رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون لـ«الدستور»: ننتظر أصعب رمضان فى حياتنا تحت القصف الإسرائيلى

غزة
غزة

يترقب الفلسطينيون من سكان قطاع غزة أن يكون شهر رمضان هذا العام هو الأصعب على الإطلاق، فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى، الذى دخل شهره السادس، وتسبب فى ارتقاء آلاف الشهداء، وسقوط أكثر من ٧٠ ألف مصاب، ونزوح حوالى ٢ مليون شخص من مدنهم وقراهم بعد تدميرها. وقالت هالة أبوسليم، مترجمة من قطاع غزة، إن شهر رمضان هذا العام سيكون مختلفًا تمامًا عن كل الأعوام السابقة، فى ظل حرب الإبادة الحالية، وفقدان الأهل والأصدقاء والأقارب، وذبح الفلسطينيين أمام أعين العالم دون رحمة أو ضمير.

وأضافت المترجمة الفلسطينية: «لن تكون هناك أى مظاهر للاحتفال بالشهر الكريم، فبيوت قطاع غزة تم تدميرها، وأصحابها أصبحوا مشردين ونازحين فى الخيام أو مراكز الإيواء، ويعانون من سياسة التجويع التى يمارسها الاحتلال لتنفيذ سياسة التهجير القسرى للفلسطينيين».

وواصلت: «كل بيت فقد أبًا أو ابنًا أو أخًا أو عزيزًا، والحزن والهم يسكنان القلوب، وأرواحنا جميعًا متعبة، وفى ظل عدم توافر الطعام فإن الأسر الفلسطينية ربما لن تستطيع تناول الإفطار أو السحور، أو كليهما». وأكملت: «الحرب غَيبت الكثير من العادات الفلسطينية، واختفت بعض الأطعمة والمشروبات والأطباق المعتادة عن موائد الفلسطينيين، وحتى السحور سيكون صعبًا هذا العام، فى ظل ارتفاع أسعار الجبن والبيض». واختتمت بقولها: «ستختفى الزيارات والعزومات وتجمعات العائلات على الإفطار، وجلسات السمر وقراءة القرآن حتى الفجر، وسيتم استبدال كل ذلك بالبحث عن المساعدات التى يمكنها إنقاذ من تبقى من الشعب الفلسطينى من خطر المجاعة». أما الصحفى سامح أبودية، نازح من الشمال إلى مدينة رفح الفلسطينية بسبب تدمير منزله على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى، فقال إن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان هذا العام غائبة تمامًا عن قطاع غزة، فى ظل نقص إمكانات الحياة والسلع الغذائية، واصفًا استمرار الوضع الحالى فى الشهر المعظم بـ«الكارثة»، خاصة أن أهل غزة كانوا يأملون فى توقف الحرب والتوصل إلى هدنة لإدخال المساعدات والسلع. وواصل واصفًا الوضع الحالى: «لا توجد أى مظاهر احتفال أو بهجة بقرب رمضان مثل الأعوام السابقة، فالوجوه شاحبة والحزن يخيم عليها، والشهر الكريم يأتى فى ظل نقص السلع والمواد الغذائية». وأوضح أن «السكر مفقود، وإن وجد يباع بالجرام، إلى جانب باقى الأزمات المتعلقة بالكهرباء ومياه الشرب، كما لا يوجد طعام سوى المعلبات فقط، ورغم عدم صحتها وتأثيرها السيئ على صحة الأطفال والمرضى، نعتمد عليها بشكل مستمر ومفرط، منذ بداية العدوان الإسرائيلى»، مشيرًا إلى أن المتوافر منها معلبات الفول والحمص واللانشون فقط، وهو ما سيكون وجبة الإفطار للصائمين فى رمضان. وأكمل: «جميع العادات الرمضانية الفلسطينية من أكلات ووجبات وطقوس ستغيب عن رمضان، بسبب الحرب الحالية، والأطفال فى غزة يعانون أزمة نفسية كبيرة جراء ما حدث لهم طوال هذه الفترة، من قتل وقصف وانقطاع عن التعليم والتنزه». وأعرب «أبودية» عن أمله فى أن تتوقف الحرب ويتم التوصل إلى هدنة إنسانية، خلال الأيام القليلة المقبلة.