رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عملية أسيوط


فجر يوم 8 أكتوبر1981 قام تنظيم الجهاد باقتحام مديرية أمن أسيوط، وكان هذا تكملة لمخطط بدأه تنظيم الجهاد للاستيلاء على الحكم فى مصر بعد اغتيال رئيس الجمهورية ووقوع حالة من الانفلات الأمنى. فقد كان فى تخطيطهم الاستيلاء على مدينة أسيوط والزحف منها إلى الجنوب، وعزلها عن باقى الدولة بكل مؤسساتها.

فقد هاجم أفراد تنظيم الجهاد أسيوط على شكل مجموعات مسلحة بالمدافع الرشاشة والقنابل مديرية أمن أسيوط وقتلوا جميع أفراد حرس المديرية واستولوا على أسلحتهم، ثم لاحقوا ضابط عظيم المديرية وهو قبطى بدرجة عميد وقتلوه ثم مثلوا بجثته، وتحصنوا داخل مبنى المديرية واحتلوه، وفى الوقت نفسه هاجمت مجموعات أخرى متعددة أقسام ونقط الشرطة ومواقع تمركز قوات الأمن المركزى التى كانت منتشرة بالمدينة وقتلوا نحو مائة ضابط وجندى وأصابوا مائة وخمسين، واستولوا على عدد كبير من أسلحة الشرطة، كما قتل 20 مواطناً ممن تصادف وجودهم بالقرب من أماكن الضرب.

كان الاتفاق أن تقوم مجموعة أسيوط بالتنفيذ عندما يصلهم ما يفيد تنفيذ عملية اغتيال رئيس الجمهورية، وعندما علم ناجح إبراهيم بنبأ الاغتيال قام بعقد اجتماع لمجموعة أسيوط وتم الاتفاق على تنفيذ العملية فجر 8 أكتوبر، 9 ذى الحجة وكان يوم الوقف بعرفات.

تشكلت لهذا الغرض ثلاث مجموعات.

الأولى: تحركت ناحية تشكيل الأمن المركزى الموجود أمام مباحث التموين بوسط البلد . وقاموا بإطلاق أعيرة نارية على القوات فقتلوا ثلاثة وأصابوا سبعة آخرين، وهرب جنود الشرطة وتركوا سيارة الشرطة، قادها أحد أفراد المجموعة حتى وصلوا إلى نقطة شرطة إبراهيم وقاموا بإطلاق الرصاص على أفرادها فقتلوا اثنين وأصابوا عشرة وتوجهوا إلى قسم أول أسيوط، تنبهت القوات الموجودة أمام قسم أول فأطلقوا الرصاص على السيارة التى يقلها أفراد التنظيم بمجرد ظهورها وأصابوا عدداً من أفراد المجموعة، ولكنهم تحاملوا على أنفسهم وتوجهوا إلى مديرية أمن أسيوط.

الثانية: كان أفرادها يرتدون ملابس الشرطة، وتوجهت ناحية مركز ناصر بأسيوط، وأثناء تحركهم تصادف وجود سيارة إسعاف، فقاموا بالاستيلاء عليها، وصادفهم لورى شرطة عند نفق أسيوط يقف لحراسة منطقة المساجد والكنائس المجاورة، قامت المجموعة بإطلاق النار على لورى الشرطة واستولوا على ثلاث بنادق آلية وأسلحة أخرى وتوجهوا إلى مديرية الأمن.

عند بوابة المديرية ألقيت قنبلة، وفر جنود الحراسة، وأخليت البوابة تماماً للمهاجمين، وصعد أفراد المجموعة إلى السلم المؤدى إلى الدور الثانى، قابلهم العميد رضا شكرى الخولى ضابط عظيم المديرية الذى كان نائماً واستيقظ على صوت القنبلة، أطلقوا عليه أكثر من ثلاثين طلقة، وواصلوا اقتحامهم للمديرية، توجهوا إلى مبنى مباحث أمن الدولة فى المبنى الملاصق بغرض احتلاله والاستيلاء على التقارير والأوراق الخاصة بهم، تصدى لهم المقدم أحمد ممدوح كوانى.

استولت تلك المجموعة على أسلحة واستقلوا سيارة شرطة كانت تنقل القوات للمديرية وقادوها إلى منطقة الحمراء وهناك استولت المجموعة على سيارة ملاكى وهربوا بها. الثالثة: اتجهت إلى قسم ثانى أسيوط . وكان رجاله فى حالة يقظة بعد أن أيقظتهم القنبلة التى ألقيت على مديرية الأمن واستعدوا لهم أبادوا أفراد تلك المجموعة. وللحديث بقية

كاتب