رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

برامج رمضان فى الميزان "1- 2"

منذ أن نشانا تربت ذائقتنا على برامج إذاعية رمضانية كانت تمتعنا وتثقفنا، بل تعلمنا من برامجيين كبار أمثال: نجوى أبوالنجا، أمينة صبرى، نادية حلمى، نهى العلمى، عبدالله قاسم، رباب البدراوى، شريف عبدالوهاب، محسن عرفة، آمال علام. فضلًا على العمالقة: وجدى الحكيم، كامل البيطار، حمدى الكنيسى، محمد مرعى وغيرهم. تخيل أن هؤلاء كانوا بعضًا من نجوم العمل البرامجى الرمضانى لمحطة إذاعية واحدة هى صوت العرب. 
فما بالكم إذا تحدثنا عن خدمة إذاعية أخرى كـ«البرنامج العام»، حين كان يتنافس على خريطتها البرامجية أسماء نجوم كبار أمثال: آمال فهمى بالفوازير، والأساتذة نادية صالح، آمال العمدة، عمر بطيشة، ليبقى المستمعون فى شغف شديد قبل الشهر الكريم منتظرين ما الذى ستجود به قريحة كل منهم إعدادًا وتقديمًا وتنفيذًا وحشدًا للنجوم، بل منافسة شديدة على من يتصدر برنامجه خريطة الإذاعة الأم، ليصبح هو بطل الموسم يليه الوصيف ثم ما دون ذلك.
أما «الشرق الأوسط» الرشيقة فكان لها طابعها البرامجى المميز بضيف الإفطار الذى يمتد الحوار معه فترة طويلة تتخللها برامج قصيرة مميزة بضيوف من نجوم الصف الأول، وتيترات رشيقة يصنعها برؤيته عمرو عبدالحميد وتزينها بصوتها إيناس جوهر وينفذها إخراجيًا حسنى غنيم. ولكن، لا يجوز لى الحديث عن برامج الإذاعة حاليًا، باعتبارى أحد صناعها. 
أما تليفزيونيا، فوسط زخم درامى رمضانى كبير يجعلك تشاهد بين كل مسلسل ومسلسل مسلسلًا ثالثًا، تابعنا حالة من التراجع الكمى للمواد البرامجية التى كانت تميز خريطة رمضان لصالح المادة الدرامية. ورغم قلة العدد فإن هناك برامج مميزة تركت أثرًا طيبًا لدى جمهور المشاهدين الذين أتخموا دراميًا فبحثوا لأنفسهم عن منفذ آخر للمتعة والتسلية، وزد عليهما المتابعة لنجوم يحبونهم أو لقضايا تهمهم. 
لفت انتباهى برنامج فضيلة الإمام الأكبر الذى أداره هذا العام د. محمد سعيد محفوظ وتم بثه إذاعيًا إلى جانب البث التليفزيونى أيضًا، من خلال برنامج «الإمام الطيب»، وهو البرنامج الذى أنتجه مجلس حكماء المسلمين الذى يترأسه فضيلته. طرح «محفوظ» خلال الحلقات مع شيخنا، وبوعى ليس جديدًا عليه، قضايا معاصرة تهم المسلم فى زمن التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وقد اجتهد البرنامج فى الربط بين أسماء الله الحسنى ودلالاتها على ممارساتنا فيما يتعلق بتلك القضايا الحياتية.
من بين تلك البرامج أيضًا كانت هناك محاولة جادة نحو تفسير جديد لكتاب الله، حمل عنوان «أبواب القرآن» قدمته قنوات CbC. أداره بوعى الباحث عن الحقيقة وباحترافية الإعلامى المثقف الدكتور محمد الباز. انطلق البرنامج من سؤال مبدئى هو: هل نحن فى حاجة إلى تفسير عصرى للقرآن الكريم؟ ثم انطلقت الحلقات فى طرح أسئلة أهم، من خلال حوار مطول مع الدكتور محمد سالم أبوعاصى، العميد السابق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر. منح «الباز» العالم الجليل مساحة تليق بعلمه، مثلما فعل الراحل أحمد فراج قبل عقود حين قدم الشيخ الشعراوى للجمهور، بل مُنحنا نحن الفرصة للتعرف على رؤى هذا الشيخ المستنيرة. ولعل أبرز الأسئلة التى حمستنا لمتابعة الحلقات كان سؤالًا مبدئيًا طرحته الحلقة الأولى يقول: ألم يكن الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، هو الأولى والأجدر بتفسير القرآن؟
ورغم إثارته جدلًا واسعًا، أرى أن برنامج فضيلة الدكتور على جمعة «نور الدين» واحدًا من البرامج المثيرة للتفكير وإعمال العقل، وليس الجدل، بإجابات جريئة لمفتى الديار السابق اتسمت بمواكبة روح العصر، واستهدفت جذب فئة الشباب لفهم صحيح الدين وكونه دين يسر وليس عسرًا.
وخلال النصف الثانى من الشهر الفضيل كان هناك برنامج «مملكة الدراويش» لـ«قصواء الخلالى» الذى تحدثت فيه عن المتصوفة انطلاقًا من الرسالة القشيرية وهى المرجع الأبرز لأهل التصوف للإمام أبى القاسم القشيرى منذ القرن الخامس الهجرى وحتى اليوم.