رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وعود وتعهدات ليلة القدر

مع أدائه اليمين الدستورية للولاية الرئاسية الجديدة، الثلاثاء الماضى، جدّد الرئيس عبدالفتاح السيسى العهد على استكمال مسيرة بناء الوطن، وعاهد الله، وعاهدنا، بأن يظل مخلصًا فى عمله، لا ترى عينه سوى مصالحنا ومصلحة هذا الوطن، متسلحًا بعزيمتنا وبأصلنا الطيب، محافظًا على العهد والوعد لنا ولمصر الحبيبة، وقبل كل شىء لله سبحانه وتعالى. وصباح ومساء أمس الأول، السبت، دعا الله وعاهده، وجدّد معنا الوعد، بعد أن جدّدنا ثقتنا به وعهدنا معه، فى استحقاق انتخابى شهد العالم بنزاهته.

خلال الاحتفال بـ«ليلة القدر»، توجه الرئيس بخالص الدعاء إلى الله تعالى أن يحفظ وطننا، وأن يبارك جهود أبنائه المخلصين، وأن يرحم ويتقبل شهداءنا، وأن يسدد خطانا ويوفقنا لما فيه خير وصالح وطننا العزيز. ومساء اليوم نفسه، عاهد الله وعاهدنا، خلال «حفل إفطار الأسرة المصرية»، بأن يستمر فى السعى والاجتهاد، من أجل رفعة وعزة مصر، وتوفير الحياة الكريمة لشعبها، والحفاظ على أمنها القومى واستقلالها، وريادتها الإقليمية ودورها الدولى، لافتًا إلى أن «الميثاق والعهد بيننا قائم على الصدق والتجرد فى النوايا، والعمل بتفانٍ والاجتهاد لأقصى قدر ممكن، نبتغى وجه الله سبحانه وتعالى، ونسعى لأن تكون مصر فى صدارة الأمم، لا نلتفت لمن يسعى إلى تشويه الحقائق ولا لمتربصى إراقة الدماء والقتل».

فى مثل هذه الأيام، منذ سنتين، وخلال «حفل إفطار الأسرة المصرية»، أيضًا، أعلن الرئيس السيسى عن تكليف «إدارة المؤتمر الوطنى للشباب» بالتنسيق مع التيارات السياسية والحزبية والشبابية، لـ«عقد حوار سياسى مع كل القوى»، بشأن أولويات العمل الوطنى. وبالفعل، شهدنا حالة من الانفتاح والإصلاح السياسى، مع إطلاق «الحوار الوطنى»، الذى دعم الرئيس مخرجاته الأولى، ووجه الحكومة ومؤسسات الدولة برعايتها وتنفيذها، وصولًا إلى تحقيق «رؤية مصر ٢٠٣٠»، التى ربطت تحقيق التنمية الاقتصادية بالبعد الاجتماعى. وفى كلمته، أمس، تعهد الرئيس بدعم «حالة الانفتاح والإصلاح السياسى»، مع الاستمرار فى دعم الشباب وتمكين المرأة، على كل الأصعدة، السياسية والاقتصادية والمجتمعية. 

دعم «حالة الانفتاح والإصلاح السياسى»، كان التعهد الثانى، بين أربعة تعهدات، تضمنتها كلمة الرئيس، كان أولها «الاستمرار فى تنفيذ إجراءات لإصلاح المسار الاقتصادى قائمة على توطين الصناعة والتوسع فى الرقعة الزراعية وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة ودعم القطاع الخاص مع توفير إجراءات الحماية الاجتماعية اللازمة، للطبقات الأولى بالرعاية». وكان التعهد الثالث هو «وضع قضية بناء الإنسان المصرى على رأس أولويات العمل الوطنى وفى الصدارة منها توفير الحياة الكريمة، وسبل جودة الحياة بشكل عام من خلال توفير بيئة التعليم الجيد والخدمات الصحية اللائقة والسكن الكريم». 

انتهت تعهدات الرئيس الأربعة بـ«الاستمرار فى سياسات الاتزان الاستراتيجى، التى تنتهجها الدولة المصرية، تجاه القضايا الدولية والإقليمية والتى تحددها محددات وطنية واضحة، فى مقدمتها: مراعاة أبعاد الأمن القومى المصرى، والسعى لإقرار السلام الشامل القائم على العدل، ودعم مؤسسات الدولة الوطنية واحترام إرادة الشعوب». ولعلك تتذكر أن مستهدفات العمل الوطنى، التى حددّها الرئيس فى كلمته عقب أداء اليمين الدستورية بدأت بـ«حماية وصون أمن مصر القومى فى محيط إقليمى ودولى مضطرب ومواصلة العمل على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف فى عالم جديد تتشكل ملامحه». كما سبق أن أكد الرئيس، فى سياقات ومناسبات مختلفة، أن «تعظيم قدرات القوى الشاملة للدولة» على رأس أولويات الدولة المصرية، موضحًا أننا بقدر اهتمامنا بقدرتنا العسكرية، نمضى أيضًا على خطوط متوازية نحو الارتقاء بباقى القدرات الشاملة للدولة، والتى من أهمها القدرة الاقتصادية.

.. وأخيرًا، لم يفت الرئيس أن يؤكد، خلال الاحتفال بليلة القدر، تضامننا مع أشقائنا الفلسطينيين فى قطاع غزة، مشددًا على أن مصر لن تتوانى عن بذل أقصى الجهد لإيقاف القتال، والعمل على إنفاذ المساعدات إلى القطاع، مؤكدًا موقف مصر الراسخ، بالسعى بلا كلل أو ملل، نحو حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة، على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.