رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفاوضات باريس.. هل خففت حماس من مطالبها لإتمام الهدنة؟ هل الاتفاق قريب؟

غزة
غزة

تحدثت تقارير عن تفاؤل حذر، حول الهدنة المرتقبة بين إسرائيل وحماس، حيث تم إحراز تقدم محتمل في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بعد أن تخلت حماس عن بعض مطالبها الأكثر صعوبة، وحددت احتمالات التوصل إلى صفقة رهائن يمكنهم العمل بها، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية والفرنسية.

بعد سلسلة من التقارير، أكد مسئول سياسي كبير أن حماس قد قررت التنازل عن بعض مطالبها في إطار المفاوضات الجارية. وأشار المسئول إلى أنهم لا يزالون بعيدين عن التوصل إلى اتفاق نهائي، ولكن حماس قد اتخذت خطوات إيجابية بتخفيف بعض المطالب في ظل تصاعد التوترات وتصلب مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

عُقدت سلسلة من المحادثات في باريس بين وفد إسرائيلي يضم رئيس الموساد ديفيد بارنيا، ورئيس الشاباك رونين بار، ومنسق شئون الرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون، ورئيس قسم الشئون الاستراتيجية في الجيش الإسرائيلي أورين سيتر، ومسئولين من حماس، كوساطة من قبل جهات فاعلة مثل رئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري، حسب صحيفة "جيروزاليم بوست".

مرونة حماس

حسب التقارير، فقد أبلغ مسئولو حماس مصادر إعلامية عربية أنهم على استعداد للتحلي بالمرونة فيما يتعلق بالمعايير الثلاثة التالية: مدة وقف إطلاق النار، وعدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وشرط الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. 

حيث أظهرت قيادة حماس استعدادًا للتسامح لمدة تصل إلى ستة أسابيع فقط لكل مرحلة، مما قد يسهل عملية التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف القتال في المرحلة النهائية.

وتشير التقارير إلى أن حماس تخلت عن مطالبها الأصلية المتمثلة في 1500 أسير فلسطيني مقابل 40 رهينة. ويُزعم أيضًا أن حماس تخلت عن الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، لكنها ما زالت تصر على الانسحاب من المدن المركزية وإزالة الحواجز العسكرية حتى يتمكن النازحون من غزة من العودة إلى منازلهم.

كما زعمت مصادر إعلامية إسرائيلية مختلفة أن أعداد الرهائن تم الاتفاق عليها في اتفاق مزعوم 35-40 رهينة إسرائيلية مقابل 200-300 إرهابي فلسطيني في السجون الإسرائيلية وستة أسابيع من وقف إطلاق النار المؤقت.

الشيء الوحيد الذي ظل متسقًا بين تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية المتعددة هو أن مصادر إسرائيلية قريبة من عملية التفاوض أكدت من جديد أن حماس مستعدة لأن تكون أكثر مرونة بشأن شروط الخطوط العريضة.

قرار إسرائيل

قالت مصادر إسرائيلية لموقع "والا" إن إسرائيل تستطيع "العمل مع" الخطوط العريضة لاتفاق رهائن غزة الجديد ووقف إطلاق النار، لكنها أضافت أيضًا: "تم إحراز تقدم في باريس، ولكن يتعين اتخاذ المزيد من الخطوات قبل التوصل إلى اتفاق".

حيث تصر إسرائيل على الاحتفاظ بمفتاح إطلاق سراح الأطفال والنساء كما جرى في الصفقة السابقة، وسيتم التوافق على تغيير مفتاح إطلاق سراح المسنين والمرضى بناءً على عدد السجناء. وتشير التقديرات إلى أنه سيتم إطلاق سراح بضع مئات من نشطاء حماس بشكل عام، ولكن العدد سيكون أقل من ما صرحت به حماس قبل شهر.

في تطور يشير إلى التقدم نحو التوصل إلى اتفاق نهائي، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا المساء، "نحن نعمل جاهدين للحصول على مخطط جديد لإطلاق سراح الرهائن لدينا، بالإضافة إلى استمرار التصدي لكتائب حماس في رفح". 

الصفقة الجديدة

وفقًا للخطوط العريضة المتفق عليها، تشير التقارير إلى أن المرحلة الأولى من الصفقة تتضمن إطلاق سراح 35 إلى 40 شخصًا، من بينهم أطفال ونساء وكبار السن ومرضى، من الأسر في غزة. كما تسعى إسرائيل لإضافة جنديات إلى هذه الخطة الإنسانية.

بموجب الصفقة، ستوافق إسرائيل على وقف إطلاق النار لعدة أسابيع دون الالتزام بإنهاء الحرب. يهدف الوسطاء إلى استغلال هذا الوقت للمفاوضات والتوصل إلى اتفاق أوسع يمتد بعد انتهاء فترة الوقف، ومن المتوقع تنفيذه "ظهرًا لظهر" بمجرد الاتفاق عليه.

ومن المقرر أن تشمل المرحلة المقبلة من المحادثات تحديد أسماء الرهائن والأسرى الفلسطينيين المفترض إطلاق سراحهم، إلى جانب الشروط والمفاتيح المرتبطة بتنفيذ الصفقة وشروط وقف إطلاق النار، على الرغم من عدم التوافق على جميع هذه النقاط بعد.

حيث يطمح الوسطاء إلى إتمام جميع التفاصيل خلال الأسبوعين المقبلين، بهدف إطلاق الصفقة قبل بداية شهر رمضان في 10 مارس هذا العام، وتشير التقديرات إلى أن الصفقة أصبحت بالفعل قريبة، حيث لدى الطرفين (إسرائيل - حماس) أسباب لوقف الحرب قبل رمضان، فبالنسبة لإسرائيل فهي تحرص على ألا يتم الحديث عن الحرب كحرب دينية ضد المسلمين، وبالنسبة لحماس فإن الضرر الذي لحق بقدراتها ونية إسرائيل اجتياح رفح يضعها في مأزق، فاتفاق وقف إطلاق النار سيمكن الحركة من التنفس وإعادة ترتيب أوراقها وقدراتها العسكرية.