رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكم النساء للمسلمين.. 90 سيدة تقلدن السلطة أبرزهم "ست الملك والملكة أروى وشجرة الدر"

ست الملك والملكة
ست الملك والملكة أروى وشجرة الدر

"لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة".. ظل هذا الحديث لسنوات طويلا حاجزا شرعيا بين تولي المرأة الحكم بمصر .. إلى أن ألقى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، بحجر في المياه الراكدة بتأكيده على أن الحديث خاص ببنت كسرى، ليس هذا فحسب بل إنه كشف عن تولي 90 امرأة الحكم في تاريخ الإسلام.

ووقعت هذه المعلومة كالصاعقة على عقول البعض ممن انحصرت النساء الحاكمات لديهم في "شجرة الدر التي تولت حكم مصر والشام لمدة ثمانين يومًا في أعقاب وفاة زوجها السلطان الصالح نجم الدين أيوب .

وما يجهله كثيرون أن النساء، حكمن بعض الأقطار الإسلامية في أزمنة مختلفة، وإن كانت لم تلقب امرأة في الإسلام بلقب "الخليفة"، لكنها لقبت بألقاب غير ذلك منها: السلطانة، الملكة، الحرة، خاتون، وأبرزهم ست الملك إحدى ملكات الفاطميين بمصر، والتي حكمت في بداية القرن الخامس الهجري؛ مرورًا بالملكة أسماء والملكة أروى اللتين حكمتا صنعاء في نهاية القرن الخامس الهجري، وزينب النفزاوية في الأندلس، والسلطانة رضية التي تولت الحكم بدلهي في منتصف القرن السابع الهجري، وشجرة الدر التي تولت حكم مصر في القرن السابع كذلك، وعائشة الحرة في الأندلس، وست العرب، وست العجم، وست الوزراء، والشريفة الفاطمية، والغالية الوهابية، والخاتون ختلع تاركان، والخاتون بادشاه، وغزالة الشبيبة.

"الدستور" تلقي الضوء على بعض ممن حكمن طوال التاريخ الإسلامي:

ست الملك ملكة الفاطميين:
هي إحدى ملكات الفاطميين بمصر (ولدت سنة 359هـ )، وقد استحوذت على السلطة بعد أن اتفقت علي قتل أخيها الحاكم بأمر الله، الخليفة الفاطمي السادس سنة 411هـ، مع الأمير ابن دواس إذ ذهبت إليه سرًّا فقبل قدمها، فقالت: جئت في أمر أحرس نفسي ونفسك قال: أنا مملوكك، قالت: أنت ونحن على خطر من هذا، وقد هتك الناموس الذي قرره آباؤنا وزاد به جنونه وعمل ما لا يصبر عليه مسلم، وأنا خائفة أن يقتل فنقتل وتنقضي هذه الدولة أقبح انقضاء، قال: صدقت. فما الرأي؟ قالت: تحلف لي، وأحلف لك على الكتمان فتعاقدا على قتله.

وكانت لها دوافعها إلى ذلك؛ إذ أن تجاوزات أخيها فاقت الحد ، فبعد أن كان يسلط قهره على الضعاف والنساء حرق القاهرة ومنع سكانها من العمل في النهار وأمرهم بالعمل في الليل حتى يخرج بموكبه إلى الشوارع ليلاً فيراها تضج بالحركة، بل إنه استفاق ذات يوم ليعلن ألوهيته ويطالب جماهير القاهرة وضمنهم ست الملك بعبادته

الملكة أروى.. ملكة صنعاء
هي أروى بنت أحمد بن جعفر الصليحية، وهي آخر ملوك الصليحيين ولدت في حراز باليمن عام 440 هـ ، ونشأت في حجر أسماء بنت شهاب الصليحية، وتزوجها ابنها
وقد لعبت دوراً كبيراً في نشر المذهب الفاطمي في آسيا، وبصورة خاصة في بومباي بالهند، عن طريق الدعاة الفاطميين الذين انطلقوا من اليمن في فترة حكمها.

فبعد وفاة الملكة أسماء (1087 م/480هـ ) عهد ابنها الملك المشلول إدارة البلاد رسميًّا إلى زوجته أروى، التي استطاعت تأمين استمرار السلطة بأيدي الصليحيين في اليمن
وكان يدعى لها على منابر اليمن، وتوفيت سنة 532 هـ بذي جبلة ودفنت في جامعها ولها مآثر وسبل وأوقاف كثيرة .

تركان خاتون:
كانت زوجة السلطان ملك شاه بن البارسلان السلجوقي، تزوجها سنة ثمانين وأربعمائة فولدت له السلطان محمود سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ومات ملك شاه سنة خمس وثمانين وأربعمائة في بغداد، فاخفت نبأ موته وفرقت الأموال على الأمراء والعساكر وسارت بهم إلى أصفهان، واستخلفت العساكر لولدها السلطان محمود، وعمره إذ ذاك أربع سنين وقامت بتدبير الملك أحسن قيام.

وماتت سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وأصيب ولدها السلطان محمود بالجدري ومات بعدها بأيام قلائل، ومدة ملكه سنتان وأيام قلائل.

رضية بنت التمش سلطانة الهند:
تنحدر السلطانة رضية من أسرة تركية من المماليك. تولت السلطة في دلهي عام ( 1236م الموافق 634هـ ) بعد وفاة والدها السلطان إيلتوتمش خان، وهو أحد القادة العسكريين الذين أرسوا دعائم الدولة الإسلامية في الهند.

كان والدها السلطان، اختارها بدل أخويها؛ لذكائها وقوتها ومواهبها في إدارة شؤون البلاد ، وعدم قدرة أخويها ، وكان أول قرار ملكي أصدرته ، سك النقود باسمها واختيار لقب لها هو (رضية الدنيا والدين).

وعندما حاول أمراء الحاشية والجيش إبعادها عن العرش ، مترافقاً مع قيام أخيها الأكبر بقتل أخيها الأصغر، باءت محاولاتهم بالفشل حيث اعتمدت على الشعب الذي ثار ضد أخيها وأمرت بقتله.

استقلت بالحكم أربع سنين ، وقتلت في 25 ربيع أول سنة 637 وقبرها على شاطئ نهر جمن بالقرب من دلهي.
السلطانة خديجة سلطانة الهند:
هي السلطانة خديجة بنت عمر بن صلاح الدين البنجالي من سلطانات الهند ، نشأت وترعرت في بلاط أبيها ، وتلقت من العلم والثقافة ما جعلها من أندر نساء زمانها أدبًا وكمالاً ومعرفة ، ولما توفى والدها خلفه في السلطنة أخوها شهاب الدين فكان سيء السيرة فخلعه الشعب سنة 740 هـ ونادى بأخته خديجة سلطانة على عرش أبيها ، وولى زوجها خطيب الدولة جمال الدين الوزارة فاعتمد عليه السلطانة في مهام الأمور وراقبت شئون الدولة مراقبة الخبير ، وتوفيت سنة 770.