رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما لم يره المصريون.. محمد الننى في عيون مدربى أوروبا

محمد النني
محمد النني

أعلن الدولي المصري محمد النني، لاعب وسط أرسنال ومنتخب مصر، رحيله بشكل رسمي عن صفوف "الجانرز" عقب انتهاء الموسم الجاري بعد مشوار دام 8 سنوات.
وانضم النني إلى أرسنال في فترة الانتقالات الشتوية لموسم 2015\2016 قادما من بازل مقابل 3,60 مليون جنيه إسترليني.

وخاض النني 161 مباراة بقميص أرسنال، سجل خلالها 6 وصنع 10 أهداف، كما ساهم في تتويج أرسنال بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الدرع الخيرية.

صاحب الـ 31 عامًا، أصبح النسخة المصغرة من لاعب المنتخب المخضرم أحمد المحمدي والمحترف في صفوف أستون فيلا ولكن بالسلب، حيث انتقد جميع متابعي المنتخب أداء اللاعب مع الفريق عكس ما يقدمه مع الجانرز وما زال الهجوم حتى الآن على مستواه المبهم في نظر بعض المشجعين.

المحمدي الذي بدأ رحلته الاحترافية في 2010 مع نادي سندرلاند ثم هال سيتي، كان لاعبًا بارزًا في الدوري الإنجليزي بأداء ثابت على مستوى هذه السنوات، لكن فور كل معسكر للمنتخب الوطني تنقلب الآية وتنهال الانتقادات عليه.

«الدستور» يأخذكم في رحلة عما يراه الآخرون في النني، لم يره المصريون حتى الآن في متوسط ميدان المنتخب الوطني ونحن على مشارف كأس العالم بروسيا الصيف المقبل.

البداية كانت مع بازل السويسري في 2013، عندما دعا الفريق بقيادة المدير الفني مورات ياكين أسطورة النادي السويسري، النني لخوض ودية معهم في المعسكر الصيفي للوقوف على مستواه والتعاقد معه.

في يناير من نفس العام لعب النني أول مباراة له غير رسمية أمام ستيوا بوخاريست الروماني التي كانت ودية، ليطلب بعدها ياكين توقيع عقد مع اللاعب إعارة لمدة ستة أشهر من صفوف المقاولون.

وعن أداء النني قال ياكين في مباراة ودية شارك فيها اللاعب لمدة 65 دقيقة قبل أن يخرج بديلًا لمحمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي الحالي وبازل السابق: «أداء النني في الوسط كان من إيجابيات اللقاء، فهو أظهر أنه لاعب خططي رائع، ويستطيع التحكم في إيقاع اللعب».

النني

وفي فترة المعايشة التي خاضها النني في بازل واصل ياكين مدحه، قائلًا بعد مشاركته وتسجيل هدف في مباراة فيرنكافاروس بودابست المجري الودية: «أعجبني أداء النني كثيرا، فقد كانت لديه الشجاعة على التقدم بالكرة للأمام كثيرا».

وأَضاف ياكين: «النني لديه حلول كثيرة ومؤشراته جيدة إلى حد كبير، واعتقد أنه لاعب الوسط الذي نحتاجه».

ترك ياكين بازل في 2014 وذهب لتدريب سبارتاك موسكو الروسي، وتقلد قيادة الفريق مدرسة أخرى من مدارس الكرة القدم وهو البرتغالي باولو سوزا لمدة موسم واحد فقط حتى 2015.

النني أصبح لاعبا أساسيا في قوام الفريق وبدأ يتطور يوم عن الآخر، سوزا أخذ منعطفا آخر في المديح عن النني وصرح بعد أدائه المتميز في بطولة الدوري الأوروبي في تصريحات نشرتها صحيفة بليك السويسرية: «محمد النني لاعب قوي وما يقدمه في الملعب لا يُقارن».

وأضاف المدير الفني لبازل: «النني سعيد بما يقدمه في المباريات الأخيرة، هو يقدم أقصى ما لديه في المباريات ودائما ما يحب اللعب أمام الأندية الكبيرة في أوروبا».

واختتم باولو سوزا تصريحات عن لاعب المنتخب المصري قائلاً: «اللاعب الشاب مازال أمامه الكثير ليقدمه، فمسيرته في الملاعب الأوروبية ستكون طويلة وسيتطور أكثر في الفترة المقبلة».

سوزا لم يدم طويلًا مع الفريق السويسري وذهب لتدريب فيورنتينا الإيطالي في موسم 2015- 2016، ليخلفه السويسري يورس فيشر.

موسم كان أكثر من متميز لمحترفنا المصري النني، حيث بات غريزة الأهداف تظهر مع اللاعب واستطاع إحراز 6 أهداف في جميع المباريات التي شارك بها في جميع المسابقات.

فيشر بعد تألق النني الملفت في هذا الموسم، أشاد بالنني وأكد أنه لاعب الوسط الذي يتمناه أي فريق بالعالم في تصريحات  نشرتها صحيفة «باديستش زيتونج» السويسرية.

وتابع: «على المستوى الفني النني لاعب قوي للغاية ومفيد للفريق، ولديه قدرة كبيرة على قراءة المباريات».

وأضاف: «الآن أصبحت لديه قدرة أكبر على تسجيل الأهداف، وربما يتحقق حلمه قريبا بالفوز بالدوري الأوروبي».

النني

2016 كانت نقطة التحول في مسيرة النني، عندما أكمل انتقاله إلى الجانرز، المدرب الفرنسي لم يمهل الجميع حتى انهال بالثناء على النني في أول تصريح له بعد الانضمام.

وقال فينجر: «نقاط القوة لديه هي مهاراته الفنية ورؤيته وذكاؤه وانضباطه وقوته الجمسانية للمنافسة في مستويات عالية».

وأضاف: «أعتقد أنه يمتلك المزايا الجمسانية للعب في المستوى المتقدم.. النقاط التي يحتاج أن يعمل عليها هي أن يتواءم مع دوري البريمير ليج لكي يتمكن من التعايش ولكن من ناحية عامة فإنه يتملك كل العناصر التي تمكنه لكي يبدع».

النني ولو لم يكن ركيزة أساسية في تشكيلة المدرب الفرنسي، إلا أنه أثبت بمستواه وشغفه في اللعب أنه يستحق المشاركة في أوقات كثيرة في كتيبة فينجر بعد الثبات التكتيكي الذي ظهر به في كل مباراة يلعبها، حيث أصبح حتى يومنا هذا هو الأكثر دقة في التمرير في البريميرليج منذ 2015 بنسبة 93%.

فينجر واصل الثناء على النني من منظور آخر وذلك في فترة إعداد الفريق في الصيف الماضي، حيث شارك اللاعب في جميع المباريات في مركز قلب الدفاع.

وقال فينجر في تصريحات نقلها الموقع الرسمي لأرسنال: «النني من نوعية اللاعبين الذين يملكون عقلية وأسلوب رائعين، هدفه الأساسي هو مساعدة الفريق في أي مركز يلعب فيه».

واختتم المدرب الفرنسي حديثه عن اللاعب المصري قائلاً: «بالطبع يجب عليه التعلم أكثر بالنسبة لمشاركته في الجانب الدفاعي، لكنه لاعب ممتاز في الوسط ويستطيع أن يكون جيد للغاية في الدفاع أيضاً».

بالتأكيد الجميع يريد التوفيق للنني في مسيرته الاحترافية مثلما يفعل الجميع مع محمد صلاح لكن لسوء حظه أن الجماهير وضعته في عباءة المحمدي التي لم يستطع الخروج منها حتى الآن.