رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توحّش الاحتلال.. متى تنتهى قيود إسرائيل على المساعدات الإنسانية؟

جريدة الدستور

مزيد من القيود يفرضها كل يوم الاحتلال الإسرائيلي على دخول المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، منذ حرب السابع من أكتوبر وحتى الآن، رغم صعوبة الوضع الإنساني للأهالي واكتظاظ المستشفيات بالجرحى.

ورغم أن بعض دول العالم تعاونت من أجل إرسال المساعدات إلى أهالي غزة داخل القطاع، إلا أنها تمر بمراحل عديدة حتى تدخل وفي أحيان كثيرة لا يُسمح لها بالدخول. 

 

فرض مزيد من القيود

واتساقًا مع ذلك، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن أن إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، على الرغم من تأكيدات إسرائيل وغيرها أن العراقيل تم تقليلها.

وهناك خلاف حول حجم المساعدات التي تدخل غزة الآن، إذ تقول إسرائيل وواشنطن إن تدفقات المساعدات زادت في الأيام القليلة الماضية لكن وكالات الأمم المتحدة تقول إنها لا تزال أقل بكثير من أقل المستويات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الأساسية.

ومنذ قصف قافلة مساعدات خلال أبريل الماضي، تواجه إسرائيل مزيدًا من الضغوط الدولية المتزايدة؛ للسماح بدخول مزيد من الإمدادات إلى قطاع غزة، في الوقت الذي تنفي فيه عرقلة الإغاثة الإنسانية.

 

فما نتائج فرض إسرائيل مزيدًا من القيود على دخول المساعدات الإنسانية؟، وكيف تؤثر على أوضاع أهالي غزة؟

 

شبكة لاجئي فلسطين: مجاعة بسبب التعنت الإسرائيلي في دخول المساعدات

يقول هاني جودة، مؤسس شبكة لاجئي فلسطين، إن عرقلة دخول المساعدات إلى قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ستؤدي إلى مجاعة حقيقية وصعوبة الحياة داخل القطاع لا سيما منطقة الشمال، ولا بد من تحركات حقيقية لوقف الأمر.

ويضيف لـ"الدستور": "لا يوجد أي شيء بالأسواق نستطيع شراءه وإنقاذ المدنيين والأطفال، وهناك منع لاستقبال أي تحويلات مالية وغلق تام لمكاتب الصرافة، إلى جانب ذلك يمنح الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى الأهالي في القطاع".

ويوضح: "كل دقيقة يتأخر بها إدخال المساعدات من جانب الاحتلال الإسرائيلي، ويستمر العدوان الشامل على غزة، تزداد الأوضاع انهيارًا على كل المستويات، فلا بد من الوقف الفوري للحرب على القطاع بأكمله نتيجة تردي كل الأوضاع".

وتابع: "ندعو إلى إمداد شمال غزة بمعونات ومساعدات عاجلة، من أجل إنقاذ السكان من المجاعة الحتمية التي تقترب، فأغلب المساعدات لا تصل ولا تكفي احتياجات السكان بالشمال تحديدًا، فلا بد من توفير المعونات الإنسانية كاملة".

خريطة المساعدات الإنسانية

‎وحتى 24 يناير الماضي، وصل عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي سمح الاحتلال الإسرائيلي بدخولها إلى القطاع وتسليمها لأونروا ومؤسسات الأمم المتحدة عبر معبر كرم أبوسالم 1472 شاحنة، وفق نبال فرسخ مسئولة الهلال الأحمر الفلسطيني لـ"الدستور".

‎تقول فرسخ: "كما تسلمت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني 5939 شاحنة من الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح، تحتوي الشاحنات على طعام وماء ومساعدات إغاثية ومستلزمات طبية وأدوية".

وتمر المساعدات الإنسانية بعدة مراحل، حيث يتسلمها الهلال الأحمر الفلسطيني في حال سماح إسرائيل بدخولها، عبر معبر رفح بالتنسيق مع منظمة أونروا، ويتم تسليم المساعدات إلى وزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسات المعنية لتقوم بدورها بالتوزيع على المستفيدين.

بينما بلغ إجمالي كميات الوقود التي وصلت إلى قطاع غزة خلال الفترة من 7 أكتوبر وحتى أول يناير الماضي 4 ملايين و648 ألف لتر وقود.

مجاعة وشيكة

ويوضح جودة أن هناك 400 ألف إنسان يتضورون جوعًا في شمال غزة، وأصبحوا يأكلون كل شيء حتى وإن كان مُضرًا عليهم، مبينًا أن ذلك بسبب التعنت في إدخال المساعدات، وفي نفس الوقت عدم استيعاب ما يُسمح له بالدخول للأهالي وحجم المعاناة.

ويقول: "السكان يأكلون الحبوب المخصصة للطيور والحيوانات بسبب نفاد الطحين لطهي الخبز، ولم يعد هناك شيء يمكن أكله"، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو حرب تجويع ضد الشعب الفلسطيني.