رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا أسمع صوتى ولكنى أكتبه!

لا أسمع صوتى ولكنى أكتبه!
تيسير النجار استجمعت كل الآلام وآمال النساء، كل صرخاتهن وتأوهاتهن، إما من فرط النشوة، أو من حماقة وجور الحياة،  تقرأ كل النساء ممضوغات لكهم فك الزمن، وعندما بصقهم وقعن فى حِجر تيسير النجار. 
رقت السمع وعلمت أن الحياة ما زالت تدب بأوصالهن، سمعت أصواتهن المتداخلة، وقامت تنقذهن، بقلمها أعادت نحت وثقل عظامهن، ونفخت فيهن من روح إبداعها، ونثرتهن فى مجموعتها «لا أسمع صوتى» الصادرة  هذا العام عن الهيئة العامة للكتاب. 
لا أخفيكم سرًا سررت  بصدور هذه المجموعة «المتفردة» فى رأيى، فرغم أن مصر لا تنضب من الإبداع، فهو يجرى فى عروق أبنائها مجرى النيل فى أوديته وسهوله، إلا أن مؤخرًا أصاب الإبداع العام ما أصاب الحياة العامة فى مصر والعالم، من تلميع لأنصاف الموهوبين، بل وعديمى الموهبة فى كثير من الأحايين،  فى خضم هذا العبث واستيلاء ثقافة «الترند» المتدنية، على اهتمام معظمنا، ما زال هناك إبداع حقيقى أثبتته كاتبة مجموعة «لا أسمع صوتى»، الكاتبة والروائية «تيسير النجار»، لتثور ضد كل أمراض الأدب، وتقدم إبداعًا خالصًا، يشدو متفردًا على أرض الواقعية والشجن والرومانسية الحالمة، بما فيها من الألم حواء، خطتها «النجار» فى بضع قصص، تترك كل واحدة منهن على حدة، وأنت تتمنى أن تجد تكملة ما بعد، بنهايات مفتوحة وأحيانًا مبهمة، لتورط القارئ فى وضع كلمة النهاية لكل قصة كما يأمل ويتمنى.. وإن كنت أرى أن ثقافة النهايات المفتوحة هى واحدة من أهم حسنات وأفضال المبدعين علينا كقراء،  فهم عن عمد يداعبون خيالنا ويشركوننا فى تشكيل ونسج الحكايات والأشخاص، فتتماهى مع القصة، ويضع كلٌ بصمته فى عقله، ويصبح هذا الكتاب ملكًا لكاتبه ولقارئه معًا.
أحب هذا النوع من الأدب على ندرته الشديدة، وسبب الندرة فى رأيى هو أهمية وجود كاتب من الموهبة بمكان أن يستطيع نسج قصصه على هذا المنوال المتدفق الواثق والمحكم. 
......
الأدب هو الذراعان المشروعتان لها، دومًا ستتخفى فى بطلة لا تشبهها، وتقول كل الأشياء على لسانها، مثل الممثلات اللاتى يقلن فى البرامج عند السؤال عن الملابس العارية: لم نكن نحن، بل بطلات الأعمال الدرامية. 
«الانفجار بالألفاظ البذيئة»
______________
بعد سنوات البحث والضياع عرفت أن الأب حين يضيع لا يعود. 
«أصدقائى الآباء»
_____________
ليس هناك من يراها أو يعبأ بها، كانت تكتب لحبيب لم يأت، سواء كان رجلًا أو امرأة، لا عائلة محبة ولا أحد يدعم، تصفعها الحياة على وجهها، ولا ظهر تختبئ خلفه، وحيدة كمن سقط فى بئر لا تسع مد يد شخص آخر ليخرجه.

«أصفر داكن»
تعددت الاختيارات والاقتباسات من المجموعة، لدرجة وددت فيها أن أنقلها إليكم، فضلًا عن عرضى لها، ولكنى أعشق الأدب، ومن باب إخلاصى للكتابة المبدعة، أقدم إليكم كاتبة المجموعة القصصية بنت أسوان الشابة تيسير النجار، الفائزة بجائزة يوسف زيدان للإبداع الشبابى- الدورة الأولى عن مجموعتها «جئتك بالحب» الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة للعام 2019. 
كان قد صدر «للنجار» عدة مجموعات قصصية منها:-
«أكسجين 280» عن دار غراب للنشر والتوزيع عام 2015.
«خلف الباب المغلق» عن دار روافد للنشر والتوزيع عام 2016.
«مثل أسرة سعيدة» عن دار تويا للنشر والتوزيع 2020.
«كأنك لم تكن» عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع 2021.
فازت «النجار» عضو اتحاد كتاب مصر بالعديد من الجوائز الأخرى منها:
«جائزة الإبداع» من مؤسسة مصريين بلا حدود، وكانت «النجار» واحدة من أفضل مئة شخصية أسوانية للعام 2018، حسب تصنيف قناة أسوان اليوم،  دُرست نصوصها ضمن مقرر الأدب العربى الحديث «النثر» بالفرقة الرابعة بكلية التربية شعبة اللغة العربية، للأعوام 2021،2022،2023 على التوالى.