رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شلبي: اتفاقية أوسلو خلقت جيلًا يميل إلى فردية الفكر والتعبير


أكدت الكاتبة والروائية الفلسطينية "عدنية شلبي" أن اتفاقية أوسلو عزلت الشعب الفلسطينى عن القرار, مشيرة إلي أن هذا الإنعزال انعكس على حجم الإنتاج الأدبي والخيالى والمشهد الفكري والثقافى، فخلق جيلا يميل إلى الفردية في الفكر والتعبير, مؤكدة أن إسرائيل كانت تمنع تنظيم الندوات والأمسيات الشعرية.

وقالت "عدنية" في لقاء لها مع صحيفة "الخبر" الجزائرية: "لقد قضت اتفاقيات أوسلو على كل شيء كان موجوداً، فالمحادثات والمفاوضات لم تكن مع المقاومين في الميدان، بل مع من كانوا خارج فلسطين، فأصبح الشعب معزولا عن القرار، رغم أنه يدفع الثمن, وابتعدت عنه خيوط العقد والربط، مع استمرار معاناته..هذا انعكس في الإنتاج الأدبي, وكانت إسرائيل تمنع تنظيم الندوات والأمسيات الشعرية، لكن عندما تم عزل الشعب وتفكيك المجتمع بالحواجز، انعزل الفعل الإبداعي عنه، فالذي بجنين لايعلم بمعاناة الذي في الضفة ونابلس..أدى تفكيك المجتمع بالحواجز والخنق من طرف الاحتلال، إلى تفكك المشهد الأدبي والثقافي في فلسطين، فمثلا الكتاب لا يتلاقون مثل السابق، أنا لا ألتقي كتاب غزة إلا في لندن أو أي مكان ماعدا فلسطين، وبالتالي لا يوجد نقاش، لا توجد خطة.

وأضافت قائلة "هذه الوضعية انعكست في الخيال والإبداع، وبالتالي على المشهد الفكري والثقافي، حتى القصائد والروايات تحكي عن تجارب ذاتية فردية، وليس عن القضية ككل، فالتعامل مع الاحتلال في المجتمع أصبح بشكل فردي والتعامل معه أيضا أدبيا أصبح بشكل فردي.

كما أعربت "عدنية" عن تفاؤلها بمستقبل الثقافة والادب حيث قالت "صحيح هناك نوع من الإحباط، ومع ذلك فأنا متفائلة جدا للمستقبل الثقافي، لقد حاول الاحتلال هدم فكرة أن هناك ثقافة فلسطينية, لكن الإنتاج الثقافي والأدبي كبير، هناك جيل جديد تماما ومختلف سواء من الأدباء أو الفنانين، خاصة أشير هنا إلى ظهور الفن البصري، من سينما وصورة وغيرها، وهو في تطور كبير، عكس الأدب الذي انطلق كبيرا في البدايات الأولى، وصعب جدا الآن أن ننتج ما أنتجه العباقرة قبله، وصعب أن نقارن أيضا، لأننا نظلم جيلا كاملا من الكتاب، كانت الآداب في حالة عظيمة وهي مرجعية قوية، لذلك يصعب الآن مجاراتها، أما الفنون البصرية فشهدت انطلاقة قوية، لأنها بدأت من الصفر لم تكن هناك مرجعية.

نذكر أن اتفاقية أوسلو، هو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993، وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرية.

وكانت ردود الفعل الفلسطينية منقسمة حول الاتفاقية, ففتح التي مثلت الفلسطينيين في المفاوضات قبلت بإعلان المبادئ، بينما إعترض عليها كل من حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (المنظمات المعارضة) لأن أنظمتهم الداخلية ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود في فلسطين.