رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"معرفناش نخدره خلّصنا عليه".. كواليس 30 دقيقة أزهقت روح مسئول يمنى بالجيزة

الجناة أمام المضبوطات
الجناة أمام المضبوطات

"هنقول كل حاجة والله يا بيه إحنا أصلًا كنّا رايحين نخدره ونسرقه بس المنوّم مأثرش فيه قررنا نخلص عليه عشان ننفذ الخطة"، تلك كلمات بدأ بها المتهمون بـ قتل مسئول يمني رفيع المستوى سيل اعترافاتهم الصادمة لكواليس جريمتهم التي دارت أحداثها داخل شقة بمنطقة بولاق الدكرور فور إلقاء مباحث الجيزة القبض عليهم بعد 18 ساعة بحث.

 

العقل المدبر امرأة

"دينا" العقل المدبر للجريمة سردت اعترافاتها أمام فريق البحث الذي نجح بقيادة اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية في حل لغز الجريمة في الليلة الأولى لاكتشاف مقتل المجني عليه (اللواء حسن بن جلال العبيدي)، قالت المتهمة الرئيسية إنها تعرفت على المجني عليه في منطقة وسط البلد وتحدثا سويًا ثم طلب استضافتها في شقته بمنطقة فيصل ببولاق الدكرور، الثراء الواضح على المجني عليه كان كفيلًا بتفكير المتهمة في الاستفادة منه بأي طريق فاتصلت هاتفيًا بمسجل خطر تربطها به علاقة غير شرعية واتفقت معه على الذهاب إليه سويًا وسرقة أمواله ومتعلقاته.

الخميس الماضي المحدد للقاء بين المجني عليه وفتاة وسط البلد وقبل الموعد المتفق عليه اتصلت به هاتفيًا للتأكد من العنوان فطلب منها إحضار فتاة أخرى معها لتضم الخطة فردين آخرين، حيث استعانت المتهمة بشقيقتها من الأم "منة" وصديقها "عسلية" لمساعدتهما في الجريمة واتجهوا الأربعة لمنزل المجني عليه بعدما أعد عشيق دينا أقراصًا منومة وسلاحًا أبيض "مطواة" لتنفيذ الجريمة. 

"مش هنستنى أكتر من كده" 

عندما وصل المتهمون للعنوان صعدت الفتاتان إلى الشقة، بينما انتظر الشابان على مقهى قريب حتى تستدعيهما الفتاتان للصعود فور خلود الضحية للنوم، مر وقت واتصلت إحدى الفتاتين بصديقها وأخبرته بأن أقراص المنوم التي وضعتها للضحية في العصير لم تؤثر به، وما زال متيقظًا فرد عليها قائلًا: "مش هنستنى أكتر من كده إحنا هنطلع نخلص عليه خالص افتحي الباب".

تسللت المتهمة دون لفت انتباه الضحية وفتحت باب الشقة للشابين اللذين دخلا وأجهزا بشكل مفاجئ على الضحية وانهالوا جميعًا عليه بالضرب وعندما حاول الاستغاثة بأقاربه الذين يقيمون معه بذات العقار أقحموا قطعة قماش داخل فمه لمنع صوته من الخروج، استكملت المتهمة قائلة إنه مع استمرار مقاومته كبلوه من اليدين والقدمين حتى استطاعوا السيطرة عليه، وتخلل ذلك ضربات متتالية من المتهم الرئيسي "رمضان" الذي أخرج المطواة وسدد بها عدة طعنات في جسد الضحية حتى سقط قتيلًا بين أياديهم.

 

مسروقات من كل نوع

ما إن سكنت حركة المتهم تجول المتهمون في الشقة لتفتيشها وسرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه حتى تمكنوا من الاستيلاء على 7 آلاف دولار و7 آلاف ريال و50 ألف جنيه مصري، وطقم قهوة، مكواة شعر، بلاي استيشن، 5  ذراع تحكم، عطور وبرفانات حريمي ورجالي، إكسسوارات، 14 فلاش ميموري، أوراق شخصي، 3 تابلت، 3 هواتف محمولة، ساعة يد وكميات من العود).

وأكمل المتهمون اعترافاتهم قائلين إنه فور الانتهاء من جمع ما استطاعوا العثور عليه غادروا الشقة بعد الاستيلاء على مفتاح سيارة القتيل وقادوها مسرعين عائدين لمنزل المتهمة دينا، حيث قسموا جزءًا من المسروقات فيما بينهم، واحتفظ "رمضان" بالجزء الباقي، وتوجه لابنة طليقته طلب منها إخفاء تلك المسروقات لديها وعاد لمنزله بمنطقته المنيرة الغربية، بعدما ركن السيارة في منطقة إمبابة بعيدًا عن منزله حتى تهدأ الأمور ويقوم مع باقي المتهمين بالتصرف في المسروقات والسيارة، إلا أنهم فوجئوا بالقبض عليهم بعد 48 ساعة من ارتكاب الجريمة، حيث نفذوها فجر الجمعة وألقي القبض عليهم مساء الأحد بعد 18 ساعة فقط من عثور أجهزة الأمن على جثة المجني عليه. 

 

جريمة الـ30 دقيقة 

التحريات التي عكف فريق البحث الذي ضم اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية، والعميد علي عبدالرحمن، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، والعقيد محمد الصغر، مفتش مباحث بولاق الدكرور، والمقدم محمد نجيب، رئيس مباحث بولاق الدكرور نجحت خلال ساعات قليلة بعد اكتشاف شقيق المجني عليه الجريمة في تحديد هوية المتهمين، حيث التقط فريق البحث الخيط الأهم من خلال "الشاهد الصامت" حيث رصدت كاميرا مراقبة دخول فتاتين في توقيت معاصر للجريمة للعقار محل شقة المجني عليه ثم تلاهما دخول شابين بعد فترة قليلة علاوة على رصد كاميرا مراقبة لسيارة الضحية يستقلها 4 أشخاص تتطابق مواصفاتهم الجسدية مع الأشخاص الذين دخلوا إلى العقار وخرجوا بعد 30 دقيقة وهي المدة التي استغرقوها في تنفيذ الجريمة. 

وتولى فريق البحث تعميم نشرة بأوصاف السيارة على جميع الأكمنة وتتبع خطوط سير السيارة والمتهمين حتى تحددت أماكنهم وانتشرت عدة مأموريات في ذات التوقيت وألقت القبض على المتهمين.