رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنا الأسد.. يلا..

قط متنمر.. يركض كأنه أسد..
يرجع لأصله فقط عندما يواجه الأسد..
يعرف قدره وحجمه الحقيقى أمام الأسد فقط..
يتمنى أن يكون مكان الأسد، ولكن كيف يفلح؟
يشكك فى قدرات الأسد..
يتهمه بالاختفاء والاختباء والصمت..
يتخيل هذا مع أوهام ذاته المتضخمة..
لا يدرك أن الاختفاء والاختباء والصمت هى فلسفة حياة الأسد..
يشكر فى الأسد..
يشحت رضا الأسد عنه..
فى قرارة نفسه.. يخاف الأسد ويهابه..
يوحى للأسد ويحاول تضليله..
يكذب ليوهم الأسد بأنه سنده..
يخدع ليؤكد للأسد أنه الذى يحميه من حيوانات الغابة..
يعتبر أن صمت الأسد يعنى موافقته الضمنية..
لا يعلم كيف يراه الأسد..
لا يتخيل إلى أى مدى يكشفه الأسد..
لا يتصور ما يراه فيه الأسد دون كل أقنعته الوهمية..
قط نرجسى متنمر..
لا يرى فى الحياة سواه..
يعقد الصفقات.. ينهش فى الحكايات..
أسد لا يرى فى نفسه مركز الكون..
أسد مرت عليه تجارب كل حيوانات الغابة..
تمر الأيام.. ولم يتحول القط إلى أسد.. مهما حاول أن يحلق فى أعالى الغابة..
تمر الأيام.. ولم يتحول الأسد إلى قط.. وظل سيد الغابة الحقيقى بسمو وشموخ..
قط نرجسى متنمر.. لا يعترف بعزة النفس..
ينسحق ويكذب.. لتحقيق مصالحه..
يرتدى بدلة.. يرتدى ماركات..
ويظل عقله عقل قط.. لا يرتقى إلى عقلية الأسد ومكانته وهيبته..
يعتقد الأسد فى القول المأثور فى التعامل مع حيوانات الغابة.. لو كانت الجزمة مقاسك.. ألبسها.

نقطة ومن أول الصبر..
أفضل أشكال الإبداع هى القصص القصيرة.. لأنها مزيج بين الخيال والحقيقة.. بين الوهم والواقع.. بين المباشر وغير المباشر.. بين الموضوعية والتوجيه.. بين الوصف والإسقاط.. بين الحصانة والانحطاط.. شكل حقيقى شبه افتراضى من شخصيات نعرفها على حقيقتها وشخصيات كنا نتصورها أفضل بكثير مما اكتشفناه فيها من إجرام إنسانى يفوق كل مواثيق القوانين الإنسانية.
نعيش فى عالم ينتمى غالبيته لحديقة الحيوان حسب الصفات والتصرفات، ويظل البعض القليل ينتمى إلى عالم المجانين الذى يرفض ما سبق، ويعيش فى عالم صنعه بنفسه حسبما كان يحلم ويتمنى.
إمبراطورية يم يم..
وجهًا لوجه.. مواء القط الوهمى وزئير الأسد الإنسان..