رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمل الشربيني: "مزرعة الحيوانات" الرواية الأولى التي شكلت ذائقتي الأدبية (فيديو)

أمل الشربيني
أمل الشربيني

بمناسبة اليوم العالمِي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يقام كل عام في 23 أبرِيل، بعد أن قررت اليونسكو منذ عام 1995 الاحتفال بالكتاب ومؤلفي الكتب.. تتنوع  حكايات الكُتاب مع الكتب الأولى، التي دفعتهم لإستكمال القراءة وإنتاج أعمالهم الأدبية والإبداعية والتى لها وقع السحر في تغيير نظرتهم للحياة فيما بعد؛ وهي كتب تختلف إتجاهاتها بين أوساط المثقفين المصريين فى عام  2024 بين السياسي والأدبي والاقتصادي، وغيرها من المؤلفات التي كانت زادهم وزوادهم فى مسارات إبداعاتهم.

«الدستور» استطلعت رأي الشاعرة والمترجمة أمل الشربيني عن أول الكتب قاموا بإقتنائها في مكتباتها بمستهل حياتها؛ وكذلك قراءاتها واتجاهاتها؛ وغيرها من التساؤلات:

قالت الشاعر والمترجمة أمل الشربيني  في تصريحات لـ الدستور: “تنشأ في بيت به مكتبةٌ أدبية ضخمة، فأنت واقعٌ في فخ التثقف لا محالة، وقد يكون ذلك من حسن حظك أو سوءه، إذ يتوقف الأمر على شعورك كطفل تستهويه القراءةُ أكثر من اللعب ومتابعة البرامج الترفيهية وأفلام الرسوم المتحركة. حتما سينظر إليك أقرانك نظرة تكشفُ عن استغرابهم من كونك غير سوي، أو التعجبِ من أنك لا تشبهُهم”.

 

 

وأشارت الشربيني إلى أن الكتاب في سن التعليم الابتدائي هو رمز للعقاب بالاستذكار وتأدية الواجب المفروض الذي يستلزم قدرا من الجدية والتركيز وبذل الجهد الذهني، بالطبع راودتني القراءة عن نفسي طوال فترة الإجازة الصيفية حتى كرهت أن يبدأ عام دراسي جديد يجبرني على مغادرة عوالم القصص والروايات إلى العالم الواقعي.

وتابعت: "أذكر جيدا أن أرففا في تلك المكتبة كانت لمجلات أطفال مصورة وكتب لتعليم مهارات الأشغال اليدوية وفنون القتال الحربية وكلمات أغاني مشاهير المطربين. ولفتت  الشربيني إلى ان  أثارت الأغلفةُ الرديئة لتلك الكتب والمجلات في نفسي شعورا بأن المحتوى يشبه الغلاف، ما جعلني أتجنبها وأبحث عن أغلفة تجذبني رسوماتها أو ربما عناوينها، وأحيانا ملمسها.

وأضافت الشربيني، أنه  لم تكن روايات الجيب الصغيرة تروي ظمأي، ولا مختصراتُ أمهات الروايات، قرأت الجريدة لجدي في سن السابعة كل يوم جمعة، وعثرت على عصا الحكيم في سن العاشرة لكنني لم أفهم من حواراتها مع صاحبها الكثير، لكنني حين أعدتها إلى المكتبة، لفت نظري إلى جوارها حمار الحكيم، ثم بدأت في القراءة، أضحكتني كثيرا، رغم أني أغلب الأمر لم أفهم الكثير من فلسفتها حينئذٍ، وحين انتهيت منها بحثت عن شيءٍ يشبهها، فوقعت عيني على مزرعة الحيوانات.

 

 

وأكدت على أنه منذ ذلك الحين، أصبح أورويل كاتبي المفضل، ومزرعة الحيوانات كانت وستظل الرواية الأولى التي شكلت ذائقتي الأدبية. أعيد قراءتَها من حين لآخر لأسترجع شعورَ الطفلة التي أخذت أحاديث الماشية والدواب والطيور الداجنة على محمل الجد، ولم تفهم للوهلة الأولى الإسقاط السياسي والاجتماعي والفلسفي في حوارات شخصيات الرواية.

وختمت الشربيني: "الغريب في الأمر أن هذه الرواية كانت سببا أساسيا في ميلي للأعمال المترجمة، ودافعا لي لتعلم اللغة الإنجليزية وإتقانها، حتى أنها رسمت لي حلما أصبح فيما بعد هدفا لأن أعمل بالترجمة الأدبية، وبالتالي اتخصص في مجال الكتابة، سأظل دائما مدينة لجورج أورويل ومزرعة الحيوانات، وسأذكر دائما حمارَ الحكيم حين أذكره.