رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجت من الموت 3 مرات.. عزيزة أمير غامرت بحياتها لأجل الفن

عزيزة أمير
عزيزة أمير

تُعد الفنانة عزيزة أمير، من رائدات العمل السينمائي في مصر، وخاضت ومارست أغلب فروعه، من إنتاج وإخراج ومونتاج وتمثيل ووضع الموسيقى التصويرية والتأليف، بل هي أول من تناول القضية الفلسطينية، تحديدًا في فيلمها الصادر عام 1948 بعنوان "فتاة من فلسطين"، وكتبت قصته وأنتجته أيضًا.

قبل أن ترحل عن دنيانا في عام 1952، تعرضت الفنانة عزيزة أمير للموت أكثر من مرة، إحداها غرقًا، وهو ما رصدته مجلة الكواكب في عددها الصادر بتاريخ 17 يونيو عام 1952.

كانت المرة الأولى أثناء إخراج باكورة أفلامها "ليلي"، وخلال تصويره، كان هناك مشهدًا يتطلب انتحار عزيزة أمير بأن تلقي نفسها في النيل، وعلى الرغم من أنها كانت تجيد السباحة إلا أنها عندما ألقت بنفسها في الماء أرادت أن تلقي عبارة الوداع حتى تسجلها الكاميرا، ولسوء الحظ دخلت كمية من الماء في فمها، "فشرقت" ثم كادت أن تغرق وهي تصارع تيار المياه بقوة.

وبينما كان الجميع في دهشة من روعة التمثيل، كانت عزيزة تستنشق أنفاسها بقوة وانتهى تسجيل المشهد، وانتظر الجميع ظهور البطلة وخروجها من المياه ولكن بدون جدوى، فأسرع الجميع إلى إنقاذها، وبالفعل نجحوا في إخراجها إلى البر، وهي بين الحياة والموت.  

المرة الثانية التي كادت فيها عزيزة أمير أن تفقد حياتها، كانت خلال تصوير فيلمها “كفري عن خطيئتك”، فقد رأى المخرج تسجيل بعض المشاهد في الإسكندرية، فاستقلت "عزيزة" سيارتها الخاصة وبصحبتها هيئة الإخراج وبعض الممثلين في طريقها إلى الإسكندرية، ولسوء الحظ جنحت السيارة في الطريق الزراعي، واتجهت بسرعة نحو الترعة، لولا أن استطاع السائق أن يضغط على فرامل السيارة ويوقفها وهي على حافة الترعة، ولولا أن تعطلت إطارات السيارة وغرست في الطين، لما كتبت لهم السلامة والنجاة من موت محقق.

حاولوا بعد ذلك إعادة السيارة إلى الطريق لاستئناف السير ولكن بدون جدوى، فاضطروا جميعًا إلى المبيت في الشارع حتى أتت النجدة في صباح اليوم التالي.

عاصفة بحرية كادت تودي بحياة عزيزة أمير

في المرة الثالثة ــ وخلال تصوير فيلم "كفري عن خطيئتك" أيضا، نجت عزيزة أمير من الموت بأعجوبة، ففي مدينة الإسكندرية نزلت عزيزة إلى البحر في أحد القوارب للتنزه كما تتطلب مشاهد الفيلم، وعندما لاحظ جنود خفر السواحل المعينون للحراسة ما أقدمت عليه، نصحوها بتأجيل تصوير المشهد إلى يوم آخر، لكن عزيزة صممت على تصوير المنظر في نفس اليوم، اقتصادا في النفقات.

وما كادت عزيزة تركب القارب بصحبة بطل الفيلم، والكاميرا تدور لتسجيل المشهد، حتى هبت عاصفة قوية، وإذا بالأمواج تلعب بالقارب، وأشرفت عزيزة على الغرق، وسيطر القلق على بطل الفيلم وكاد قلب المصور يقف من ذلك المنظر الرهيب، ولكن جنود خفر السواحل أسرعوا باللنش البخاري، واتجهوا نحوهما وعملوا على إنقاذهما في آخر لحظة، ومن الطريف أن المصور انتهز الفرصة وسجل كل ما حدث وظهر ذلك في مشاهد الفيلم عند عرضه.