رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نيمبوس".. صفقة بين جوجل وإسرائيل تتسبب في طرد موظفينه

احتجاجات جوجل
احتجاجات جوجل

"من يعترض على الصفقة المسّمومة مصيره الفصل"، هذه المقولة تمامًا ما طبقته الشركة العالمية "جوجل" مع موظفيها الذين اعترضوا على إبرامها صفقة مع جيش الاحتلال بعنوان مشروع "نيمبوس"، والمتهم بتزويد الحكومة الإسرائيلية بخدمات الذكاء الاصطناعي وقدرات يخشى أن تستعمل ضد الفلسطينيين.

28 موظفًا هم عدد من فصلتهم شركة" ألفابت" وهي الشركة الأم لـ"جوجل"، وذلك بعد احتجاجهم على الصفقة مع جيش الاحتلال والمسماة بمشروع "نيمبوس".

ما هو مشروع “نيمبوس”

ومشروع “نيمبوس” هو عقد مشترك بقيمة 1.2 مليار دولار مع شركة "أمازون" لتزويد الحكومة الإسرائيلية بقدرات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وذلك وفق ما نقل موقع "إنترسبت" عن مواد تدريبية قال إنه اطلع عليها.

وحسب الوثائق فإن المشروع سيمنح إسرائيل قدرات للكشف عن الوجه، وكذلك التصنيف الآلي للصور، وتتبع الأجسام، وحتى تحليل المشاعر عبر تقييم المحتوى العاطفي للصور والكلام والكتابة. 

وسيمنح "Google Cloud" إسرائيل العديد من المميزات من خلال عقد نيمبوس، كما يمكن أن تزيد القدرات التي نصت عليها الوثائق من قدرة إسرائيل على مراقبة الناس ومعالجة مخازن هائلة من البيانات، وفق الموقع.

وحسب موقع "إنترسبت" فإن جوجل قد أطلع الحكومة الإسرائيلية على استخدام ما يعرف باسم تقنية اكتشاف المشاعر، وهو ما يمكن من تمييز المشاعر الداخلية من وجه المرء وتصريحاته، وهي تقنية يتم رفضها عادة باعتبارها "علم زائف".

وبحسب ما ورد في الموقع يتضمن مشروع "نيمبوس" كذلك قيام جوجل بإنشاء مثيل آمن لـ "جوجل كلاود" على الأراضي الإسرائيلية، وهو الأمر الذي من شأنه للسماح للحكومة الإسرائيلية بإجراء تحليل للبيانات على نطاق واسع، والتدريب على الذكاء الاصطناعي، واستضافة قواعد البيانات، وأشكال أخرى من الحوسبة القوية باستخدام تكنولوجيا غوغل، مع القليل من الإشراف من قبل الشركة. 

وكانت نقلت مجلة "تايم" أن "جوجل" ستقوم بموجب العقد بالمساعدة كذلك في تصميم الهندسة المعمارية وإرشادات التنفيذ لحيّز "Google Cloud" التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية. 

الرد على الانتقادات

وردًا على الانتقادات الموجهة للعقد مع الحكومة الإسرائيلية، وصفت جوجل مؤخرا عملها لصالح الحكومة الإسرائيلية بأنه بهدف أغراض مدنية إلى حد كبير. 

ونُظمت الاحتجاجات، التي قادتها منظمة "لا تكنولوجيا للفصل العنصري"، في مكاتب جوجل في مدينة نيويورك وسياتل وسانيفيل بولاية كاليفورنيا. 

وخلالها اعتصم المحتجون في نيويورك وكاليفورنيا لما يقرب من 10 ساعات، كما قام آخرون بتوثيق الحدث، من خلال بث مباشر على منصة تويتش، وذلك قبل أن يتم اعتقال تسعة منهم، بتهمة التعدي على الممتلكات.

وكانت قد استفاد الاحتلال الإسرائيلي  من اهتمامه باستخدام الذكاء الاصطناعي ففي عام 2021، ذكرت صحيفة واشنطن بوست عن وجود "الذئب الأزرق"، وهو برنامج عسكري سري يهدف إلى مراقبة الفلسطينيين من خلال شبكة من الهواتف الذكية والكاميرات التي تدعم التعرف على الوجه.

استفادة إسرائيل من الذكاء الاصطناعي في حربها الأخيرة على غزة

واستخدمت إسرائيل في حربها الأخيرة على غزة تطبيقًا للذكاء الاصطناعي يطلق عليه اسم “لافندر”، لديه قاعدة بيانات صنفت 37 ألفًا، هدفًا محتملًا، أنهم على صلة بحركة "حماس".

وقال أحد ضباط الاستخبارات الذي عمل على هذا النظام “نحن نثق بالماكينات الآلية أكثر من الجنود الحزانى، فكل واحد فينا، بمن فيهم أنا، فقدنا أشخاصًا في هجوم 7 أكتوبر، بينما تقوم الآلة بهذه الأمور ببرود”.

كما أدلى 6 ضباط على صلة بنظام الذكاء الاصطناعي "لافندر" لتحديد أهداف من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بتصريحات للصحافي يوفال إبراهام، وحصلت صحيفة "الغارديان" على نسخة مسبقة منها، وفيها أكد الضباط أن "لافندر" أدى دورًا مركزيًا في الحرب، وذلك عن طريق معالجة البيانات لتحديد أعضاء حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لاستهدافهم. وأشاروا إلى أن "لافندر" حدد، في الفترة الأولى من الحرب، نحو 37 ألف هدف مرتبطين بالحركتين.