رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صدفة.. ريهام حجاج: حققت طموحى الفنى بتقديم عمل شعبى ويناقش قضايا المجتمع

ريهام حجاج
ريهام حجاج

بشخصية مدرسة قليلة الحظ، فاجأت الفنانة ريهام حجاج، جمهورها فى الماراثون الرمضانى، خلال مسلسل «صدفة»، الذى تقدم من خلاله دراما شعبية، واستطاعت أن تحقق نجاحًا كبيرًا، بالتعاون مع المخرج سامح عبدالعزيز والمؤلف أيمن سلامة.

ورأت «ريهام»، خلال حوارها مع «الدستور»، أن شخصية «صدفة» تلقائية، لكن البعض قد يرى التلقائية غباءً، مشيرة إلى أن مخرج العمل متمكن من تقديم هذا النوع من الدراما «الشعبى حتته».

وأكدت أن ردود الأفعال أثبتت أن المسلسل محبوب من جميع فئات المجتمع، خاصة الأطفال، لافتة إلى أن هناك من يرونها «ميتة على الدنيا»، ولا يرون ابتلاءاتها.

■ بداية.. كيف استقبلتِ ردود الأفعال الأولية حول مسلسل «صدفة»؟

- ما وصلنى من ردود أفعال يؤكد أن «الجمهور مبسوط بالمسلسل»، فكل الآراء التى رصدتها كانت إيجابية للغاية.

ومن أبرز ردود الأفعال التى لفتت نظرى، تقرير عرض على القناة الأولى المصرية، أكد أن المسلسل هو أكثر ما يبحث عنه الجمهور، خاصة فى المحافظات.. الهدف الأساسى لأى ممثل هو الوصول للجمهور وإرضاؤه.

هناك أكثر من شخص أكد لى أن أطفالهم كذلك يحرصون على مشاهدة العمل، وهذا أمر أسعدنى للغاية، لأنه يوضح أن المسلسل استطاع الوصول لمختلف فئات المجتمع؛ الشباب والبنات والكبار حتى الأطفال.

وبشكل شخصى، لاحظت أن ابنى «مش بيسيب حلقة»، وابنتى حفظت «التتر» كاملًا.. ولادى بيحبوا «صدفة».

بالتأكيد إشادة الجمهور بالعمل تجعل الممثل يشعر بالنجاح والفخر، ويشعر بمسئولية كبيرة، لأنه مطالب بأن يصون محبة الجمهور له.. أعرف ما يعجب الناس؛ فمثلًا فى العام الماضى لم أرَ أطفالًا يشيدون بمسلسل «جميلة»، لأنه كان يستهدف شرائح أخرى من الجمهور، على عكس «صدفة» الذى يناسب كل فئات المجتمع المصرى والعربى.

■ ما الذى دفعك للمشاركة فى مسلسل «صدفة»؟ وهل يمكن تصنيفه كعمل كوميدى؟

- أحببت الشخصية منذ أن قرأت السيناريو، وشعرت بأحاسيسها، لأن المؤلف أيمن سلامة كتبها بطريقة بديعة للغاية.. توقعت أن تكون تجربة جيدة، وكنت مصممة على تقديم عمل مختلف، و«صدفة» كان الاختيار الأمثل.

مسلسل «صدفة» ليس عملًا كوميديًا، بل هو اجتماعى «لايت»، يضم أحداثًا تراجيدية وكوميدية، وهذا التنوع جاء فى إطار قصة قوية.. ولم تتضح تفاصيل المسلسل كاملة بعد للجمهور، فنحن فى بدايته، وهو مكون من ٣٠ حلقة، وملىء بالتفاصيل.

خلال السنوات الماضية، حرصت على البحث عن شكل درامى جديد أقدمه لكل الناس، وليس لفئة معينة، لكى أستطيع أن أصل لقلوب الجمهور.

فى النهاية، فكرت فى الاتجاه للتيمة الشعبية، على الرغم من أن الأعمال الشعبية تتسع للذكور أكثر من الإناث.. أى «قماشته محدودة بالنسبة للبطولة النسائية»، لأن مجتمعنا يتقبل القوة والشجاعة من الرجل أكثر من المرأة، خاصة فى المناطق الشعبية.

ما أقصده أن البطولة النسائية ليست سهلة فى الإطار الشعبى، والبحث عن سيناريو جيد فى هذا السياق أمر صعب جدًا.

ولأننى محظوظة وجدت السيناريو المطلوب، وهو مسلسل «صدفة»، وحققت طموحى بتقديم عمل شعبى قوى ويناقش قضايا تهم المجتمع.

القصة مهمة ولا تخدش حياء المشاهدين، وتحقق معادلة الحارة الشعبية، لكن بشكل جديد تمامًا، مبتعدة عن الشكل النمطى.

وأود أن أشير إلى أن مشروع «صدفة» بدأ فى شهر مايو من العام الماضى، حينما كنا نفكر فى شخصيات العمل.

■ تعاونك مع المخرج سامح عبدالعزيز.. كيف كان؟

- المخرج سامح عبدالعزيز شاطر جدًا فى تقديم الأعمال الشعبية.. هذا ملعبه؛ فهو من المخرجين القلائل الذين يعرفون تمامًا كيف يقدمون الشعبى بشكل صحيح.

كما أنه يستطيع تقديم التراجيدى والكوميدى بشكل ممتاز، وسعدت كثيرًا هذا العام لأننا استطعنا معًا تقديم عمل قوى، كما تخيلنا.

الغريب فى التعاون مع «سامح» أن كل مرة كأنها أول مرة، فالتفاصيل والديكور وطريقة الكلام مختلفة تمامًا عن أى عمل قدمناه معًا من قبل.

■ ما رأيك فى شخصية «صدفة»؟

- صدفة تلقائية، وقد يرى البعض أن تصرفاتها تشير إلى الغباء.. والغباء قماشة تستطيع أن تخرج منها تفاصيل درامية عديدة، تفيد الشكل العام للأحداث وتجعلها فريدة ومتطورة.

وأشعر بأننى أشترك مع «صدفة» فى صفة «التلقائية»، فأنا صريحة للغاية، والمقربون منى يعرفون ذلك، فأنا أهتم دائمًا بقول ما يمليه علىّ قلبى وعقلى.

■ كيف كانت استعداداتك لتجسيد تلك الشخصية؟

- راعيت أن تكون تفاصيل الشخصية قريبة من الواقع، عبر رصد تصرفات وطبيعة عمل المدرسات.. وأعتقد أننى نجحت فى ذلك، والدليل أن هناك أكثر من شخص قالوا لى جملة: «كان عندى مدرسة بتعمل كده.. أبلة فلانة كانت بتعمل كده».

التدريس والتعامل مع الطلاب فن، وهذا ما أدركته خلال استعدادى للشخصية، والعجيب أن المدرس صاحب الطباع الغريبة قد يحصل على الشهرة بين الطلاب.

تابعت الكثير من المدرسين «أونلاين»، لأشاهد شخصياتهم وانفعالاتهم، ثم صنعت طريقتى الخاصة دون تقليد.

■ هل اعتماد العمل على الفنانين الشباب أمر مقصود؟

- أنا سعيدة للغاية وفخورة بالمشاركة فى هذا العمل مع كل هؤلاء الشباب، وأؤكد أن جميع المشاركين فى العمل اجتهدوا لتقديم أفضل أداء ممكن.. فجميعهم ممتازون تحت قيادة المخرج سامح عبدالعزيز، الذى استطاع تطوير قدراتهم التمثيلية.

كل من شارك فى العمل يحركه طموح كبير، ويتمنى أن يتفوق ويتميز.. وحرصنا على أن يكون «البوستر الدعائى» شاملًا، ويضم الشباب المشاركين فى العمل. وقد أحببت البوستر جدًا.

والعمل فى الأساس يركز على مناقشة حكايات الشباب، ومن الطبيعى أن يقدمه الشباب أيضًا.

■ كيف جرى اختيار ملابس الشخصية؟

- لم أتدخل فى اختيار ملابس شخصية «صدفة» نهائيًا، وتولت تلك المسئولية مصممة الملابس رفاء، وقد تعاونت معها من قبل فى «بنات سوبرمان» و«يوتيرن»، ولدىّ ثقة كبيرة فيها، وفى اختيارها. «شخصية صدفة عندها ربع ضارب.. لذا كانت اختيارات الملابس ملائمة لشخصيتها، لكن المدرسين فى الحقيقة أحلى بكثير من تفاصيل شكل صدفة».

■ هل هناك مدرس أثر فى ريهام حجاج على المستوى الشخصى؟

- نعم.. بالتأكيد تأثرت بالعديد من المدرسين فى حياتى، وأتذكرهم بكل الخير والحب والكثير من الكوميديا.

كنت أحب المدرسين المتميزين بخفة الدم، الذين يستطيعون جعل الطالب يحب المادة.. تربينا على «مدرسة المشاغبين»، وتفاصيل المسلسل كانت قريبة للغاية من الواقع الذى نعيش فيه جميعًا.

■ كيف كانت رحلتك الدراسية فى الواقع؟

- كنت طالبة نموذجية وأحب الدراسة جدًا، وقد التحقت بمدرستين؛ صباحًا أذهب إلى المدرسة الإيطالية حتى الواحدة ظهرًا، وبعدها أذهب إلى المدرسة التابعة للقنصلية المصرية، التى كانت تنتهى فى السادسة مساء.. لذا أعتبر نفسى من محبى المدرسة والدراسة والمذاكرة جدًا، فحياتى كانت كلها مذاكرة، وأكثر مادة أحببتها فى هذه الفترة كانت مادة الرياضيات.

■ ما رأيك فى مستجدات القضية الفلسطينية؟

- مؤمنة بالقضية الفلسطينية جدًا، وأحرص على مناصرتها على حساباتى الإلكترونية على السوشيال ميديا.. وهذا يسبب لى مشكلات كثيرة وعقوبات إلكترونية على صفحاتى.. لكن كل ذلك لا يهمنى إطلاقًا.

بسبب مناصرة القضية الفلسطينية، أصبح معدل وصول منشوراتى للجمهور «صفرًا»، وهذا أضر بالطبع بتسويق المسلسل عبر الصفحة.. فضلًا عن أنه جرى إغلاق حسابى بسبب العقوبات وفتحته مجددًا.

الأمر وصل لدرجة أن الإعلام الإسرائيلى تحدث عنى، وكل هذا لم يؤثر على أفكارى وقوة دعمى.

رؤية الأهالى الفلسطينيين وهم يُخرجون جثث أطفالهم من تحت الأنقاض، أمر مؤلم جدًا، وأرى أن هذه القضية هى ما تفرق بين الإنسان والجماد، فالحق واضح، ولا أرى سببًا لعدم التعاطف مع هذه القضية.

أنا أعلم أن الله وعدنا بالنصر، ووعد الله حق، ومصر من كبرى الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، ولعل مسلسل «مليحة» من الأمور التى أسعدتنى فى هذا الصدد، وهذا أقل ما نستطيع تقديمه لهم فنيًا.

■ كيف تغير الشهرة حياة الفنان؟

- هناك من يروننى أعيش حياة شخصية جيدة، زوج يحبنى وشهرة، لدرجة أن هناك من يرانى «متبتة فى الدنيا» أو حريصة على أن أصل لكل شىء فيها، أو أن كل ما يحدث لى من تخطيطى، وهذا غير صحيح، فأنا أؤمن بأن الله يعطى من يشاء.

ومن المؤكد أن الجمهور لا يعلم التفاصيل الحياتية الخاصة والابتلاءات التى أعيشها.

■ ما الدعوة التى تحبين سماعها؟

- أن يهدينى الله لنفسى، وأن يكون لدىّ رضا وطمأنينة شديدة، وأن يكون لدىّ سلام نفسى، فأنا لا أحب أن أكون «ميتة على الدنيا»، بل أخاف من غدرها، وأخاف من أن أتعلق بشىء دنيوى.. «اتظلمت كتير فى حياتى المهنية، واعتبرت أن ذلك ابتلاء ورضيت. والحمد لله ربنا كان بيطبطب علىّ».