رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإخوان المسلمين».. الوجه الآخر للحشاشين (2)

على الدم والقتل والاغتيالات، قامت جماعة «الحشاشين»، الذين اتخذوا من الجبال بيوتًا ومن الأشجار وكرًا لتنفيذ مخططاتهم، مستغلين من الدين ما يحقق طموحاتهم ويجعلهم مسيطرون على العالم.
حكم العالم هو الهدف الأسمى الذي سعت إليه «الحشاشين»، مهما كان الهدف ومهما كانت الوسائل، حتى لو كانت على الدماء والأرواح، لا يهمهم المعطيات الأهم لديهم هو النتيجة، بأن يحكموا العالم بأسره.
على الخداع والكذب والتزييف استفحلت طائفة «الحشاشين»، حتى ذاع صيتهم وكثر عددهم، واستطاعوا أن يتواجدوا وسط دول العالم كفرق مستقلة نجحت في توحيد أتباعها رغم اختلاف توجهاتهم، وهو ما ضمن استمرارها على مدار 3 قرون، حتى قضي عليها تمامًا في القاهرة.
وهنا أجدني، أشبه بين «الحشاشين»، كجماعة دموية قتالية وبين «جماعة الإخوان المسلمين»، فالدارس والمتابع لتاريخ الجماعتين يرى توحدًا كبيرا وتوافقًا  في الأهداف والنوايا، التي تحرض على العنف والقتل وسفك الدماء.
ولكي أقيم الحجة لكل من يعترض على وجهة نظري، وكل من يرفض اتهامي «للإخوان المسلمين» كجماعة  بأنهم امتداد حقيقي «للحشاشين»، أقول لهم: هناك أوجه كثيرة مشتركة بينهم تعالوا اقرأوا معي لعلنا نغير من وجهات نظرنا ونحيد عن أفكارنا:
قامت الجماعتان على مبدأ أساسي هو الولاء المطلق، فمن شروط الإنضمام إلى «الإخوان المسلمين» أن تكون تابعًا لا مناقشًا، منفذًا لا مشاركا، ولا يحق لك التلفظ أو التفوه بأي شىء لا يندرج ضمن إطار الجماعة أو يرضي الأمير.
فالولاء المطلق للجماعة هو نفسه الولاء المطلق للحشاشين، فهو جواز السفر حتى تعتنق أفكارهم وتصبح واحدًا منهم، ولا يقتصر عند الولاء بل يمتد إلى الدعوة السرية، السر والكتمان أهم ما يميز الحشاشين، بدأت دعوتهم سرًا واستمروا في إقناع الناس، كذلك فعل «حسن البنا» ومن قبله «سيد قطب»، أثناء تجنيد أتباعهم ليدخلوا تحت رايتهم مستغلين أيضًا من الدين ستارًا لهم.
ومن الصفات المشتركة أيضًا بين الحشاشين والإخوان المسلمين، فكرة الجناح العسكري، وقوائم الاغتيال، نفذ الحشاشين العديد من المخططات التي كانت تستهدف اغتيالات لأشخاص تاريخية كبيرة، منها القاضي المصري الخازندار، ورئيس الوزراء في العهد الملكي محمود فهمي النقراشي، وأيضًا لم يسلم صلاح الدين الأيوبي من أن يكون هدفًا لتلك الجماعة الفاسدة المجرمة، وحاول الحشاشين على مدار مرتين متتاليتين اغتيال صلاح الدين الأيوبي إلا أن عناية الله صاحبته.
«الإخوان المسلمون» تلك الجماعة الإرهابية بحكم القضاء المصري، اغتالت العديد من الشخصيات المصرية البارزة والتي كان منها، النائب العام المستشار هشام بركات، وضابط الأمن الوطني محمد مبروك، وغيره وغيره من الشخصيات الوطنية، التي كانت عائقًا كبيرًا أمام تلك الجماعة وتحارب سموم أفكارهم.
ومن كل ما سبق أستطيع أن أقول بكل أريحية وضمير مرتاح، إن «جماعة الإخوان المسلمين»، امتدادًا «للحشاشين»، فنهج الجماعتين قائم على القتل والدم واستغلال الدين، وضعفاء الإيمان، والاستحواذ عليهم وتغيير أفكارهم.
التاريخ قد يتبدل، والأزمنة والعصور تنقضي، لكن المواقف والأحداث لا تتغير ولا تتبدل لأنها كاشفة لكل ماجرى، فمنذ الوهلة الأولى من تأسيس جماعة الإخوان المسلمين سنة 1928، وضع «حسن البنا»  منهج «الحشاشين» نصب عينيه واتخذه من بين كل الجماعات والفرق التي كانت على الساحة، يبدو أن المؤسس البنا قد أعجب بنظيره الصبّاح، وطبق لائحته، والذي قرر أن تقوم جماعة الإخوان المسلمين قيامة الحشاشين، ولحسن الطالع، ومن جميل المصادفة، أن تقضي مصر على الإخوان المسلمين، كما قضت مسبقًا على الحشاشين، ومن هنا رسالة كبيرة تاريخية، ستظل القاهرة قاهرة لكل الفرق والجماعات مهما كانت ومهما اختلف مؤسسيها، وفي النهاية تبقى مصر، ويزول الجميع.