رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد إسماعيل: الكتابة بالنسبة لى رسالة.. وانتقيت شخصيات كانت نقطة نور فى مسيرتها

خالد إسماعيل
خالد إسماعيل

صدر للكاتب الروائي والصحفي خالد إسماعيل كتاب جديد عن دار ريشة للنشر والتوزيع بعنوان "حكايات وشخصيات في السياسة والثقافة والتاريخ". وهذا هو الكتاب الأول له بعيدًا عن الروايات والمجموعات القصصية التي يصدرها، وآخرها مجموعة "مقتل بخيته القصاصة" التي صدرت طبعتها الثانية عن دار ميريت منذ أيام.

“الدستور” التقى خالد إسماعيل وأجرى هذا الحوار.

بعد خمسة عشر عملًا أدبيًا، لماذا أصدرت كتابًا فكريًا موضوعه يتناول شخصيات تاريخية؟

الكتابة بالنسبة لي "رسالة" و"ضريبة ثقافية وطنية"، بمعنى أن لدي قناعات ومنظومة أفكار أؤمن بها، والكتابة والنشر هي الوسيلة التي تحمل هذه الرسالة للناس. فالقصص والروايات لها جمهور مدرب على استقبال الأدب والتمتع به، والكتابة الفكرية بدرجاتها لها شرائح متفاوتة من الثقافات والاهتمامات. وكان هدفي من كتاب "حكايات وشخصيات" الوصول لقطاع من القراء "قراء الصحف" والتواصل معهم وإيصال رسالتي التي هي في المجمل "الدفاع عن الرموز الثقافية الوطنية" التي كان لها الفضل في إخراج الوطن من كهوف الظلام والاندماج في الحضارة الحديثة.

ما ملامح "الرسالة " التي احتوتها صفحات "حكايات وشخصيات"؟

هي رسالة مصرية خالصة، تنحاز للعقل ومحبة الوطن وتعارض بكل وضوح "الصهيونية" والاستعمار الإنجلو-أمريكي و"الوهابية" وجماعة الإخوان الإرهابية، وتعارض جماعات تحريف التاريخ - بجهل أو بقصد - وهي جماعات تسعى لتبرئة "الخديو إسماعيل" من جريمة رهن مصر وبيع أصولها وتسليمها لأوروبا، وتدين القائد العسكري الوطني "أحمد عرابي" وتعتبره المسئول عن الاحتلال البريطاني لمصر، وتعتبر "الملك فاروق" ضحية للجيش المصري والضباط الأحرار، معتمدة على نقص الجرعة التاريخية الوطنية في سوق الكتاب المصري، ومعتمدة أيضًا على جهل مستخدمي شبكة الإنترنت الذين يصدقون كل ما تقع أعينهم عليه.

ما الضوابط التى اخترت في ضوئها شخصيات الكتاب؟

ـ اخترت الشخصيات التي ساهمت في نقل المجتمع من لحظة سوداء إلى لحظة مشرقة، وسعت للتقدم وحاربت الأعداء التقليديين للثقافة المصرية على سبيل المثال، خصصت "بورتريه" للسيدة "روزاليوسف" التي أسست مجلة وجريدة "روزاليوسف" وتحولت إلى مدرسة صحفية مصرية مهمة، تحمل الروح المصرية وتجمع بين الرأي والمعلومة وتنحاز للطبقات الشعبية. كما أن "درية شفيق" صاحبة أول حزب نسائي في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، و"نجيب محفوظ" وعبد الوهاب الأسواني ويحيى الطاهر عبد الله - رحمة الله عليهم جميعًا - كانوا لهم دورهم الكبير في تقدم المجتمع. ولم أنس القادة العسكريين “الفريق محمد فوزي والفريق سعد الشاذلي”، كما تعرضت لشخصيات أخرى لها مكانتها ودورها الفكري والإبداعي، وقصدت من هذه "الوجبة التاريخية" المصاغة باللغة الصحفية البسيطة مساعدة القارئ على تكوين ثقة في تاريخ وطنه ورموز الكفاح والنضال.

هل ركزت على حقبة تاريخية محددة؟

بدأت بالكتابة عن "محمود سامي البارودي" الذي كان السند للزعيم "عرابي" في مواجهة "الخديو توفيق" وأعداء الثورة العرابية الوطنية، وانتهيت بالدكتور "فرج فودة" الذي قتلته الجماعات الإرهابية في عام 1992 لأنه تصدى لخرافاتها وأكاذيبها وكانت له واقعة مشهورة في معرض القاهرة الدولي للكتاب حيث فضح مرشد الإخوان وأعوانه في حضور عشرين ألف مواطن مصري، وقاد جولة أخرى في مناظرة شهدتها مدينة الإسكندرية، ولم يكن في خندقه سوى دكتور فؤاد زكريا ودكتور محمد خلف الله أحمد، وكان "الإخوان" هم أصحاب الحجة الأضعف، فقتلوه لإخراس صوته، ومن يقرأ الكتاب سوف يتعرف على "مائة سنة" من سنوات التاريخ المصري، بدأت من العام "1882" وانتهت بالعام "1992" وهذه الحقبة ما زالت تتحكم في المشهد السياسي والثقافي المصري حتى الوقت الراهن، ورأيت أنني بإمكاني مساعدة الشبان - المقبلين حديثا على القراءة - على فهم تاريخ مصر المعاصر ومعرفة المفاصل المهمة فيه وما جرى من معارك فكرية وحربية.

اقرا أيضًا..

هناء متولي لـ"الدستور": القرية تحولت إلى مدينة صغيرة مشوهة (حوار)