رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مصر.. فجر الحضارة".. ما مدى التطابق بين حاضرنا وعادات المصريين القدماء؟

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

تحدثت دكتورة فايزة هيكل، أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة،  خلال ندوة "مصر.. فجر الحضارة"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، عن مدي التطابق بين مفردات حياة المصريين المحدثين مع أجدادهم المصريين القدماء.

عادات ومعتقدات ورثنها من أجدادنا القدماء 

وقالت فايزة هيكل ، إن العديد من العادات والمعتقدات التي نمارسها ونعتقد فيها، هي ميراث يمتد إلي أجدادنا المصريين القدماء، ومنها اللغة والحركات الجسدية والألعاب الرياضية، وحتي زيارة مراقد الأولياء.

وعرضت "هيكل"، العديد من الأمثلة المصورة التي تثبت مدي التطابق بين ما نمارسه من عادات ورثناها في الجينات المصرية عن المصريين القدماء. 

وقالت "هيكل": حركة تقبيل اليد والتي نسميها "بوس إيدك وشو وضهر"، هي حركة مصرية قديمة لا يمارسها إلا المصري، أيضا الألعاب الرياضية كالتحطيب ولعبة "كيكة علي العالي" والشدة وغيرها هي ألعاب ورثناهم، ومازال الأطفال يمارسونها حتى اليوم، وحتى التقويم أيضًا ممتد لمصر القديمة.

وعن عادات الدفن ومراسم الجنازات، أضافت أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة : عرف الفكر الديني في مصر القديمة ثنائية الروح والجسد وتحدث عنها، فالروح قدرها الله، ولها ميزان توزن به، أيضًا طقوس الدفن والجنازات متطابقة مع تلك في مصر القديمة، بداية من "الولولة" علي المتوفي، مرورا بتوابيت الدفن ومراسم الجنازة، وشكل بناء المقابر.

ولفتت فايزة هيكل ، إلي أن مفردة "النعش"، هي أيضا كلمة مصرية صرف، تعني أنه منعش، ومشتقة من كلمة "عنخ" أي سيدة الحياة، فلم يكن المصري القديم يخش الموت، بل يعتبره بوابة عبور للعالم الآخر حيث الخروج إلي النهار.

وتابعت: كان المصري القديم يقدم القرابين علي موتاه وهو ما نمارسه اليوم باسم "الرحمة"، بل أن من تعاليم وطقوس التعامل مع الموتي، ضرورة الترحم علي الميت، وقراءة ما يشبه الفاتحة علي روحه، بل وأن "أهدنا الصراط المستقيم"، كانت تقال هكذا في المصرية القديمة.

النعش طار معتقد مصري قديم

ولفتت فايزة هيكل إلي أن معتقدات المصريين في الأولياء الصالحين ونعوشهم تطير هذا أيضا معتقد مصري قديم، وجميعها طقوس ومعتقدات نمارسها في حياتنا اليومية دون أن نشعر. حتي أن المدافن كانت تسمي دار الأبدية وهو نفس ما نعرفه بها اليوم.

وعن الأولياء والموالد الشعبية المصرية والتي تكات تتطابق بين المسلمين والمسيحيين وكيف أنها عادة مصرية تورثناها عن أجدادنا القدماء تابعت فايزة هيكل : كان المصري القديم يكتب الرسائل ويرسلها إلي الإلهة وأبرز مثال عليه في مصر الحديثة رسائل المصريين إلي الإمام الشافعي.

وفي معبد الأقصر، وبداخلها دفن القطب الصوفي أبو الحجاج، أيضا بداخل المعبد مبني لمسجد وكنيسة، مما يدل علي التمسك بهذه الأرض نفسها لأنها مقدسة.

طاسة الخضة وأصلها المصري

وعن العادات الممتدة في التاريخ المصري ومازال المصريون المحدثون يمارسونها، قالت فايزة هيكل : طاسة الخضة عادة مصرية، أصلها كتابة تعاويذ سحرية يشربها ويستحم بها المريض أو الاثنين معا بنية الشفاء، أيضًا رمز الحمام واليمام في مصر القديمة لبشرة الخير والتي تسمي بالروح المقدسة.

والقول الشائع "اكسر وراه قلة" تعبير عن رغبة من يكسرها في ألا يعاود من يكسر وراءه القلة ظهوره في حياته، وأصلها من تحطيم أواني التحنيط بعد الانتهاء من هذه العملية.

حتى المعتقد الشعبي الخاص بقرين أو شقيق تحت الأرض هو نفسه مصري صميم، فكان المصريون القدماء يوصون أولادهم وبعضهم البعض ألا يضربوا القطط أو يلحقوا بها الأذي، لاعتقادهم أن هذه القطط هي قرائن للبشر، فلو ضربت هذه القطة تظهر علامة الأذي على جسد قرينها البشري.

والأغنية التي نرددها يا طالع الشجرة هاتلي معاك بقرة تحلب وتسقيني، أصلها مصري، من معتقد المصريين أن الآلهة تتجسد في الشجرة أو البقرة  تطعم وتسقي.