رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في أجواء رمضانية مساجد المحروسة .. قصص و حكايات ..ساحات عطرة تستنشق عبير الذكر و الإنشاد

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ليالٍ عطرة بالذكر والتسبيح. تمتلئ خلالها ساحات المساجد بالمصلين وتتعالى أصوات التكبيرات لتشق عنان السماء والجميع يتقرب إلى الله بالتوسل والدعاء خاشعين في الصلاة تفيض أعينهم بالدمع راجين من الله المغفرة والتوبة من المعاصي.
ابتهالات النقشبندي والحصري تشق سكون الليل تبدو كترنيمة سلام تبعث الطمأنينة في النفس وتمنحها سكونا داخليًا، لتكسو الروحانيات التي تفوح بعبق الإيمان والصدق الشوارع والبيوت.
أيام استثنائية تعلن فيها حالة الطوارئ الإيمانية. في انتظار استقبال زائر يأتي من العام للعام كل عام بلهفة وشوق المحبين إنه شهر رمضان الكريم. تتزين الشوارع والمساجد ترحيبا بقدومه.
وطوال الشهر الكريم تظل المساجد على أهبة الاستعداد لاستقبال عباد الرحمن الصائمين القائمين.

وتعرف القاهرة منذ قديم الزمان بمدينة الألف مأذنة، المرتبة الأولى من حيث عدد المساجد بها، وأطلق عليها مدينة الألف مأذنة، لكثرة المساجد التي أنشئت منذ الفتح الإسلامي وحتي الآن.

وتضم القاهرة أكثر من 50 مسجدًا عريقًا لكل منهم تاريخ ضارب بجذوره عبر الزمان، وحكاية يتوارثها المصريون جيل بعد جيل.

"الجامع الأزهر"، أغلق لمدة 100 عام لتطهيره من المذهب الشيعي.

أقدم مساجد مصر وأشهرها على الإطلاق، يرجع تاريخه لألف عام مضى. أنشئ على يد جوهر الصقلي عندما تم فتح القاهرة عام 970 في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، استغرق بناؤه عامين حيث تم الانتهاء من بناء المسجد في شهر رمضان عام 972 ميلاديا.
أطلق عليه الفاطميون آنذاك الجامع الأزهر تيمنا باسم السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

أسس في العصر الفاطمي ليكون مركزا لنشر المذهب الشيعي، إلا أنه بعد زوال الخلافة الفاطمية في مصر التي استمرت قرابة 200 عام، تولى صلاح الدين الأيوبي حكم مصر و آل على نفسه إعادة مصر إلى المذهب السني، فأغلق الجامع الأزهر عام 1171 م/567 هجريا الذي كان منبر الدعوة للمذهب الشيعي في ذلك الوقت، وأنشأ مدارس لتعليم المذاهب السنية الأربعة.

ظل الجامع الأزهر مغلقاً مائة عام طوال فترة حكم الدولة الأيوبية، إلى أن أعاد فتحه السلطان الظاهر بيبرس عام 1266م ولكن على المذهب السني.
كما تم تأميم جامعة متكاملة داخل المسجد كجزء من مدرسة المسجد منذ إنشائه، وعينت رسميا جامعة مستقلة في عام 1961.


"السيدة نفيسة"، أم الكرامات والبركات وصاحبة الدعاء المستجاب.



هي بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنه ، إنها السيدة نفيسة أم المساكين وصاحبة الدعاء المستجاب والبركات، تأتيها الأفواج من كل صوب قاصدة التبرك والتقرب بها إلى الله عز وجل. تكاد لا تخلو ساحات ضريحها من الزائرين الذين جاءوا من أقصى الصعيد والريف. كل محمل بهمومه جاءوا بحثا عن الفرج رافعين أكفهم بالدعاء. البعض أخذ يتمسح في أعمده الضريح وآخرون يسجدون على أعتاب الضريح وتتعالى أصواتهم قائلين: "مدد يا سيدة نفيسة" ، "يارب اشفيلي ابني ببركة السيدة نفسية"، ببركة حفيدة النبي تجوزلي بنتي"، وآخرون حرصوا على شراء الورود الحمراء المعطرة برائحة المسك من الباعة المصطفين في محيط المسجد من الخارج، لتزيين الضريح بالورود.

مسجد السيدة نفيسة تم تأسسيه في 1314 هجرية الموافق 1897 ميلادية، ولدت بمكة ونشأت بالمدينة. قدمت إلى مصر في سنة 193 هجرية الموافق 809 ميلادية وأقامت بها إلى أن توفيت في سنة 208 هجرية الموافق 824 ميلادية، حيث دفنت في منزلها، وهو الموضع الذي به قبرها الآن، الذي عرف فيما بعد بمشهد السيدة نفيسة، وكانت سيدة صالحة زاهدة تحفظ القرآن وتفسيره.


اشتهرت بالكثير من الكرامات ومنها "توقف النيل بمصر في زمن السيدة نفيسة فجاء الناس إليها وسألوها الدعاء، فأعطتهم قناعها، فجاءوا بها إلى النهر وطرحوه فيه، فما رجعوا حتى فاض النيل بمائه وزاد زيادة عظيمة".

أم العجائز واليتامى والعزائم أشهر ألقاب "السيدة زينب"

ابنة بنت رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، وقد أجمع المؤرخون على موفور فضلها ورجاحة عقلها وغزارة علمها، ويحتل المسجد مكانة كبيرة في قلوب المصريين خصوصا من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة وفي كل عام في
شهر رجب يقام مولد السيدة زينب حيث يتوافد آلاف من البشر على ميدان السيدة زينب، وتقام احتفالات ويتغير شكل المنطقة تماما لبضعة أيام.

أطلق عليها العديد من الألقاب، ومنها:

1-عقيلة بنى هاشم:
عندما بلغت السيدة زينب من العمر عشر سنوات، أصبحت أم أبيها وأم إخوتها، وكانت تجالسهم وتناقشهم وتبدى لهم الرأى. ولقد أبرز الله سبحانه وتعالى فيها سداد الرأى الرشيد وهى من عمر عشر سنوات.

2- كما سميت (أم العزائم):
وذلك لأنها كانت قوامة بالليل وصوامة بالنهار، ذاكرة ومجاهدة، وزوجة مطيعة وأم لأبيها، وكانت تضيق بالرجال الذين يتكاسلون فى العبادة. فسميت "أم العزائم".

3- الطــــاهـــرة:
عندما جاء سيدنا عبد الله بن جعفر الطيار لطلب يدها للزواج من أبيها سيدنا على وأخويها، فاستحى أدبا أن يذكر اسمها، فقال: أريد أن أتزوج من الطاهرة ابنتك يا إمام فسميت "الطاهرة".


4- أم العواجز، 5- أم اليتامى:
عندما ذهبت إلى المدينة، اعتكفت فى المدينة، فحن إليها أهل المدينة حنينا شديدا جدا، وكذلك حنوا لموقف استشهاد سيدنا الحسين عليه السلام، فكان زوارها كثيرين جدا، فطلبت أن من يأتيها هم اليتامى والعواجيز. وأن تزور هى الفتية و الشباب.
وكذلك حتى يستطيع هؤلاء اليتامى والعجائز أن يأكلوا براحتهم فسميت "أم العواجز"، و"أم اليتامى" عليها السلام.


تضارب الروايات حول حقيقة وجود جسد "الحسين" بمصر


تضاربت حوله الكثير من الأقاويل، حول حقيقة وجود جسده الشريف بالضريح المقام حوله المسجد، يعتقد البعض بوجود رأس سيدنا الحسين مدفونًا به، إذ تحكي بعض الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي وأقيم المسجد عليه.
بنى المسجد في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر ، ويقع في القاهرة القديمة في الحي مسمىً باسمه بالقرب من خان الخليلي والجامع الأزهر.