامات المتوافرة بسيناء، وزيادة فرص التصنيع والتصدير لأرجاء العالم.