رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تتأهب لحماية حدودها.. تحذيرات دولية من "مجزرة" إسرائيلية فى رفح

رفح
رفح

تواجه إسرائيل انتقادات وتحذيرات دولية حادة بسبب تهديدها بشن هجوم بري على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، معظمهم نازحون من مناطق أخرى بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من أربعة أشهر.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه أمر قواته بإعداد خطة لإجلاء مئات آلاف المدنيين من رفح قبل شن هجوم محتمل، متجاهلًا التحذيرات الدولية من مغبة هذه الخطوة التي تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وقد شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على رفح اليوم السبت، ما أدى إلى مقتل العشرات وتدمير عدة مبانٍ، وفق ما أفادت السلطات الصحية في غزة وشهود عيان.

وحذرت حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، من "مجزرة" في حال شن الاحتلال عملية برية في رفح، محملة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال المسئولية الكاملة، وقد أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن قلقها واستنكارها للتهديدات الإسرائيلية بالتوغل في رفح، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين الفلسطينيين.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن أي هجوم بري على رفح سيزيد بشكل هائل ما هو أصلًا "كابوس إنساني"، وحذر من تداعيات إقليمية لهذا الهجوم، مطالبًا بوقف إنساني فوري لإطلاق النار، وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تغريدة: "يوجد 1.4 مليون فلسطيني حاليًا في رفح دون مكان آمن للذهاب إليه، يواجهون المجاعة، التقارير عن هجوم عسكري إسرائيلي على رفح مثيرة للقلق، وستكون لها عواقب كارثية تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الرهيب بالفعل والخسارة المدنية لا تحتمل".

رفض عربي وعالمي

من جانبه، حذّر وزير الخارجية سامح شكري، من تطورات الأوضاع في رفح جنوبي قطاع غزة المتاخمة للحدود المصرية، قائلًا إنها تنذر بتدهور في القطاع، وتداعيات وخيمة، مضيفًا في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته البلغارية ماريا غابرييل، أن الوضع الإنساني في غزة لا يحتمل مزيدًا من التدمير والضحايا.

وأكد شكري أن الاتصالات مستمرة لوضع إطار يسمح بالتوصل لهدنة، موضحًا أن "المفاوضات معقدة، وكل طرف يسعى لتحقيق أكبر قدر من المكاسب"، مشددًا على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري.

وأدانت المملكة العربية السعودية بشدة التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم على رفح، واعتبرتها "تنفيذًا لترحيل قسري" للمدنيين الفلسطينيين، مجددة مطالبتها بضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلًا لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة.
وحذرت مملكة الأردن من خطورة إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في رفح، وفق ما نقل التليفزيون الأردني.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن الهجوم الإسرائيلي على رفح ومحاولة تهجير المواطنين الفلسطينيين لا يعفيان الإدارة الأمريكية من المسئولية، مطالبًا بإجبار الاحتلال على وقف مجازر الإبادة التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنه يحمل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة عن الكارثة والمجزرة العالمية التي يلوح بارتكابها الاحتلال في رفح، مطالبًا مجلس الأمن الدولي بالانعقاد الفوري والعاجل واتخاذ قرار يضمن إلزام الاحتلال بوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

محاولات لوقف التهور الإسرائيلي

من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، حتى الآن هناك اتصالات مصرية إسرائيلية في هذا الإطار، وكان هناك وفد أمني مصر في إسرائيل وهناك اتصالات مستمرة حتى هذه اللحظة لمنع التهور الإسرائيلي، خاصة أن هناك مقترحات طرحت سواء لنقل آلاف الفلسطينيين إلى منطقة (النواصى)- قرب الحدود المصرية- وهي منطقة ليس لإسرائيل اعتراضات عليها ولكنها في الوقت نفسه منطقة تنقصها الخدمات بشكل واضح.

وتابع فهمي لـ"الدستور"، رفح مشكلتها الرئيسية أن بها عددًا كبيرًا من الفلسطينيين يصل إلى مليون ونصف المليون تقريبًا من المدنيين، قائلًا: السؤال هنا هل إسرائيل قادرة على عمل تحرك عسكري؟، مضيفًا، في رأيي أن إسرائيل بطبيعة الحال تخشى من رد الفعل المصري، موضحًا أن مصر حددت موقفها في أربعة احتمالات، الأول التشديد على الجانب الإسرائيلي أن الهجوم على رفح يعرض اتفاقية السلام ومعاهدة كامب ديفيد للخطر، وبالتالي البروتوكول الأمني سوف يتوقف تلقائيًا.

تعزيزات مصر العسكرية

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن الاحتمال الثاني وهو الأكثر خطورة هي الجاهزية المصرية وتحرك القيادة بعمل تعزيزات عسكرية كبيرة، مضيفًا، أنه بطبيعة الحال لا يعلم أحد ما سوف يحدث مستقبلًا.

وأكمل فهمي، السيناريو الثالث هو أن تتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية تدريجيًا، وأن يتم العمل بآليات جديدة دون اجتياح، لتحقيق الهدف الإسرائيلي بالوصول إلى قادة حركة حماس، خاصة أن العنف الإسرائيلي تحرك من الشمال إلى الجنوب دون نجاح، مع الوضع في الاعتبار أن حماس تهدد بتصفية الأسرى في حال استمرار العنف الإسرائيلي في رفح.

واختتم فهمي، السيناريو الرابع هو دخول الولايات المتحدة الأمريكية على الخط لوقف التصاعد الذي يمثل خطرًا حقيقيًا وله تبعات تهدد الأمن القومي للطرفين، قائلًا: "في تقديري أن الأمر ليس سهلًا، وأعتقد أن هذا الأمر مرتبط بسياسات واستراتيجيات خاصة أن التدخل الأمريكي من الممكن أن يحل المشكلة ويخفف من تداعياتها".