رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

60 عامًا على الاحتلال.. يوم اتحد الشعب والجيش ضد العدو

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر".. هذا ما أثبته الشعب المصري على مدى العصور، فصفحات التاريخ الحديث والمعاصر تؤكد بسالة المصريين وكفاحهم ضد أشكال الاستبداد بأنواعه المختلفة، بالتعاون مع جيشه وقواته المسلحة.

كان جلاء الإنجليز عن مصر إحدى حلقات كفاح هذا الشعب وقيادته، حيث تم إبرام اتفاقية الجلاء للتخلص من الاحتلال البريطاني في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر من عام 1954، بعد أن استمر الاستعمار لأكثر من 72 عامًا والذي كان قد جاء إلى مصر في أعقاب الثورة العرابية.

وتم ذلك بعد إلغاء الملكية ونهاية حكم أسرة محمد علي وقيام الجمهورية المصرية التي كان من أهم نتائجها أن أصبح الشعب والجيش يد واحدة في مواجهة الاحتلال، وهو ما مثل عقبة أمام الإنجليز، الذي رأى أن استمرار تواجدهم داخل الأراضي المصرية في اتحادهما وثورتهم أمرا مستحيلا وأنه لا مفر من الجلاء.

كان جلاء الاستعمار البريطاني، عن مصر، أحد أهم العقائد التي آمن بها قادة ثورة يوليو، وكذلك الشعب، حيث كان الموقف المصري واضحًا في هذا الشأن إذ أصرت الحكومة على ضرورة الجلاء وأنه لا بديل عن ذلك.

ودعا جمال عبدالناصر، الشعب للتضحية والكفاح في عام 1953، خاطب أهالي مدينة بورسعيد أثناء زيارة له هناك في العام نفسه قائلاً: إن "مصر متكاتفة معكم لإجلاء قوات الغاصب، حتى يغادر بلادنا آخر جندي أجنبي، لا بد من تحرير مصر ولا بد من جلاء قوات الاحتلال".

وبدأت بالفعل حكومة الثورة في الكفاح وعقد أول اجتماع لمباحثات الجلاء مع بريطانيا، والتي أبدت إصرارها على البقاء ولجأت إلى التهديد والوعيد محاولة إحداث حالة من الارتباك في داخل المجتمع، كي تهز ثقة الشعب في الثورة وقياداتها وإلهائهم عن فكرة الجلاء وكذلك إحداث انقسام يضعف جبهة المقاومة وهو ما لم يحدث، واستمر الشد والجذب بين الطرفين، وأعيدت المباحثات مرة أخرى في يوليو 1954.

وانتهت المباحثات إلى عقد الاتفاق النهائي لعملية الجلاء في 19أكتوبر1954 في قاعة البهو الفرعوني بمبنى البرلمان، ووقع عليها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر واللورد "ستانسجيت" ممثلا عن الجانب البريطاني.

كان من أهم بنود الاتفاقية جلاء القوات البريطانية جلاء تاماً عن مصر خلال فترة عشرين شهراً من تاريخ التوقيع عليه، وبهذا نجح المصريون في الحصول على استقلالهم والتخلص من الاستعمار، وقال عبدالناصر "بالأيدي المتحدة القوية، وبالدم الزكي الذي سال في منطقة القناة وقعنا اتفاقية الجلاء وانتصرنا في حرب الاستقلال".