رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء نفسيون: رأينا "رئيسا" مختلفا أمس.. وعلى الراعين للإرهاب "الحذر"

السيسي
السيسي

يقف مرتديًا بذلته المدنية.. وسط مجموعة من القادة العسكريين.. متجهم الوجه على غير عادته.. يبدو من نبرة صوته، أنه يريد توجيه رسالة شديدة الصرامة.. إنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء إلقاء كلمة تعقيبًا على مقتل 29 جنديا في عملية إرهابية استهدفت القوات المسلحة بسيناء.

شاهد المصريون، السيسي، السبت، شخصًا مختلفا.. الرئيس يبدو في كل خطاباته هادئًا يتحدث إلى الشعب وكأنه واحد منهم.. لكنه أمس بدا مختلفًا اختلافا كليا.. فنبرات الصوت شديدة.. إشارات اليد تلمح إلى أننا بصدد إجراءات فعالة للقضاء على الإرهاب في سيناء، وهو ما اعتبره خبراء علم النفس أنها بداية حقيقية للقضاء على الإرهاب.

الدكتور محمد خطاب، أستاذ التحليل النفسي بجامعة عين شمس، رأى أن أهم السمات التي تميز بها الرئيس في كلمته أمس، الثبات الانفعالي، الذي يتميز به رجل المخابرات فلا نستطيع قراءة ردود أفعاله أو ماذا ينوى، ولأن الحدث جلل تأثرت به جموع الشعب المصري، انعكس ذلك على كلمته.

وأكد أن الخطاب يدل على أنه رجل دولة لابد أن يتسم بالحزم والشدة في أوقات الحرب، مشيرًا إلى أن السيسي تعامل مع الحادث الإرهابي بحزم وردود أفعال سريعة بعكس تعامل المعزول مع مجزرة رفح بلا مبالاة وشيء من عدم الجدية ما أدى إلى غضب المواطنين، بعكس كلمة السيسي التي لقيت صدًى واسعًا وشفى غليل الشعب بشكل مؤقت لحين الثأر.

وأوضح أن الانفعال رسالة تحذيرية موجهة إلى الدول التي تمول المنظمات الإرهابية، أن رد الفعل سيكون عنيفا، وكشف عن ذلك تكرار جملة "خدوا بالكم" حملت رسالة أن الوضع الآن مختلف، فالانفعال مقصود به توجيه إلى المنظمات الراعية للإرهاب.

من جانبها، رأت هناء أبو شهبة، أستاذ علم النفس الإكلينيكي، أن كلمة الرئيس عكست حزنه على أبناء الوطن الذين استشهدوا غدرا وخيانة من خلال هجوم الدول التي تريد تدمير مصر بداية من جيشها.

وذكرت أن حزن الرئيس يعكس وطنيته الدفينة من أظافر أقدامه للنخاع، فهو يحب مصر ويحافظ عليها، ولأنه حادث غدر وليس قتال في معركة وجهًا لوجه، وبالتالي عبر عن غضب الشعب المصري كله.

هبة العيسوي، رأت أن الخطاب له شقان، الأول تحذيري، وآخر يعلن فيه الأسى والحزن، حيث بدأ كلمته بنوع من الرثاء وكعادة الرئيس دائما يشرك نفسه مع الشعب باستخدام صيغة نحن بدل الأنا، وهذه سمة من سمات الرئيس يؤكد عليها من الناحية النفسية، ولها مفعول إيجابي حيث تشعر المواطن أن هناك من يشاركه مشاعره ويعبر عنها.

وأشارت إلى أن الجانب التحذيري، تمثل في استخدام السيسي لليد اليمنى والسبابة كنوع من التأكيد على التحذير، ولفت الانتباه للإنصات له بدقة وإمعان، فضلا على أن قسمات وجه الرئيس اختفت منها الابتسامة الهادئة على وجهه، ولم تعد إلا في آخر كلماته، وطوال الكلمة بدا متزمت الوجه على خلاف ما اعتدنا منه.

ولفت إلى أن لغة الخطاب كانت تحذيرية لتوعية الشعب من عدو خارجي، وظهر الانفعال أيضا لبيان أهمية الموقف في هذا التوقيت وأن الأمر وصل إلى ذروته.

وأكدت أن التوازن في شخصية السيسي واضح فبعد انفعاله ختم الخطاب برسالة طمأنينة، بعد حالة الفزع التي أصابت الشعب.