رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دبلوماسيون: "قمة البحرين" فرصة لإعادة رسم مستقبل المنطقة وفق المصالح العربية المشتركة

قمة البحرين
قمة البحرين

أكد دبلوماسيون مصريون أن القمة العربية المنعقدة فى البحرين تأتى فى توقيت استثنائى يشهد تحديات متزايدة تهدد استقرار المنطقة بأكملها، تتمثل فى التصعيد العسكرى المستمر لآلة الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مع التهديدات المتكررة باجتياح رفح، آخر ملجأ لسكان غزة، إضافة إلى تزايد التوترات فى المنطقة بسبب التهديدات الأمنية للأمن الغذائى والمائى، ما يجعل هذه القمة ذات أهمية بالغة لبحث سبل التصدى لهذه التحديات الحيوية.

فى هذا السياق، قال السفير أشرف الحربى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة الحالية تأتى فى وقت حرج وخطير، مؤكدًا أنه نظرًا للأوضاع الراهنة من المتوقع أن تركز بشكل كبير على الوضع فى غزة وتطورات القضية الفلسطينية، وأن الشعوب تنتظر منها اتخاذ موقف إيجابى نحو حل القضية والدفع بطريق حسم المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى. 

وأضاف أن هناك حاجة ملحة إلى أن تتخذ القمة موقفًا حاسمًا لممارسة ضغوط أكبر على الدول الأوروبية والغربية المعنية بالقضية للعب دور فعال فى وقف إطلاق النار وعودة سكان غزة إلى ديارهم.

وأشار إلى أن القمة المنعقدة فى البحرين ذات التاريخ العربى العريق، تأتى فى توقيت مهم، مؤكدًا ثقته فى قدرة الرؤساء والملوك على إدارة القمة بنجاح، متوقعًا أن يحتوى البيان الختامى للقمة على مطالبات باحترام حقوق الفلسطينيين المشروعة فى أرضهم ودولتهم، وضرورة اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة كاملة العضوية، على الرغم من الضغوط الخارجية، بما فى ذلك الضغط الأمريكى وممارسة حق النقض «فيتو».

وأوضح «الحربى» أن القمة سوف تتناول بشكل أساسى مناقشات ما بعد حرب غزة، مؤكدًا أهمية عمل الدول المنعقدة على اتخاذ موقف للتكاتف والتعاون العربى، خاصة الدول الغنية، لإعادة الإعمار وتحسين وضع الشعب الفلسطينى بشكل عام وشعب غزة بشكل خاص.

وأضاف أن هناك توقعات بأن تشمل القمة قرارات تنديد بالعدوان الإسرائيلى، وتؤكد أن عملية التطبيع مع إسرائيل لن تتم إلا فى إطار الاتفاقيات الخاصة بالسلام فى الشرق الأوسط وعودة الحقوق للشعب الفلسطينى.

كما أكد ضرورة تناول القمة قضايا مهمة، مثل التعاون العربى المشترك، والعلاقات الدولية، والإرهاب الدولى، وأمن المنطقة بشكل عام، وأمن البحر الأحمر والتجارة والاقتصاد بين الدول العربية.

وأشار إلى أن القمة العربية الحالية بمثابة فرصة ذهبية للوصول إلى موقف عربى موحد لما يحدث من نزاعات داخلية فى بعض الدول العربية، مثل السودان، وليبيا، والصومال، واليمن، مع السعى نحو عودة الأمن والسلام والاستقرار لشعوب المنطقة.

فى السياق نفسه، قالت السفيرة منى عمر إن القمة العربية أمام تحديات كبرى، لا سيما فيما يخص القضية الفلسطينية، بعدما أخفقت كل أدوات الضغط الإقليمية والدولية فى التأثير على المحتل الإسرائيلى والإدارة الأمريكية التى تحميه، لإجباره على التراجع عن الجرائم التى تحدث فى غزة وإلزامه بقرارات وقف إطلاق النار. 

وأضافت لـ«الدستور»: «ستركز بشكل أساسى على القضية الفلسطينية والوضع فى غزة، حيث تشهد المناقشات إلقاء الضوء على آليات التأثير الدولية لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بفلسطين وانضمامها إلى الأمم المتحدة».

وشددت على أن ملف السودان وما تشهده الأوضاع فى الخرطوم من تأزم لا تقل أهمية عما يحدث فى غزة، لذا سيكون هذا الملف نصب أعين القادة والزعماء خلال القمة العربية.

واختتمت: «بشكل عام فإن القمة تأتى فى وقت حساس، ويجب أن تكون شاملة وتعمل على حل المشكلات المعقدة وتقديم مبادرات واقعية لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة».