رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يد العون للأشقاء.. «التموين» تطلق أكبر قوافل مساعدات لأهالى غزة: 100 طن من المهمات الإنسانية

مساعدات قطاع غزة
مساعدات قطاع غزة

أطلقت وزارة التموين والتجارة الداخلية، ممثلة فى اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية، القافلة السادسة من المساعدات الإغاثية العاجلة لأهالى قطاع غزة، التى تعد الأكبر منذ بداية الأحداث، حيث تضمنت ٣٠ شاحنة محملة بـ١٠٠ طن من المهمات.

وقال الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، رئيس اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية، إن هذه القافلة تأتى تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتوفير مساعدات إغاثية عاجلة لأهالى القطاع فى إطار دعم ومساندة مصر للشعب الفلسطينى الشقيق فى مواجهة الظروف الصعبة التى يعانى منها.

وأوضح الوزير أن المساعدات المقدمة تأتى بالتنسيق بين كل من مكتب الإغاثة بقطاع غزة وهيئة الإغاثة الكاثوليكية فى مصر واللجنة العامة للمساعدات الأجنبية بوزارة التموين.

من جانبه، قال اللواء أحمد فتحى، نائب رئيس اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية، خلال تفقد القافلة السادسة قبل توجهها إلى معبر رفح البرى تمهيدًا إلى دخولها قطاع غزة، إن القافلة جاءت بناءً على دراسة الموقف ومتطلبات القطاع من خلال التنسيق المستمر بين اللجنة وهيئة الإغاثة الكاثوليكية، حيث شملت ٧٠٠٠ بطانية و٥٠٠٠ مرتبة و٢٠٠٠ حصيرة نوم.

وأضاف أن إجمالى عدد قوافل المساعدات التى تم إرسالها إلى قطاع غزة بلغت ٦ قوافل من لجنة المساعدات الأجنبية بالتعاون مع هيئة الإغاثة الكاثوليكية، مشيرًا إلى أن القافلة الأولى تضمنت ١٦ طنًا من المساعدات، والثانية ٢٣ طنًا، والثالثة ٦١ طنًا، والرابعة ٤٠ طنًا، والخامسة ٦٥ طنًا، والسادسة ١٠٠ طن.

وأوضح أن إجمالى ما تم تقديمه من مساعدات إغاثية عاجلة لقطاع غزة بلغ ٣٠٥ أطنان، عبر ١٠٦ شاحنات شملت ٢٣ ألف بطانية، و١٦ ألف مرتبة، و٨ آلاف خيمة، و٥ آلاف حصيرة، و٦ آلاف مشمع بلاستيك لحماية الخيام من الأمطار، وأدوات النظافة العامة والشخصية لـ٣٠ ألف أسرة.

وأكد «فتحى» أنه يتم حاليًا تجهيز القافلة السابعة بناء على مطالب أهالى قطاع غزة لتتوالى باقى القوافل من اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية بوزارة التموين، بالتنسيق مع كل الجهات المعنية.

من جهتها، قالت دينا رفعت، ممثل هيئة الإغاثة الكاثوليكية فى مصر، إنه يتم إرسال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة منذ شهر أكتوبر الماضى وحتى الآن، عبر القوافل العاجلة بالتعاون مع اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية بوزارة التموين.

وأكدت أن هناك تعاونًا كبيرًا من الدولة المصرية فى تسهيل كل الإجراءات الخاصة بالقوافل مع تذليل كل العوائق، وأنه يتم توفير المساعدات الموجهة من السوق المحلية فى مصر، وفى حالة وجود بعض المواد غير المستخدمة فى الأسواق يتم استيرادها من الخارج مثل نوع معين من الخيام.

أبناء شمال القطاع: نحتاج إلى مزيد من شاحنات البضائع التجارية

كشف مواطنون فلسطينيون من شمال غزة ومخيم «جباليا» عن تطورات الأوضاع الحالية، عقب إعادة تشغيل أول مخبز فى المنطقة، بالتزامن مع عودة المواطنين لبعض المناطق فى وسط القطاع.

وقال الدكتور فادى الخضرى، إخصائى القلب والقسطرة فى مجمع «الشفاء» الطبى: «أُعيد تشغيل مخبز واحد فقط فى شمال القطاع ومدينة غزة، من المفترض أن يوفر احتياجات حوالى ٧٠٠ ألف شخص».

وأضاف «الخضرى»، فى حديثه لـ«الدستور»: «هناك طابور طويل جدًا من المواطنين أمام المخبز، ما يؤدى إلى انتظارهم ساعات طويلة من أجل الحصول على الخبز»، مشددًا على أن «غزة ما زالت تعانى من أثر المجاعة».

وواصل: «غزة فى حاجة للمزيد من الممرات البرية لإدخال المساعدات، فالطيران لا يكفى، والميناء لا يكفى، وما زلنا بحاجة إلى مزيد من المخابز، كما أن السلع والخضروات الموجودة أسعارها مرتفعة، وهناك مواطنون لا يستطيعون شراءها، ولا يوجد كذلك غاز للطهى».

وعلق «الخضرى» على تدمير الاحتلال الإسرائيلى مجمع «الشفاء» الطبى بشكل كامل، قائلًا: «المُجمع يعتبر بيتى الثانى، إن لم يكن بيتى الأول، وكنت أقضى فيه ساعات طويلة، أكثر من وجودى فى بيتى».

وأضاف الطبيب الفلسطينى: «مجمع الشفاء يعتبر أكبر مستشفى فى فلسطين، ويقدم خدمات وتخصصات كبيرة وواسعة على مستوى قطاع غزة، وهو ينقسم إلى ٣ أقسام، الجراحات بأنواعها المختلفة، والباطنة، والولادة، ولكل منها تخصصاته المختلفة والتخصصية النادرة».

وواصل: «كان يوجد فى مجمع الشفاء قسم لغسيل الكلى، وعيادات خارجية، ومبنى الإدارة والتعليم المستمر، وجراحة العمود الفقرى، وقسطرة القلب، بجانب الأشعة التداخلية الحديثة لعلاج جلطات الدماغ، والمناظير، والجهاز الهضمى، وجراحة الوجه والفكين، وغيرها من التخصصات، ما أسهم فى إجراء الكثير من العمليات الجراحية النادرة به».

وأكمل: «ولهذا كله، فإن تدمير هذا الصرح هو جريمة متكاملة، وتدمير للمنظومة الصحية فى قطاع غزة كله، وتدمير لما تبقى من حياة هناك، لأن هذا التدمير يعنى قتل أكثر من ٢ مليون إنسان فى غزة»، لافتًا إلى أنه «لم يعد هناك مكان لمرضى غسيل الكلى فى شمال غزة».

وشدد على أن هدف الاحتلال الإسرائيلى من تدمير مجمع «الشفاء» الطبى هو التهجير القسرى للسكان، ودفعهم للخروج من شمال غزة إلى خارج القطاع ككل، بعد فقد الخدمات الصحية والتعليمية، وتدمير البنية التحتية.

واختتم «الخضرى» بقوله: «مهما يفعل الاحتلال نحن ثابتون فى مكاننا، لن نترك مرضانا، وسنعمل كل ما يلزم لمساعدتهم وعلاجهم، وتوفير كل البدائل الصحية لهم».

وقالت «م. أ»، من مخيم «جباليا»، إن الوضع ما زال مأساويًا، فعلى الرغم من انخفاض أسعار بعض السلع الغذائية، ما زال عدد كبير من المواطنين لا يستطيعون شراءها، بسبب الوضع الاقتصادى المتدهور، وعدم وجود أى سيولة نقدية معهم.

وأضافت السيدة، التى طلبت عدم الكشف عن هويتها: «ما زال هناك عدد كبير من المواطنين غير قادرين على توفير ما يحتاجونه، نظرًا لوضعهم الاقتصادى الصعب، وهذا يؤثر بشكل كبير على التغذية لديهم ولأطفالهم».

وواصلت: «أصبح هناك العديد من السلع الغذائية المتوافرة فى عدة مناطق، وتحديدًا فى سوق معسكر جباليا، لكن هناك سلعًا غير متوافرة فى المقابل، كما أن بعضها سعره مرتفع، ولا يستطيع المواطنون شراءه».

وأكملت: «ما زلنا فى حاجة ماسة إلى إدخال المزيد من المساعدات الإغاثية، وشاحنات البضائع التجارية، لتوفير كميات كبيرة من السلع، ما يؤدى إلى انخفاض الأسعار، وبالتالى تصبح فى متناول أيدى جميع المواطنين».