رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قوة "مليحة" الناعمة

الدراما قوة زاخرة بين سجلات التاريخ.. إرث عظيم لأجيال قادمة، صفحات في ذاكرة الأمم لا تسقط بالتقادم، تحية لمبدعيها وصناعها.

الدراما حين تلتقط اللحظة التاريخية وتمتزج بالواقع لن يكون عملًا دراميًا فحسب بل يتجاوز الواقع بما تحمله القضية من أبعاد إنسانية وسياسية إلي مرحلة توثيق التاريخ، وسجل لا يخطئ الأحداث من أوجاع شعب صاحب قضية عادلة يعيش معاناة علي مدار 75 عامًا حتي يومنا هذا، وصولًا إلي 7 أكتوبر 2023 من حرب ضروس لم تهدأ رحاها.. إنها قضية "مليحة".

حرص شديد من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية علي مدار أعوام متتالية قدمت أعمالًا درامية عن أهم ملحمة وطنية شعبية ضمن أحداث مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاثة؛ ووفقا لما نشرته "المتحدة" مؤخرًا من أخبار أعلنت عن إنتاج مسلسل "مليحة" الذي يتناول القضية الفلسطينية بكل أبعادها السياسية والإنسانية والتأكيد علي الهوية الفلسطينية والتمسك بالأرض وحلم العودة واستشراف المستقبل من خلال أحداث ١٥ حلقة تحمل اسم البطلة "مليحة".
أعمال درامية تتجلي فيها القوة الناعمة من إنتاج متميز ونص يجسد أوجاع الشعب الفلسطيني بما يخدم القضية.. دور الدراما ليس ترفيهيًا بقدر ما هو معالجة للقضايا الإجتماعية والإنسانية ومدي تأثيرها علي تغيير وعي الجمهور تجاه القضايا التي تطرحها.
تأثير القوة الناعمة بكل أذرعها من فن ورياضة ودبلوماسية وتعليم.. إلخ؛ تنجح الدراما في استعراض مواطن قوتها وتحجز مكانتها حتي تصبح عملًا موازيًا للأعمال السياسية والقانونية.. ومن ثم توثق بالكلمة والأداء الدرامي لتحقق أحد أهم وظائف الدراما...
من هذا المنطلق نري أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لم تغفل دورها كإحدي أذرع القوة الناعمة من إنتاج عمل ننتظره جميعًا في شهر رمضان.
موجع ومؤلم لنا جميعًا أن نتابع قضية مشتعلة تلتهم جدرانها نيران العدو الصهيوني.. مؤلم أن نتابع أحداثًا علي الهواء مباشرة لقضية عادلة يشارك الصهاينة وداعمون لهم في تجويع وقتل وإبادة لشعب صاحب حق وصاحب قضية، وحتي لا يتهمنا البعض أن قوتنا الناعمة خجلا تبتعد عن تقديم وثيقة للتاريخ في إطار عمل درامي يجسد فصلًا جديدًا من القضية الفلسطينية، ها هي "مليحة" الشابة الفلسطينية التي ولدت في "غزة" تجسد لنا مأساة فتاة فلسطينية عاشت مع أشقائها اللاجئين علي الحدود الليبية، في طريق العودة إلي وطنها كان لا بد أن تعبر من خلال الأراضي المصرية.. نعم مصر هي طريق العودة وطريق الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية باعتراف الجميع.. مصر هي الشقيقة الكبري لدولة فلسطين، ودور الشقيقة الكبري طرح القضية علي كل المستويات، ولن تغفل مصر قوتها الناعمة واستخدام كل أوراقها في دعم قضية "مليحة" وأهلها.. وإن كان هذا العمل "مليحة" ليس بالعمل الدرامي الأول والأخير، هناك أعمال درامية وسينمائية في دعم القضية الفلسطينية لا حصر لها.