رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشباه الرجال.. لا يعرفون اليوم العالمى للمرأة

مشكلة المرأة الكبرى ليست فى القوانين، لأنه فعليًا تطورت القوانين التى تحافظ على حقوق المرأة، وإن كان هناك الاحتياج للمزيد منها لمنع أشباه الرجال من سلب حقوقهن والضغط عليهن بالمقايضة على حريتها والاحتفاظ بأطفالها فى مقابل التنازل الرسمى عن كافة حقوقها القانونية هى وأطفالها.

المشكلة هنا أساسها العقلية الذكورية المتخلفة التى تمارس كافة أشكال التمييز ضد المرأة على كافة المستويات. ويكفى أن نتوقف هنا عند عدد من الحكايات والأمثال الشعبية التى تمثل أساس تفكير تلك العقلية، وتمثل أقصى درجات العنف ضد المرأة. وعلى سبيل المثال وليس الحصر: فى محاولة لتبرير سقوط آدم من الجنة، يروجون أن حواء هى السبب. وبدون الدخول فى مدى صحة هذا الافتراض من خطئه، يكون السؤال المنطقى هنا: ألم يكن لآدم عقل وفكر ورأى. ولهذه الدرجة كانت حواء هى المسيطرة عليه لدرجة إخراجه من الجنة ومن بعده معاناة البشرية كلها؟!

أما أطرف الأمثال الشعبية هى أن (المرأة ناقصة عقل ودين). وهو كلام غير علمى، فلم يثبت بأى شكل تميز الرجل عقليًا وفكريًا عنها، وأيضًا هو كلام يتناقض مع حقيقة أن المرأة هى النواة الأولى لبث الأساسيات الدينية لأطفالها فى تعليمهم وإكسابهم الفروض الدينية كالصلاة، وفى تدريبهم على الصيام و....

وهناك أمثلة تحط من شأن المرأة، مثل: (عقربتين على الحيط ولا بنتين فى البيت)، و(مخلف البنات.. حامل الهم للممات)، و(صوت الحية ولا صوت البنية)، و(البت للعفن والواد للكفن)، و(ستر البت فى جوازها)، و(إن ماتت أختك.. اتستر عرضك، وإن مات أخوك.. انكسر ضهرك). وهى كلها تضع المرأة فى مربع العار والمشاكل والشرف.

والأسوأ: (ضل راجل ولا ضل حيطة)، و(خد من الأرملة واضحك عليها، ومن جيبها واصرف عليها)، و(الرجالة غابت.. والستات سابت)، و(اكسر للبنت ضلع.. يطلعلها 24 ضلع)، و(اللى جوزها يقولها يا عورة..الناس تلعب بيها الكورة، واللى يقولها يا هانم.. يقفولها على السلالم) وهى جميعها ضد المرأة فى صالح الرجل باعتبارها هى أصل كل الشرور، وديك البرابر هو الحكيم العاقل المنضبط المؤمن.

كلها حكايات وأمثال ذكورية أبوية تمجد امتلاك الرجل للمرأة، وهى نتاج الفكر الذكورى المسيطر الذى استغل الأمثال ليوظفها ضد المرأة. ولم يسلم السب من إهانة المرأة التى يتم استخدام اسم الأم فى كل الأحوال للإهانة والتحقير، وكأن الرجل هو ابن الأم فقط التى يجوز سبه بها، ومدحه بالأب فقط. وحتى فى قيادة السيارات، ينعتونها بـ(أكيد اللى بتسوق ست). وكأنها وحدها التى تتعلم قيادة السيارات.


نقطة ومن أول السطر..
أشباه الرجال يتركون للمرأة القيام بكل أدوار المسئولية العائلية، ثم يشتكون من غيابها، ويصفونها بأنها أصبحت مسترجلة، لتبرير تصرفاتهم ونزواتهم. وهكذا من الطبيعى أنه عندما تواجه المرأة وحدها الاحتياج لحياة أطفالها.. لا تتأثر العقلية الذكورية، وعندما تلجأ للسلف وتندرج تحت الغارمات.. لا تتأثر العقلية الذكورية. وهى نفس العقلية الذكورية المتخلفة التى تنتفض إن كشفت المرأة عن شعرها. وكأن بقاءهم على قيد الحياة.. فى تهديد.