رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إفطار المطرية»: وزراء وفنانون ومشاهير على مائدة اللمة الحلوة فى عزبة حمادة

جانب من الفطار
جانب من الفطار

من إحدى الحوارى الضيقة فى «عزبة حمادة» بحى «المطرية»، قبل ١٠ سنوات، خرجت فكرة تنظيم إفطار جماعى يجمع الجيران معًا، قبل أن تتحول إلى عادة رمضانية مصرية أصيلة، يشارك فيها الآلاف من المواطنين، إلى جانب الوزراء والمسئولين والسفراء ورجال الدين، وغيرهم من الشخصيات العامة والمشاهير. 

وضمت قائمة حضور الإفطار الجماعى بحى المطرية، أمس، حضور وزيرة الهجرة السفيرة سها جندى، والوزيرة السابقة السفيرة نبيلة مكرم، ووزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى، ومستشار الرئيس للشئون الدينية الدكتور أسامة الأزهرى.

ووسط جموع المشاركين فى تحضير «إفطار المطرية»، لفت زكريا رمزى، الرجل المسيحى الخمسينى، انتباه الجميع، من خلال مشاركته فى تجهيز وتوزيع الوجبات.

قال «رمزى» إنه يشارك فى إعداد وتوزيع وجبات «إفطار المطرية»، منذ انطلاقه قبل ١٠ سنوات، بجانب توزيع وجبات «صيامى» على المسيحيين المشاركين فى هذه المناسبة، فى ظل توافق رمضان مع «الصوم الكبير» هذا العام، مشددًا على أنه «لا يوجد أى فارق بين مسلم ومسيحى فى عزبة حمادة».

وجذب «رمزى» الأنظار إليه بشدة فى رمضان ٢٠٢٣، حين التقطت صورة له وهو يعلق فانوسًا بجوار الصليب على شرفة منزله، والتى لاقت انتشارًا واسعًا وصارت حديث الساعة آنذاك.

وشكل منظمو «إفطار المطرية» لجانًا فيما بينهم، كل منها مسئول عن مهمة محددة، فى ظل زيادة الأعداد المشاركة فى الإفطار هذا العام، لتصبح لديهم لجنة خاصة بطهو الطعام، وأخرى للتنظيم، وثالثة لتوزيع الوجبات، بجانب لجنة تزيين الشوارع، مع ارتداء زى موحد يحمل رقم «١٠»، فى إشارة إلى السنة العاشرة للإفطار، الذى أقيم تحت شعار «لمة العيلة».

وقال محمد مفتاح، من لجنة التنظيم، إن الهدف الرئيسى من الإفطار السنوى فى المطرية، هو تعليم الأطفال القيم والعادات الأصيلة لأهالى المنطقة، مشيرًا إلى مشاركة الأطفال فى تنظيم المائدة، وتحضير وتوزيع الطعام.

من جهته، قال الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، إنه يشارك فى «إفطار المطرية» لأول مرة، مشيرًا إلى أنه أبدى إعجابه بالفكرة، خلال استضافته فى أحد البرامج، وطلب من أهالى المطرية دعوته لحضور الإفطار الجماعى، وبالفعل دعوه فلبى دعوتهم.

وواصل: «القدرة على صناعة مثل هذا الحدث بالجهود الذاتية شىء مشرف، أريد أن أقول للمصريين جميعًا هذه حقيقتنا أمام العالم، وأريد أن أقول للعالم كله هذه حقيقة الإنسان المصرى الكريم»، مشيدًا بحرص المنظمين على إبداء تعاطفهم مع فلسطين الحبيبة، من خلال رسائل تضامن مع إخواننا فى غزة، على الجدران، ومن خلال الأعلام، فى كل أنحاء المنطقة.

وحرصت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، السفيرة سها جندى، مع السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة السابقة، على حضور «إفطار المطرية»، استجابة لدعوة الأهالى.

وقالت السفيرة سها جندى: «نشترك جميعًا فى مصر ببركة صيام شهر رمضان المبارك والصوم الكبير، وأنا سعيدة بتلبية الدعوة والانضمام لهذا الإفطار مع نحو ١٠ آلاف صائم».

وأشارت إلى أن مصر هى التى علمت العالم قيم التسامح الدينى، مؤكدة أنها تنتظر مثل جميع المصريين حلول شهر رمضان المبارك بشغف كبير، لتستمتع بأجوائه المميزة والفوانيس الجميلة التى تشكل أجمل ذكريات الطفولة.

ولبى الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، دعوة الأهالى، كما حرص الفنان محمد عبدالرحمن «توتا»، نجم فرقة «مسرح مصر»، على التقاط الصور التذكارية مع الأهالى، فيما أعرب زميله الفنان وائل عبدالعزيز عن سعادته بالمشاركة للمرة الأولى فى إفطار المطرية، مشيدًا بالأجواء الرمضانية و«اللمة الحلوة والصحبة الجميلة وسط أهل مصر الطيبين الأنقياء».

ولم يغفل أهالى المطرية استغلال الحدث للتعبير عن تضامنهم مع الأشقاء الفلسطينيين، ورفعوا الأعلام المصرية والفلسطينية مع ترديد الهتافات لدعم أهالى قطاع غزة فى محنتهم.

وكتب الأهالى على الجدران عبارات تعبر عن تضامنهم، منها «من المطرية.. هنا فلسطين»، بالإضافة إلى رسومات مختلفة للمسجد الأقصى وقبة الصخرة وعلامات النصر.