رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعوة استثنائية.. زيارة الوزير بينى جانتس إلى واشنطن.. ما الدلالات؟

بيني غانتس
بيني غانتس

قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن دعوة الوزير في كابينت الحرب الإسرائيلي بيني جانتس لزيارة واشنطن ولقاء القادة الأمريكيين هي خطوة استثنائية من الإدارة الأمريكية ويمكن فهم أنها موجهة بالأساس نحو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولها العديد من الدلالات.. وما حدث في الزيارة أيضًا له العديد من الدلالات حول مدى تفاهم الإدارة الأمريكية والإسرائيلية.

انتقادات أمريكية

خلال اجتماعاته في واشنطن الليلة الماضية، سمع وزير الدفاع بيني جانتس رسائل حادة وانتقادية للغاية حول الوضع الإنساني في غزة من نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بحسب مصادر إسرائيلية وأمريكية مطلعة على الاجتماع، واستغرب جانتس قوة الانتقادات والقلق الذي سمعه من كبار المسؤولين في الحكومة حول هذه القضية، بحسب تقرير للمحلل العسكري باراك رافيد في صحيفة جيروزاليم بوست.

والتقى بيني جانتس لمدة ساعة تقريبًا مع كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، وساعة ونصف مع مستشار الأمن القومي سوليفان، و45 دقيقة أخرى مع نائبة الرئيس هاريس.

وشددت هاريس لـ “جانتس” على أن إسرائيل بحاجة إلى اتخاذ المزيد من الخطوات بالتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة وضمان توزيعها على الفلسطينيين المحتاجين، بحسب البيت الأبيض.

وقال مصدر إسرائيلي مطلع على محتوى الاجتماع: "هناك صعوبة كبيرة هنا تحتاج إلى معالجة". الاستنتاج الآخر الذي استخلصه جانتس من الاجتماعات في البيت الأبيض أمس هو أن زيارته لواشنطن جاءت متأخرة شهرين".

حلقة وصل

عدة تفسيرات تقف خلف الدعوة الاستثنائية يمكن رصدها على النحو التالي:

ربما تريد إدارة جو بايدن فتح باب للتعاون مع "بيني جانتس" بعد زيادة شعبيته في الاستطلاعات الأخيرة، فربما تراه واشنطن خليفة نتنياهو المحتمل.

أو ربما تريد واشنطن أن يصبح "جانتس" هو حلقة الوصل بين الإدارة في البيت الأبيض، وحكومة نتنياهو، بسبب تزايد الفجوات بين مواقف بايدن، ونتنياهو بسبب تعنت الأخير، فربما ترى واشنطن أن "جانتس" أكثر مرونة من نتنياهو ويسهل التفاهم معه، وربما سيحاولون في واشنطن جعل جانتس يضغط على نتنياهو لعقد الصفقة. 

فلاتزال الإدارة الأمريكية تعقد آمالا كبيرة على عملية شاملة، وصفقة لتبادل المخطوفين ووقف إطلاق النار الذي سيؤدي بعد ذلك إلى إنهاء الحرب في القطاع، قد يسفر اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية. نتنياهو لا يستجيب لذلك، سواء بسبب طلب حماس ثمنا مرتفعا أو خوفا من صعوبات سياسية داخلية، التي يمكن أن تؤدي إلى إجراء الانتخابات التي يخشى الهزيمة فيها.

ومن ناحية أخرى، فربما ترى واشنطن أن رؤيتها للصراع لن يتم تحقيقها مع نتنياهو، حيث أعرب مسؤولون كبار في البيت الأبيض لجانتس عن تشاؤمهم بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية في ظل الظروف الحالية طالما استمر الصراع في غزة.

وشددوا على أن مفتاح التقدم مع المملكة العربية السعودية يكمن في إسرائيل، وإذا تم التوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، فسوف تحتاج الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات مهمة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية حتى تتمكن الرياض من التقدم في اتفاق تطبيع.

بالنسبة للإدارة الأمريكية فإن الشيء الوحيد الذي يتعين على الحكومة الإسرائيلية القيام به هو الالتزام بمسار يؤدي إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية. وأعرب مسؤولون كبار في البيت الأبيض عن شكوكهم فيما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تضم عناصر متطرفة، مستعدة لاتخاذ مثل هذه الخطوة.