رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«100 سنة غنا».. صنّاع المشروع قبل انطلاق أولى حفلاته فى الأوبرا: «نجهز له منذ 22 عامًا»

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

بالتزامن مع احتفالات «عيد الحب»، تطلق دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور خالد داغر، بالتعاون مع النجم الكبير على الحجار، أولى فعاليات المشروع الفنى الضخم «١٠٠ سنة غنا»، وذلك يوم الأربعاء المقبل الموافق ١٤ فبراير الجارى، على المسرح الكبير بدار الأوبرا. ويحمل الحفل الأول من مشروع «١٠٠ سنة غنا» اسم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ويتضمن مختارات من أهم وأشهر أعمال موسيقار الأجيال، إلى جانب معلومات وتسجيلات نادرة، فى شكل غنائى درامى استعراضى بقيادة المخرج عصام السيد، وإعداد الكاتب الصحفى أيمن الحكيم، وبمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو العالمى هشام جبر. ومن المقرر أن ينقسم الحفل إلى فاصلين، ويشارك فيه النجم محمد الحلو، والفنان ميدو عادل، وعدد من مطربى الأوبرا، وهم: أحمد عفت ونهاد فتحى وأسماء كمال. كما تضم قائمة المشاركين، إلى جانب المطربين، كلًا من: رجوى حامد «تصميم استعراضات»، ومحمد الغرباوى «الديكور»، وياسر شعلان «الإضاءة»، ومحمد عبدالعظيم «شاشات». «الدستور» حاورت النجم الكبير على الحجار، والقائمين على أولى حفلات مشروع «١٠٠ سنة غنا»، على هامش المؤتمر الصحفى الذى أقيم فى دار الأوبرا المصرية للاحتفال بخروج المشروع إلى النور.

على الحجار: يرصد تاريخنا منذ عبده الحامولى حتى الملحنين المعاصرين

أعرب النجم على الحجار عن سعادته البالغة وفخره باهتمام وزيرة الثقافة، الدكتورة نيفين الكيلانى، والدكتور خالد داغر، رئيس دار الأوبرا المصرية، بمشروع «١٠٠ سنة غنا»، واحتضانهما إياه حتى خروجه إلى النور، وذلك بعد تجهيزات استغرقت أكثر من ٢٠ عامًا، متمنيًا استمرار التعاون المثمر معهما فى إطار الحفاظ على الموروث الثقافى والفنى أمام العالم كله.

وقال «الحجار»، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إن مشروع «١٠٠ سنة غنا» يرصد تاريخ الغناء فى مصر منذ القرن الـ١٩، بداية من عبده الحامولى والشيخ أبوالعلا محمد، ثم الفنانين الكبار مثل بليغ حمدى ومحمد عبدالوهاب وسيد درويش، وصولًا إلى الملحنين المعاصرين، معقبًا: «ليس بالضرورة أن نعتمد التسلسل الزمنى لهؤلاء الفنانين».

وأضاف المطرب الكبير: «هذا المشروع قدمته أكثر من مرة، بداية من عام ٢٠٠٢، إذ تواصلت حينها مع الدكتور فاروق حسنى، وزير الثقافة آنذاك، فأُعجب كثيرًا بالمشروع، لكن لم يتم تنفيذه على أرض الواقع».

وكشف عن أن اسم المشروع من اقتراح الفنان التشكيلى صلاح عنانى، متابعًا: «المشروع ضخم جدًا، ووضعت له خطة محكمة، إلى جانب وزيرة الثقافة ورئيس دار الأوبرا، ليكون بوابة لتعريف الأجيال الجديدة بالطرب المصرى الأصيل، بطريقة تتناسب مع العصر الحالى».

وأوضح «الحجار» ذلك بقوله: «نسعى من خلال المشروع إلى إحياء كنوز غنائية كانت قد أوشكت على الاندثار، لعظماء التلحين والغناء فى مصر، عبر توزيعها بطريقة حديثة تليق بما نملكه من تراث غنائى كبير». وأضاف: «المشروع يضم سلسلة من العروض التى ترصد تاريخ الموسيقى والغناء العربى، وتطوره خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، بهدف تأكيد ريادة مصر الفنية فى مجال الموسيقى والغناء، وتعريف الأجيال الجديدة بالتراث الموسيقى العربى، والتعبير عن التحولات الاجتماعية والسياسية التى مر بها المجتمع فى مختلف الفترات الزمنية».

وواصل: «المشروع يتناول مسيرة أهم الموسيقيين خلال الفترة سالفة الذكر، بشكل يجمع الغناء بالدراما والاستعراض، وهنا تظهر عبقرية المخرج عصام السيد، الذى أتشرف بالتعاون معه منذ سنوات طويلة.

رئيس الأوبرا: نفاد تذاكره دليل على وجود «السميعة» بكثرة

أشاد الدكتور خالد داغر، رئيس دار الأوبرا المصرية، بالتعاون مع المطرب الكبير على الحجار، فى إخراج مشروع «١٠٠ سنة غنا» إلى النور، من أعلى منابر الثقافة والفن الجاد، التى تتمثل فى مسارح دار الأوبرا المصرية.

ووجّه «داغر» الشكر لوزيرة الثقافة، الدكتورة نيفين الكيلانى، لاهتمامها الكبير بتفاصيل المشروع، وبجلسات العمل والإعداد والتحضير التى أسهمت فى التجهيز له على أكمل وجه، خاصة مع أهميته فى صون الهوية الفنية، وإعادة إحياء الأعمال التراثية الموسيقية، مع الحفاظ على طابعها الخاص.

وأعرب رئيس دار الأوبرا عن سعادته البالغة برفع الحفل لافتة «كامل العدد»، بعد نفاد كل تذاكره فور طرحها للجمهور، معتبرًا أن هذا خير دليل على الوعى الثقافى والفنى لدى المصريين، وأن «السميعة» ما زالوا موجودين بكثرة، للاستمتاع بالتراث الموسيقى المصرى والعربى العريق والدفاع عنه.

وأضاف أن أحد أهداف المشروع هو وصل ما انقطع فى مسيرة الغناء العربى، لأنه إذا ظلت الأعمال الخالدة حبيسة الشكل الموسيقى القديم، لن يستمع إليها هذا الجيل أو الأجيال التى تليه، ويصبح مصيرها الاندثار والزوال، كما أن المشروع يؤكد سطوة القوى الناعمة المصرية، ويأتى تحقيقًا لرؤية مصر الثقافية ٢٠٣٠.

أيمن الحكيم: قرأت 17 كتابًا لسرد مسيرة «موسيقار الأجيال» فى 3 ساعات

عبّر الكاتب الصحفى أيمن الحكيم عن فخره واعتزازه بإطلاق مشروع «١٠٠ سنة غنا»، والتعاون مع قيمة وقامة بحجم النجم على الحجار، وكذلك المخرج عصام السيد، فى باكورة حفلات المشروع، متمنيًا استمرار التعاون فى سرد أسرار وحكايات عمالقة الطرب، خلال الحفلات المقبلة من المشروع.

وقال «الحكيم»: «على الحجار بذل مجهودًا جبارًا خلال سنوات طويلة لإخراج المشروع إلى النور، بشكل يليق بالفنون الجادة والتراث الموسيقى، ويسهم فى إعادة صياغة الأعمال الموسيقية لكبار الملحنين بشكل معاصر، وتقديمها بما يليق بمشوار أساتذة الموسيقى العربية وعمالقة الملحنين والتاريخ الموسيقى لمصر». وعن تجهيزاته الخاصة وإعداده لبرنامج الحفل، قال أيمن الحكيم: «لم أتردد لحظة بعدما هاتفنى صديقى العزيز على الحجار وطلب منى مقابلته، ليخبرنى بتجهيزه أولى حفلات المشروع، وأنها ستكون عن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، لأنه يعلم جيدًا بأننى عاشق لمشواره، وأنه حالة منفردة فى تاريخ الموسيقى والغناء والدراما، وهذا ما سيراه الجمهور خلال الحفل». وأضاف «الحكيم»: «التحضير كان صعبًا للغاية، لأن مشوار عبدالوهاب وحده بمثابة ١٠٠ سنة غنا، ومن الصعب سرد مشواره خلال ٣ ساعات فقط، لذا بذلت مجهودًا جبارًا، وجلست أمام أرشيف ملىء بالأسرار والحكايات والتسجيلات النادرة، و١٧ كتابًا عن الأستاذ عبدالوهاب، ومراجع صحفية كثيرة، للخروج بحفل يليق باسم ومشوار موسيقار الأجيال».

المخرج عصام السيد: مقاطع درامية عن الأحداث المتزامنة مع كل عمل فنى

يواصل المخرج عصام السيد تنفيذ «بروفات» أولى حفلات مشروع «١٠٠ سنة غنا»، بعد فترة طويلة من التحضيرات والجلسات مع الكاتب الصحفى أيمن الحكيم، والمطرب الكبير على الحجار، مشيرًا إلى أن الثنائى بذل مجهودًا كبيرًا لخروج الحفل بشكل يليق بحجم المشروع ومسيرة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.

وقال «السيد» إن الحفل الأول ينقسم إلى فاصلين، فاصل غنائى، وآخر يتضمن عرض مقاطع درامية بسيطة تربط الأحداث التاريخية التى تزامنت مع ظهور كل عمل موسيقى للعبقرى «عبدالوهاب»، وذلك للخروج عن الشكل التقليدى المعتاد فى الحفلات الغنائية.

وأضاف مخرج الحفل: «هذا سيكون بمشاركة الفنانين ميدو عادل وعلى كمالو ويوسف إسماعيل، لسرد حكايات وأسرار عبدالوهاب، التى صاغها وكتبها المؤلف أيمن الحكيم، واهتم بكل تفاصيلها اهتمامًا كبيرًا، بجانب دمجها مع الديكورات والإضاءة وشاشات العرض، فى ربط للدراما بالغناء والموسيقى على المسرح».

وواصل: «ستظهر فى بعض الأحيان مشاهد للآلات الموسيقية الموجودة فى المتحف المصرى، والمنقوشة على جدران المعابد، أو صور للأحداث التاريخية التى صاحبت بعض الألحان، لذا لا يمكن إغفال دور مصمم الاستعراضات رجوى حامد، والديكور محمد الغرباوى، والإضاءة ياسر شعلان، وشاشات محمد عبدالعظيم».