رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل المقترح الفرنسى للهدنة بين لبنان وإسرائيل

الحدود اللبنانية
الحدود اللبنانية الإسرائيلية

أبدى لبنان خلال الساعات الماضية اهتمامًا بالاقتراح الفرنسي الذي يهدف إلى تهدئة الأعمال العدائية مع إسرائيل وحل النزاعات الحدودية، معتبرًا إياه انفراجة محتملة نحو الاستقرار، بينما أشار حزب الله إلى أنه سيواصل التعامل مع الدولة الصهيونية حتى يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

واندلعت الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، ما هدد بتوسيع نطاق الحرب الإسرائيلية إلى حدودها الشمالية وسط جمود في المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وأطلق حزب الله حوالي 100 صاروخ كاتيوشا على شمال إسرائيل يوم الثلاثاء، وهو أعنف وابل منذ الحرب الإسرائيلية في غزة.

تفاصيل المقترح الفرنسي للهدنة بين إسرائيل وحزب الله

وقدمت فرنسا اقتراحًا مكتوبًا إلى لبنان يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل والتوصل لتسوية بشأن الحدود المتنازع عليها.

وتحدد الخطة الفرنسية نهجًا مرحليًا يشمل وقف العمليات العسكرية وانسحاب الجماعات المسلحة ونشر وحدات الجيش اللبناني على الحدود. ولكن لكي ينجح أي اتفاق، فإنه يتطلب موافقة حزب الله، الذي يتمتع بنفوذ كبير داخل لبنان.

موقف لبنان من الهدنة بين إسرائيل وحزب الله

وفي رسالتها إلى السفارة الفرنسية، أعربت وزارة الخارجية اللبنانية عن تفاؤلها، مشيرة إلى أن المبادرة الفرنسية يمكن أن تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق السلام والأمن في لبنان والمنطقة الأوسع، حسب "رويترز".

وفي حين أن الرسالة لم تتطرق إلى تفاصيل الاقتراح الفرنسي، إلا أنها شددت على أهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى صراع عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل. ويدعو القرار 1701 إلى نزع سلاح الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة في جنوب لبنان ونشر القوات المسلحة اللبنانية في المنطقة.

وشدد لبنان على التزامه بالسلام، داعيًا إلى وضع حد لما يعتبره انتهاكات إسرائيلية لسيادته الإقليمية عبر البر والجو والبحر. 

وأشارت الرسالة إلى استعداد لبنان لاستئناف المناقشات الثلاثية مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وإسرائيل بمجرد توقف هذه الانتهاكات، بهدف معالجة الخلافات وتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل.

 

وفي الوقت نفسه، لا تزال المناقشات بين لبنان والولايات المتحدة مستمرة، حيث يشارك المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتين بنشاط في السعي إلى حل دبلوماسي للتوترات الحدودية.

الولايات المتحدة تدعم إسرائيل ضد حزب الله  

في غضون ذلك، قال مسئول أمريكي كبير، إن حزب الله يخاطر بنقل لبنان إلى "مكان محفوف بالمخاطر" رغم أن الآمال لا تزال قائمة في التوصل إلى حل سلمي للصراع مع إسرائيل.

وقالت باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى في بيان الجمعة: إن لبنان يواجه "حالة كبيرة من عدم الاستقرار".

وقالت: "لقد رأينا كيف قام حزب الله بمجازفة كبيرة، وهذا أمر قد ينقل المشهد إلى مكان خطير ويضع لبنان نفسه في موقف خطير".

 

إيران تُفشل الهدنة بين إسرائيل وحزب الله

في السياق، كشفت وكالة رويترز نقلًا عن مصادرها، عن أن قائد فيلق القدس الإيراني زار بيروت في فبراير الماضي لمناقشة المخاطر التي قد تنشأ إذا استهدفت إسرائيل بعد حماس في غزة، حزب الله اللبناني، وهو هجوم يمكن أن يلحق ضررًا شديدًا بالشريك الإقليمي الرئيسي لطهران.

وقالت المصادر إن قائد القدس إسماعيل قآني التقى في بيروت زعيم حزب الله حسن نصر الله للمرة الثالثة على الأقل منذ 7 أكتوبر.

وأضافت: "الحديث تحول إلى احتمال شن هجوم إسرائيلي كامل على شمالها في لبنان". وقالت ثلاثة من المصادر، وهم إيرانيون داخل الدائرة الداخلية للسلطة، إن "مثل هذا التصعيد قد يضغط على إيران للرد بقوة أكبر مما فعلت حتى الآن منذ السابع من أكتوبر"، فضلًا عن الإضرار بالجماعة الإسلامية الشيعية.

وعلى مدى الأشهر الخمسة الماضية، أظهر حزب الله، دعمه لحماس في شكل وابل محدود من الصواريخ التي تم إطلاقها عبر الحدود الشمالية لإسرائيل.

ويفتخر حزب الله اللبناني بترسانته العسكرية- بما في ذلك صواريخه وصواريخه المصنعة أو المعاد تجهيزها، منذ 7 أكتوبر، أطلق حزب الله مئات الصواريخ والقذائف الصاروخية على إسرائيل.

وقالت جميع المصادر: "إنه في الاجتماع الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقًا، طمأن نصر الله قآني بأنه لا يريد أن تنجر إيران إلى حرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة وأن حزب الله سيقاتل بمفرده".

وقال نصرالله لقآني: "هذه هي معركتنا"، حسبما قال مصدر إيراني مطلع على المناقشات.

وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 200 من مقاتلي حزب الله ونحو 50 مدنيًا في لبنان، في حين أدت الهجمات من لبنان إلى إسرائيل إلى مقتل عشرات الجنود الإسرائيليين وستة مدنيين.

وفي الأيام الأخيرة، زادت كثافة الضربات الإسرائيلية المضادة ومداها، ما أثار المخاوف من أن العنف قد يخرج عن نطاق السيطرة حتى لو توصل المفاوضون إلى هدنة مؤقتة في غزة.