رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المحاصر.. سيناريوهات للإطاحة بـ«نتنياهو»: حجب الثقة.. استقالة جانتس.. الخضوع للتحقيق

نتنياهو
نتنياهو

لا يكاد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، يخرج من حفرة، حتى يسقط فى أخرى، فهو محاصر فى شبكة معقدة من الأزمات والإخفاقات، التى توشك أن تقضى على مصيره السياسى إلى الأبد.

فمن زلزال الـ٧ من أكتوبر الماضى، حتى الفشل العسكرى فى احتلال والسيطرة على قطاع غزة حتى الآن، مرورًا بالإخفاق الاستخباراتى فى التوصل إلى أماكن الرهائن أو قيادات المقاومة، انتقالًا إلى الغضب الشعبى الهائل الذى يحاصره حتى فى مقر بيته، ليعانى من حصار من نوع آخر فى مقر مجلس الوزراء، حيث الانشقاقات والتصدعات غير المسبوقة بين أعضاء الحكومة.

حسب مجلة «فورين بوليسى»، الأمريكية، فإن «نتنياهو» يلقب بصاحب أكبر فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل، وهذا الفشل مستمر لدرجة أنه يوشك على إنهاء حياته المهنية، مرجحة عدم استمرار الحكومة الحالية بقيادته، فى ولايتها الكاملة حتى أكتوبر ٢٠٢٦. 

وأضافت أن «نتنياهو» سبب رئيسى فى كل الأزمات التى تشهدها إسرائيل، وعلى الرغم من أنه لا توجد آلية مباشرة تبعده عن السلطة، فإن الجميع لا يرغب فى وجوده، قائلة: «فى يناير الماضى، قدم حزب العمل المعارض اقتراحًا بسحب الثقة من الحكومة التى فشلت فى تحرير المحتجزين، وتحدث يائير لابيد زعيم المعارضة، عن إمكانية إجراء انتخابات محلية مبكرة، كما وبخ جادى آيزنكوت، وهو عضو ليس له حق التصويت فى حكومة الحرب، رئيس الوزراء علانية، لرفضه إعطاء الأولوية لإطلاق سراح المحتجزين، وافتقاره إلى قيادة الأزمة».

وقالت: «الإسرائيليون أيقنوا أنه لا يمكن استمرار الحرب فى غزة، وتحرير المحتجزين وتدمير حماس، فكل هذه الأهداف متعارضة، خصوصًا بعدما نجحت استراتيجية حماس فى هذه الحرب، ومع اقتراب الاتفاق على صفقة هدنة جديدة للإفراج عن المحتجزين، فإن «نتنياهو» على مفترق طرق، لأن الموافقة على الصفقة تعنى انهيار الحكومة، لرفض اليمين المتطرف لها، ورفضها، يعنى نهاية الدعم الأمريكى لإسرائيل، وزيادة حدة التمرد ضد نتنياهو فى الجيش، وعلى المستوى الشعبى».

وتابعت «المجلة»: «أغلب ما يخشاه (نتنياهو) هو خسارة الأغلبية فى الكنيست، فالموافقة على الصفقة، ستدفع وزير الأمن القومى إيتامار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى تعزيز موقفيهما بالانسحاب من الحكومة، وسيتبعهما باقى الوزراء المتطرفين، ورفض الصفقة يعنى خسارة الدعم الأمريكى ودعم اليسار فى إسرائيل، المتمثل فى بينى جانتس وآيزنكوت، اللذين يحظيان بشعبية مرتفعة للغاية، وبالتالى تأجيج الاحتجاجات الداخلية ضد نتنياهو، ودفع وزراء آخرين للانسحاب من الحكومة».

وكشفت المجلة الأمريكية عن أن هناك عدة سيناريوهات للإطاحة بـ«نتنياهو»، منها إجراء تصويت بحجب الثقة، وهو التشريع الذى تم تعديله فى عام ٢٠١٤، لضمان اقتراح حكومة بديلة، وأى تصويت بحجب الثقة، يتطلب موافقة ما لا يقل عن ٦١ عضوًا فى الكنيست، أو بحث إمكانية تمرير الكنيست مشروع قانون مدعوم بأغلبية بسيطة لحل نفسه، والانتقال إلى الانتخابات»، مضيفة: «فى الوقت الحالى، يبدو أنه لا توجد شهية فى الكنيست الحالى، لإرسال البلاد إلى انتخابات أخرى فى زمن الحرب، ناهيك عن الأصوات اللازمة لتشكيل ائتلاف حاكم بديل».

وأضافت أن الآلية الثانية لإقالة «نتنياهو»، تنبع من استقالة بينى جانتس وجادى آيزنكوت من حكومة الحرب، فى ظل الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق، التى ستكون بمثابة حافز لأعضاء الكنيست من حزب الليكود للتخلى عن «نتنياهو».

وأشارت إلى أن الخيار الثالث بعيد بشكل نظرى، لكنه أثبت أنه جزء لا يتجزأ من التغيير السياسى، الذى تشهده إسرائيل بعد صدمة «طوفان الأقصى»، والتى تعتمد على إنشاء لجان التحقيق الحكومية، والتى تتمتع بالقدرة على استدعاء الشهود، والتوصية بإقالة المسئولين، ويترأسها رئيس المحكمة العليا، وهى بعيدة عن التدخلات السياسية.

وقالت: «هذه اللجنة أجبرت جولدا مائير على الاستقالة من منصبها، فى أعقاب الهزيمة المذلة أمام مصر عام ١٩٧٣، ونظرًا للصدمة الكبرى التى أحدثها طوفان الأقصى فى ٧ أكتوبر الماضى، يمكن إنشاء لجنة تحقيق مشابهة، التى يمكنها بشكل كبير التوصية بإقالة نتنياهو».

وبحسب المجلة، يتمثل السيناريو الرابع فى بقاء «نتنياهو» فى السلطة، حيث تشرع إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، فى المضى قدمًا، لتنفيذ مبادرة إقليمية متكاملة تتضمن نهاية الحرب الإسرائيلبية على غزة، لتحقيق الاستقرار فى المنطقة العربية، والتوصل لاتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل.

وتتضمن هذه المبادرة عدة خطوات، منها وقف إطلاق النار لعدة أشهر، يليه إبرام اتفاقية التطبيع؛ شرط موافقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة دولة فلسطينية، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، ومثل هذه المبادرة ستؤدى إلى تفكيك حكومة «نتنياهو»، وربما رحيله، ولكن محاولاته للحفاظ على سلطته، قد تدفعه للجوء إلى اليسار وإبرام تحالفات جديدة، لإبرام الصفقة وضمان بقائه فى الحكم بعيدًا عن الائتلاف اليمينى المتطرف، وهنا ستكون الصفقة بمثابة شريان حياة جديد له.

ورأت المجلة أن تصحيح المسار فى إسرائيل، يعتمد على تغيير الحكومة بشكل كامل، وأن يتولى بينى جانتس القيادة.

فى السياق نفسه، قال وكالة «بلومبرج» الأمريكية، إنه فى ظل إجراء وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، رحلات مكوكية عبر الشرق الأوسط، على أمل تخفيف التوترات الإقليمية وإنهاء الحرب فى غزة، يسير الوزراء الإسرائيليون من اليمين المتطرف، فى الاتجاه المعاكس، ففى الأيام الأخيرة، هاجم اثنان من أهم وزراء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكى جو بايدن.

وقال إيتامار بن جفير، وزير الأمن القومى، إن «بايدن» يعوق الهجوم ضد حماس، ويركز بشكل كبير على إيصال المساعدات للمدنيين فى غزة، مشيرًا إلى أن دونالد ترامب، من وجهة نظر إسرائيل، سيكون أفضل.

وهاجم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، «بايدن»، لفرضه عقوبات على ٦ مستوطنين يهود فى الضفة الغربية، وقال إن منع وصول هؤلاء إلى حساباتهم المصرفية، يرقى إلى مستوى حملة معادية للسامية.

وأوضحت الوكالة أنه لطالما كان السياسيان مثيرين للجدل وصريحين، لكن انتقاداتهما الصريحة لـ«بايدن» تعكس التوترات بين قيادتى البلدين.

وتابعت: «الولايات المتحدة، فى حين تدعم حق إسرائيل فى مهاجمة حماس، تحاول إقناع نتنياهو، بتخفيف حجم عملياتها العسكرية، وتصر واشنطن أيضًا على أن تقبل إسرائيل بحل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد للسلام مع الفلسطينيين».

بدوره، فضح يائير جولان، رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلى السابق، وعضو الكنيست عن حزب ميريتس، أكاذيب بنيامين نتنياهو؛ بشأن مقتل قادة حركة حماس، وقدرته على تحرير المحتجزين، قائلًا: «عندما يقول إنه يمكنه قتل كبار قادة حماس وتحرير المحتجزين فهو يكذب».

وقال «جولان»: «يتعيّن على الحكومة إعادة المحتجزين أولًا، ثم التفكير فى كيفية الوصول لقادة حماس، والهدف هنا هو منع حماس من السيطرة على غزة مرة أخرى»، 

ورأى أن الحل الوحيد لهذا المأزق، هو السماح للسلطة الفلسطينية بإدارة المعابر الحدودية فى غزة، على الأقل على أن يكون لها دور أكبر فى إدارة القطاع فى المستقبل، والسماح لسكان شمال إسرائيل بالعودة لمنازلهم مرة أخرى، دون محاولة القضاء على حزب الله حتى لا يتكرر نفس خطأ حماس.

وحسب «جيروزاليم بوست»، العبرية، فإن المعارضة فى إسرائيل، تدرك تمامًا أن «نتنياهو» غير قادر على الوصول إلى قادة حماس فى قطاع غزة، لذا يستهدف بعض القادة فى الضفة الغربية ولبنان.

وتابعت: «فشل (نتنياهو) فى الوصول لأى من القادة المؤثرين فى غزة حتى الآن، والبيانات التى يصدرها الجيش عن مقتل بعض القادة فى الحركة فى قطاع غزة، يبدو أنها غير واقعية، ولا يوجد تأثير على قدرات الحركة».