رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد عبده: قصة "سبب مفاجئ للنوم الطويل" مليئة بالفانتازيا

أحمد عبده
أحمد عبده

قال الكاتب الروائي والقاص أحمد عبده إن مُفتتح قصة "سبب مفاجئ للنوم الطويل" للكاتبة هناء متولي، جاء وكأنه استكمال لحدث أوموقف سابق، لتكون القصة نتيجة لتلك المقدمة المجهولة. 

وجاءت البطلة تهرول من عالمٍ آخر لا تدري عنه شيئًا، تتساءل: ماذا كنتُ أفعل قبل أن أجيء إلى ميدان التحرير؟ــ  تلهث، استمرت تلهث لمنتصف القصة تقريبًا، جاء ذلك في الأمسية القصصية ضمن  فعاليات منتدى "أوراق"  بمؤسسة الدستور، بمشاركة المبدعين (سيد الوكيل، صفاء عبدالمنعم، سمير فوزي، هناء متولي)، ويقدم الندوة الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله متحدثًا عن النصوص، وإشكاليات القصة القصيرة وتحولاتها، والسردية الجديدة، وتنويعاتها اللانهائية، كما تطرح الندوة سؤالًا جماليًا حول مستقبل القصة القصيرة. 

وأضاف عبده: دخل الراوي أو الراوية  في الموضوع مباشرة، حتى أنها وبعد أن توقفت لدقائق، تركيبة لغوية مفصلية، جاءت من ذلك العالم تلهث للبحث عن الناس، ربما هي مُطاردة من هناك، وربما هو عالمٌ خاوٍ أيضًا، وجاءت لتبحث عن الونس، لتجد عالمًا خاليًا، بل مهجورًا مفرداته {الشمسُ شاحبةً كوجه مريض الكوليرا/ أشباح احتلوا المحطة/ غارقة في كابوس/ تشعر بدوار وضبابية/ هل قامت القيامة}، وهذا هو الجو النفسي الذي تعيشه البطلة، رسمت الكاتبة هذا الجو الكابوسي الكوني الذي ينشر الاكتئاب العام، ثم برهنت على اتساع رقعته، فتذهب إلى المنصورة لتجد نفس الفراغ والخواء، حتى الطريق كان خاليًا، ورغم كل هذا: الأمرُ ليس بهذا السوء/ هناك خطبٌ ما.. لكنه ليس خطيرًا! اللغة هنا كانت تلهث مع لُهاث البطلة، ونشعر بسرعة إيقاع السرد.

وأشار عبده إلى أن القصة مبنية على زمن  محسوس {الشمس في وسط السماء/ في ظُهر أغسطس/ الشمسُ تبدو شاحبة}، انتهى النهار ودخلنا في الليل {أوشك الليلُ أن ينتهي } نهار وليلة، والمكان ملموس: ميدان التحرير/ محطة المترو / المنصورة/ النيل.

 أما عن قصة "زيارة" لسمير فوزي، وصفه عبده بـ[كاتب المهمشين، صاروا هم مشروعه الروائي والقصصي، حارة سمير فوزي تتشابه مع حارة خيري عبدالجواد، وكلتاهما تختلف عن حارة نجيب محفوظ، أعتقد أن القاهرة فيها أكثر من حارة، وكل حارة لها طابعها الخاص، حارة مصر التراث، حارة الأحياء الصناعية والتجارية، شبرا بولاق نموذجًا، حارة الأحياء الزراعية أو قروية الأصل: المطرية والأميرية مثلًا.

وأكد عبده أن الكاتب استطاع أن يجسدَ التباين الطبقي حتى في بناء المقابر، الفقر والجهل في الاعتقاد في محادثة الغيب، وصديقة الاسم التي تصدق الوهم والخرافة، ربما هو استئناس وراحة نفسية وحاجة للرفيق.