رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس بين رجاله وأبنائه

دائمًا ما يتأكد لى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يترك كبيرة ولا صغيرة إلا ويوليها إهتمامًا لا يقل عن بعضها البعض، ففى الوقت الذى امتلأت فيه الأجندة الرئاسية خلال الأيام القليلة الماضية بزخم كبير من اللقاءات مع العديد من الشخصيات الدولية المؤثرة ورؤساء ووزراء دول الاتحاد الأوروبى الذين حضروا للبلاد للتأكيد على تقديرهم لحكمة القيادة المصرية وتعاملها مع المجتمع الدولى دون إنحياز لمعسكر على حساب معسكر آخر من خلال تبنى سياسات متزنة ومتوازية، على الرغم من الصراعات التى تموج بها المنطقة المحيطة بنا والتى تسببت فى العديد من الأزمات والمشاكل الاقتصادية خلال السنوات القليلة الماضية....أقول إنه على الرغم من كل ذلك نجد أن الرئيس كان حريصًا، كما هى عادته كل عام، أن يلتقى بأبنائه ورجاله من طلاب الكليات والمعاهد العسكرية وأكاديمية الشرطة لتهنئتهم بالشهر الفضيل والصيام الكبير ويتحدث معهم عن القضايا الداخلية والخارجية بشكل واضح ولغة بسيطة فى تواصل يشعرك إنه حوار بين الأب وأبنائه بالفعل من منطلق أن هؤلاء الأبناء هم من سوف يحملون راية الدفاع عن الوطن فى غضون أشهر قليلة.... أولًا ليضع بين أيديهم تطورات ما يدور حولنا من أحداث دولية وإقليمية مهمة من الممكن أن يكون لها تأثيرها على الأمن القومى للبلاد....وكذلك لما يحققه هذا التواصل الفعال والمؤثر من إفشال حروب الأكاذيب والشائعات وتزييف الوعى والتشكيك فى الإنجازات التى تتحقق على أرض الواقع والتى يشهد لها القاصى والدانى بل المجتمع الدولى حولنا.
يأتى حرص الرئيس على تلك اللقاءات من منطلق إهتمامه ببناء الإنسان المصرى بصفة عامة ورجال القوات المسلحة والشرطة بصفة خاصة، وذلك بحسبان أن بناء الإنسان يمثل البداية الحقيقية والمنطلق الصحيح لأى نشاط فى هذا الوطن وتلك هى الفلسفة الأساسية التى تقوم عليها الجمهورية الجديدة فى مصر والتى بدأت مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية، حيث لا يترك أى فرصة إلا ويعيد فيها التذكير بحتمية إعادة بناء الإنسان، صحيًا وعلميًا وأيضًا توعويًا ووطنيًا لمواجهة أى أفكار أو توجهات متطرفة تستهدف هدم المجتمع والتأثير على قوته وصلابته.
جاءت زيارة الرئيس إلى قلاع الرجال فى الأكاديمية العسكرية والشرطية إمتدادًا لحرص سيادته على التواصل المستمر مع أبنائه ورجاله هناك وفتح حوارات مباشرة معهم، حيث طلب من قادة هذه المؤسسات الأمنية ضرورة التواصل الدائم مع أبنائهم الدارسين بها لشرح أبعاد المرحلة التى تمر بها البلاد، داخليًا وخارجيًا، والتطورات التى تشهدها المنطقة بأسرها وأيضًا الإنجازات التى تحققت على أرض الواقع حتى يكونوا على بينة مما يدور حولهم بالشكل الذى يؤهلهم للتعامل المباشر مع الأحداث فور تخرجهم لميدان العمل.
وفى هذا الإطار فإن الرئيس يمثل وبحق القدوة فى هذا المنهج منذ تولى المسئولية من 10 سنوات عندما راهن على جيل الشباب واتخذ فى ذلك مسارًا وفق رؤية ثاقبة من خلال الإهتمام ببناء الإنسان أو الشاب المصرى المتوازن والمعتدل، فكريًا وعقائديًا، دون تطرف أو تعصب من خلال غرس روح الوسطية والاعتدال وترسيخ فضائل الاحترام والانتماء والولاء.
وعلى الرغم من أن حديث الرئيس لأبنائه من رجال القوات المسلحة والشرطة لم يستغرق وقتًا طويلًا إلا أنه جاء شاملًا ومركزًا على أهم القضايا والتحديات الداخلية وما تحقق فى مواجهة هذه التحديات والمتغيرات والأزمات الإقليمية والدولية وذلك لطمأنة هؤلاء الرجال المنوط بهم حماية أمن الوطن وإستقراره ومقدراته..... كما تناول الحديث أيضًا الموقف المصرى الشريف والثابت تجاه القضية الفلسطينية والجهود التى تبذلها لإنقاذ الأشقاء الفلسطينيين من كارثة إنسانية مؤلمة بسبب العدوان الذى يشنه الكيان الصهيونى يوميًا بلا رحمة ودون أى إهتمام بالقانون الدولى وفى حرب إبادة شاملة ضد الفلسطينيين ومن خلال محاولات خبيثة لسلب حقوقهم المشروعة ووأد القضية الفلسطينية وتصفيتها  من خلال تدمير متعمد لجميع مقدرات ومقومات الحياة بها حتى وصل حجم الدمار إلى 70% من المؤسسات والمنشآت الحيوية والحكومية والصحية والمنازل، بالإضافة إلى استخدام سلاح الغذاء والتجويع فى مواجهة المدنيين من الشعب الفلسطينى الشقيق....كما أكد الرئيس لرجاله أن مصر حذرت من إتساع دائرة ورقعة الصراع بإستمرار العدوان الإسرائيلى وأن الوضع سوف يزداد تعقيدًا فى ظل إستمرار إرتفاع وتيرة الأحداث داخل الأراضى المحتلة وأيضًا إنعكاس هذا العدوان على الإضطرابات التى تحدث حاليًا فى البحر الأحمر وتأثيرها على الملاحة البحرية الدولية وعلى قناة السويس وإن إتساع دائرة الصراع قد تؤدى إلى نذر حرب إقليمية شاملة لا يعلم مداها إلا الله....وإن مصر على أهبة الإستعداد لمواجهة أى تداعيات عسكرية أو أمنية بالمنطقة....وفى هذا رسالة واضحة لرجال القوات المسلحة أن يكونوا على إستعداد دائم للتعامل مع تلك التداعيات إذا إستدعى الأمر ذلك.
زيارة الرئيس السيسى لطلبة الأكاديمية العسكرية والشرطية جاءت فى توقيت بالغ الأهمية لعرض ما يحاك ضد الوطن من مؤامرات وتحديات وموقف القيادة المصرية تجاه ذلك وأيضًا لتهيئة هؤلاء الرجال لتحمل مسئولياتهم للدفاع عن وطنهم ورفعه شأنه إمتدادًا لعطاء الأبطال من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية الذين بذلوا الجهد والعطاء بل والاستشهاد لكى تظل راية مصر مرفوعة وخفاقة دائمًا....وسوف تظل كذلك بإذن الله.. وتحيا مصر.