رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد نجاح "حالة خاصة".. ما هى طرق الكشف عن مواهب طفلك المصاب بالتوحد؟

غادة عادل
غادة عادل

أشاد الجمهور ورواد السوشيال ميديا بما قدمه مسلسل "حالة خاصة" مؤخرًا  وخاصة بالدور الذي يلعبه الفنان "طه الدسوقي" في المسلسل، حيث يقوم  بدور مريض التوحد الذي يرغب في أن يكون محاميًا ناجحًا، ظهرت مواهب "الدسوقي" كمريض توحد بشكل بارز، الأمر الذي جعل المشاهدين يتساءلون حول كيفية اكتشاف المواهب داخل مريض التوحد، وهذا ما تتم مناقشته خلال السطور التالية.

في البداية وفقًا لموقع health الطبي: "يُعرف مرض التوحد بأنه اضطراب يُسمى اضطراب طيف التوحد، يبدأ في المراحل المبكرة من مراحل النمو لدى بعض الأطفال، يظهر في ضعف التفاعل الاجتماعي ومهارات الاتصال والسلوك والأنشطة المتكررة". 

وتوجد أنواع مختلفة لمرض اضطراب طيف التوحد تتمثل في متلازمة إسبرجر، التوحد الكلاسيكي واضطراب النمو الشامل.

 

اكتشاف المواهب الكامنة داخل مريض التوحد 

من جانبه  قال الدكتور علي عبدالراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، من الضروري الكشف المبكر للطفل للتأكد أنه يعاني من مرض التوحد، عندها يمكن للأبوين التدخل  لتنمية مهارات الطفل وتنمية العلاجات الخاصة به، الأمر الذي يساعد في اكتشاف الإبداع الخاص به بسهولة، مؤكدًا أن القيام باختبارات قياس الذكاء العادي أو الكلاسيكي باستمرار ليس بتلك الأهمية، تكمن أهمية قياسات الذكاء في قياس الذكاء المتعدد، الذي يساعد في الكشف عن القدرات الذهنية والذكاءات التي يملكها الطفل بأنواعها المختلفة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" ليس من الضروري تمرين الطفل على امتحان قياس الذكاء، بل يجب أن يكون الأمر جديدًا كليًا، حتى نستطيع تحديد مستوى الذكاء الخاص به بدقة.

وتابع عبدالراضي أنه بعد تحديد الذكاء الخاص به وقدراته العقلية، تأخذ خطوات مهمة جدًا تتمثل فيما يلي: 

  • تعلم الجلوس حتى يستطيع تنمية مهاراته ومواهبه، وهو أهم خطوة. يكمن تعلم جميع المهارات في القدرة على الجلوس بهدوء.
  • التنمية الحركية والتنمية الحسية، يعتمد على الذاكرة السمعية والذاكرة البصرية وكيف يمكن توظفيهما في الأداء الحركي، كيف يمرن الأداء العضلي المطول والبصير والدقيق، المعروف بأنه القدرة على حمل وتركيب الأشياء، وحمل القلم وتحريك الأشياء البسيطة، من خلالها سيستطيع تنمية مواهبه، من الممكن اكتشاف أن الطفل يملك موهبة حرفية أو تكنولوجية من خلال استخدام وتوظيف الحركة البصرية ومحاكاة للنموذج الذي يشاهده.

وأكد الاستشاري النفسي أنه من المهم جدًا عند تعليم الطفل أو عند تربيته اتباع ما يسمى بفكر أو نموذج معين للتربية، ما يعني أن يكون هناك حزم في تكرار التعليمات، قائلًا: "أملك الرغبة في تعليمه كيفية النحت أو تعليمه مهارة في التكنولوجيا أو في الفك والتركيب، يطلق عليها مسمى الأوامر، لكي يمتلك إبداعًا، يجب أن يتحلى بالصبر والتكرار".

واستكمل حديثه: "غالبًا وبعد أن يتم تشخيص الطفل بالتوحد يتوقع أنه يملك ذكاء رياضيًا أو حسابيًا، هذا ليس ضروريًا،  يمكن تنميته من خلال التكرار والقيام بعمليات حسابية مطولة، وأنه من الضروري أن يحب ويملك الرغبة في ذلك"، موضحًا أن الذكاء والقدرات العقلية تختلف من طفل لآخر، ليس من الضروري أن يكون الطفل عبقريًا في الرياضيات أو العمليات الحسابية، من الممكن أن يملك المهارات في الممارسات نفسها مثل الفك والتركيب.

دور الآباء في الكشف عن مواهب أطفالهم 

ونوه بأنه من الضروري على الأبوين توفير الوقت لأطفالهم والبحث بصبر عن مواهبهم الكامنة وتطويرها، وتطوير التنمية الحسية لديه من خلال الإمساك بيديه أغلب الوقت، الاشتراك في تمارين حركية ورياضية، العلاج بالماء؛ يساعد في تنمية القدرات الذهنية والإبداعية لدى الطفل، وإن كان الطفل يملك قدرات حفظية عالية فمن الضروري تعليمه الجلوس؛ يوظف القدرة على الحفظ عبر الجلوس وقتًا أطول أمام الكتاب، وذلك لأن في الأغلب يصاحب مرض التوحد فرط الحركة أو فرط التحسس، ما يفقده القدرة على الجلوس على الديسك ويذاكر كثيرًا، إن الطفل يمكن أن يمتلك ذكاء بصريًا وسمعيًا وقدرة حفظ عالية جدًا، لكنه لا يستطيع التفرقة بين الحروف والأرقام، ولا يستطيع التعبير عنها وعمل مخرجات من الكلمات والأرقام والحروف وتكوين جملة.

 لذا يلزم على الأبوين بتكرار هذه الموضوعات بشكل مستمر حتى يمتلك القدرة على فعل كل ذلك، بجانب المتابعة مع متخصص اضطرابات النطق والكلام يساعده في تركيب الجمل والتعبيرعنها، ويبدأ في تركيب الجمل والقراءة؛ أي لا يتوقف الأمر فقط على المتابعة مع أخصائي تخاطب، بالإضافة إلى الأدوية والمكملات الغذائية، نحتاج لها في هذه المرحلة، وكلما تم التشخيص في وقت أبكر وتم التدخل العلاجي، وتضمينه في التعليم والمدارس المعنية بهذه الحالات، ساعد في الكشف عن إبداع وذكاء الطفل.

فهم طفل التوحد لمستقبله 

وأوضح أن بعد سن التاسعة، يمتلك الطفل القدرة على فهم مستقبله واستيعاب إبداعه، والكيفية التي تمكنه من تنميته قائلًا: "قبل التسع سنوات ابدأ بدعم طفلك باللعب والحركة والحب والمزاح، ومن الضروري أن يكون هناك تواصل بصري بينكم طوال الوقت، ونمى قدرته في التفريق ما بين الضمائر، وأوقف الحماية والتدليل الزائد"، مشيرًا إلى أن الطفل يجب أن يحاط بروتين قوي جدًا مع تنفيذ الأوامر بطريقة حاسمة لا نقاش فيها، قائلًا: "مريض التوحد لا يملك مشكلة عضوية لكي ندلل أو نسير على نمط أكل أو لبس معين".

وشدد على أن الروتين هو اللاروتين، ما يعني أنه ليس من الضروري أن تسير الأمور على ما هي عليه دائمًا، أي لا يوجد روتين في الأكل أو السلوكيات، وأن على الآباء أن يكونوا حازمين في تنفيذ هذا الروتين للغاية، واستطرد أنه بعد سن التسع سنوات يدرك للغاية أن مستقبله في رياضة أو مهنة أو حرفة معينة، ويبدأ هو بتطوير وتنمية هذه الموهبة.