رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون: مفاوضات القاهرة تضع «الرتوش الأخيرة» على اتفاق الهدنة فى غزة

غزة
غزة

أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون أهمية جولة المفاوضات بشأن الهدنة فى قطاع غزة، التى انطلقت فى مصر، الأحد، من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ ٥ أشهر، متوقعين، فى حديثهم مع «الدستور»، بدء تنفيذ هذه الهدنة الجمعة المقبل.

وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القدس، إن ملف الهدنة «نضج بشكل كامل»، ويتبقى فقط بعض «الرتوش» المقرر حسمها فى القاهرة، مشددًا على أن الأمور تسير فى اتجاه إتمام ملامح هذه الهدنة.

وأضاف «الرقب» أنه وفقًا لبعض المعلومات، سيتم تسليم أسماء المحتجزين الإسرائيليين المقرر إطلاق سراحهم، وكذلك الأسرى الفلسطينيون، الذين سيتم إطلاق سراحهم، وذلك بواقع ٤٠ إسرائيليًا من النساء والأطفال والمجندات والرجال الكبار فى السن، أمام ٤٠٤ أسرى فلسطينيين.

وواصل: «الهدنة ستبدأ حسب تقديراتنا الجمعة المقبل، وسيُعلن عنها من القاهرة خلال يومين بحد أقصى، ثم لاحقًا ستكون هناك ترتيبات فى إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، والسماح لسكان الشمال دون الثامنة عشرة والنساء بالذهاب إلى الشمال أو الوسط، مع توقف طيران الاحتلال من الساعة العاشرة حتى الساعة السادسة يوميًا فى أجواء قطاع غزة، إضافة إلى ذلك سيكون هناك انسحاب للاحتلال من عمق المدن».

وأشار «الرقب» إلى أن «هذه الجولة من المفاوضات قد تكون صعبة، لكن ليست الأصعب، فالأصعب هو الجولة المقبلة، لأنها آخر ورقة ستكون لدى المقاومة، وأقصد هنا ما تبقى من المحتجزين لديها».

ونبه إلى أن «الاحتلال يستعد لاجتياح رفح، بعد هذه الهدنة»، شارحًا ذلك بقوله: «الاحتلال سيحاول استغلال الوقت فى إخلاء أكبر عدد ممكن من النازحين فى رفح، ثم بعد أن يتم السماح لجزء منهم بالعودة إلى الشمال والوسط أو خان يونس، سيبدأ اجتياح رفح، وقد يكون هذا بعد العيد».

وشدد «الرقب» على أن مصر بذلت جهدًا كبيرًا جدًا فى ملف الهدنة، التى يتبقى فيها وضع بعض اللمسات الأخيرة، متوقعًا أن يعتمد مجلس وزراء الحرب الإسرائيلى، وحكومة الاحتلال، نتائج اجتماع القاهرة، لتُعلن الهدنة يوم الأربعاء أو الخميس، ثم تدخل حيز التنفيذ الجمعة.

وقالت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، إن مصر تسعى ضمن محاولاتها الحثيثة إلى ترسيخ هدنة مؤقتة تفضى إلى هدنة دائمة، بالتحديد قبيل رمضان المبارك، لأن هذا الشهر سيكون الأصعب على المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، أمام غياب كل مقومات الحياة، واستمرار الحصار من قبل الاحتلال.

وأضافت الكاتبة الفلسطينية: «مصر تحاول قدر الإمكان إيجاد نقاط تشارك بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، بعد فشل الوصول إلى نقاط تشارك فى قطر، وتسعى إلى تعزيز دورها الجغرافى المحايد لقطاع غزة، لإيجاد أى طريقة لوقف إطلاق النار، أمام تعنت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو».

وحذرت من أن «نتنياهو يحاول إفشال أى مسودة اتفاق، لكسب الوقت، فى ظل يقينه أن الهدنة، ولو مؤقتة، ستفضى إلى المطالبة بتنحيه عن واقعه السياسى، مع إمكانية حدوث انقلاب داخلى ضده، لذلك يحاول قدر الإمكان الاستمرار فى الحرب، لحماية مصالحه الشخصية، والرضوخ لمطالب بن غفير وسموتريتش فى ذلك».

وواصلت: «لذا تحاول مصر أن تعمل على تليين المواقف، لعل يفضى الأمر إلى إنقاذ الواقع الإنسانى فى غزة، ووقف المجازر البشرية فى القطاع، التى فاقت الخطوط الحمراء فى قتل المدنيين الفلسطينيين، وآخرها مجزرة الطحين فى شارع الرشيد».

وأكملت: «مصر تسعى بكل ثقلها لحماية المواطنين الفلسطينيين، من خلال وقف إطلاق النار، ضمن مسئوليتها الإقليمية والإنسانية تجاه الشعب الأعزل فى قطاع غزة».

أما الكاتب السياسى الفلسطينى، عزيز العصا، فأعرب عن أمله فى مفاوضات تفضى إلى وقف دائم لإطلاق النار، تتبعه عودة أهالى غزة إلى مساكنهم الأصلية، ثم الشروع الفورى فى إعمار ما دمرته هذه الحرب المجنونة، ليعود قطاع غزة آمنًا مستقرًا، كما كان حاله قبل العدوان، الذى يقترب من يومه الـ١٥٠.