رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هانى الناظر.. الحكيم الإنسان

هانى الناظر هو نموذج للطبيب الحكيم الذى لم يستغل علمه وشهرته فى استنزاف أموال المرضى، وكان دائمًا مصدرًا لسعادة مرضاه بسبب عطائه بما يزرعه من أمل فى عودتهم لحياتهم الطبيعية. لم أر فى الدكتور هانى الناظر مثلما رأيت فى الكثير من الأطباء وكيلًا لتوزيع أدوية تلك الشركة أو غيرها مقابل حصوله على نسبة من المبيعات، أو الهدايا أو تغطية تكاليف دعوته للمؤتمرات العلمية وللرحلات الترفيهية الداخلية والخارجية له ولأسرته. ولم يسع لاستغلال حالة المرضى ليعودوا له مجددًا. وانتصر الحكيم هانى الناظر للمرضى ضد حيتان القطاع الخاص الطبى الذين لا يزالون يستنزفون المرضى بين العيادات والمستشفيات والصيدليات ومراكز التحاليل والأشعات الخاصة.

امتلك الحكيم هانى الناظر عيادته الشخصية الشهيرة، والتى كانت تحتاج إلى أيام وربما لشهور لحجز كشف فيها. ورغم كل ذلك لم يغلق باب عيادته لغير المقتدرين والمحتاجين من المرضى، وكان دائمًا ما يميل لكل ما هو طبيعى، ولكتابة أدوية بسيطة سواء فى عددها أو فى أسعارها بعد الارتفاع الجنونى التى فرضته شركات الأدوية.

الحكيم هانى الناظر نموذج للطبيب الحكيم الذى طبق قيم مهنته وأخلاقياتها رغم شهرته الواسعة التى جعلت منه واحدًا من أكثر الأسماء ترديدًا بين المرضى. جعل من نفسه عيادة متنقلة لكل مريض يلجأ له، لم يستغل السوشيال ميديا للدعاية لنفسه ولعيادته على حساب المرضى أو على حساب الإنسانية مثل الكثيرين للأسف. واستطاع أن يواكب العصر بتوظيف أدوات اتصال الحديثة، ليخاطب متابعيه بلغتهم فى عالم الميديا الجديدة، خاصة مواقع التواصل الاجتماعى، ويرد على رسائلهم دون انقطاع رغم أعدادها الكبيرة. وظلت ميزته العقلانية والمهنية والحكمة والإنسانية.

آمن الحكيم هانى الناظر بالطب كرسالة إنسانية أساسها العلم وليس التجارة. وتحول إلى أكثر طبيب محبوب من الكل وليس من المرضى فقط.

نقطة ومن أول الصبر..
أرى أن أهم ما قدمه الحكيم هانى الناظر لمصر، هو تصرفاته التى جعلت منه قدوة لشباب الأطباء، وأمل فى اكتساب احترام الجميع وتحقيق مكانة لا يستهان بها. استطاع أن يؤكد على قدسية مهنة الطب وإنسانيتها التى لا تساويها قيمة مادية مهما تضخمت.
لم يفقد الدكتور هانى الناظر أهليته الإنسانية، ولم يستغل شهرته الواسعة فى ابتزاز المرضى، واستنزافهم إنسانيًا وماليًا. وظلت قناعاته الرحمة والإنسانية ضد الابتزاز والجشع والتربُّح من صحة الإنسان.