رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بدايات لقب "خادم الحرمين الشريفين" .. وصلاح الدين الأيوبي أول من أطلق عليه

خادم الحرمين الشريفين
خادم الحرمين الشريفين

تطلق صفة الحرمين الشريفين على المدينتين المقدستين "مكة المكرمة والمدينة المنورة"، وذلك منذ أن جاء الإسلام وهذا حسب ما جاء في كتب التاريخ الإسلامي والرحلات والسير، وارتبط لقب خادم الحرمين الشريفين بأسماء ملوك وحكام المملكة العربية السعودية.
إلا أن بداياته ترجع إلى ما قبل تولي آل سعود الحكم، فكثير من السلاطين والملوك والأمراء تسابقوا لإضافة هذا اللقب إلى أسمائهم كنوع من أنواع الافتخار والاعتزاز.
كان أول من أضاف لقب "خادم الحرمين الشريفين" إلى اسمه هو صلاح الدين الأيوبي، حيث وُجد نقش على قبة يوسف الواقعة في الجهة الجنوبية لصحن قبة الصخرة فيه " بسم الله الرحمن الرحيم وصلواته على محمد النبي وآله، أمر بعمارته وحفر الخندق مولانا صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين خادم الحرمين الشريفين".
ثم اتخذ هذا اللقب السلطان سليم الأول وذلك بعدما سمع خطيب مسجد دمشق يدعوه بحاكم الحرمين الشريفين في خطبة الجمعة فأراد أن يلتصق باسمه دومًا، وكذلك اتخذ هذ اللقب كل من السلطان الأشرف أبو النصر برسباي والسلطان بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح سلطان الدولة العثمانية.
وفي الدولة السعودية كان أول من استخدم هذا اللقب من آل سعود هو فيصل بن عبدالعزيز، حين تم صناعة ستارة الكعبة في المملكة في عهده وكان مكتوبًا عليه "في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود"، فاستنكر وضعها على باب الكعبة، وأمر بكتابة "في عهد خادم الحرمين الشريفين".
وفي عام 1986م أعلن الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود تغيير لقب صاحب الجلالة واستبداله بـ "خادم الحرمين الشريفين" ليكون أول ملك رسمي يلقب بهذا المصطلح.
وهو اللقب الذي تمسك به الملك عبدالله بن عبد العزيز بعد وفاة الملك فهد في أغسطس 2005م، وطلب من كافة أبناء شعبه عدم إطلاق لقب "ملك القلوب" أو "ملك الإنسانية" عليه داعيًا الجميع إعفاءه من هذا لأن "الملك هو الله" ونحن عبيد لله عز وجل.
ويذكر أن ذلك الأمر لم يقف فقط عند الحكام والملك والسلاطين فحسب، فهناك بعض الأئمة والعلماء والقضاة والمفتون أطلق عليهم هذا اللقب مثل الإمام أبو المعالي عبدالملك الجويني، الإمام أحمد بن إبراهيم بن حرب، والحسن الطبري، وعبدالقادر السراج الحسني الفاسي، إضافة إلى قاضي الحرمين النجمي بن يعقوب المالكي.