رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جانتس أمل الفلسطينيين والإسرائيليين.. حقائق مفاجئة عن أكبر منافسي نتنياهو

جانتس
جانتس

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على أحد أهم منافسي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو الوزير في حكومة الحرب والمعارض بيني جانتس، حيث يرفض جانتس علنًا إقامة دولة للفلسطينيين، لكنه يدعم إقامة كيان مستقل لهم، يحمل جانتس الكثير والكثير، للإسرائيليين والفلسطينيين، وهو الأمل الأخير للشعب الإسرائيلي للتخلص من نتنياهو وحكومته المتطرفة.

جانتس أمل إسرائيل الأخير 


 

وأكدت الصحيفة أن جانتس يقضي أيامه في دراسة الخطط التشغيلية، ليس فقط للحملة المستمرة في غزة، ولكن أيضًا لحالات الطوارئ لحرب قد تندلع مع حزب الله، المنظمة الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران، على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وتابعت أن التحدي الأكثر تعقيدًا الذي يواجهه جانتس هو نتنياهو، حيث اتهمه رئيس الوزراء بأنه السبب في تفسيم المجتمع الإسرائيلي، ومع بداية الحرب في قطاع غزة، تراجع الخلاف بين الطرفين إلى حد ما، فلم يعد جانتس يرى أن نتنياهو هو السبب الرئيسي في الأزمات التي تشهدها إسرائيل.
جانتس البالغ من العمر 64 عامًا في وضع فريد ومتناقض، فهو الشخص الحكيم في حكومة الحرب الإسرائيلية، ولكنه في الوقت نفسه الأكثر شعبية بين الإسرائيلييين، فهو الوحيد القادر على منع حكومة نتنياهو المتطرفة من اتخذا قرارات قد تكون تهديد لإسرائيل.
وفقًا لاستطلاعات الرأس فإن جانتس هو الرجل الأقرب لتولي رئاسة الوزراء بعد رحيل نتنياهو وحكومته الكارثية، ما يمهد الطريق أمام حكومة ناجحة تتطلب براعة سياسية وبعض القسوة في هذا الوقت لإنقاذ إسرائيل، ولكن نظرًا لمسيرته السياسية، فإن جانتس لا يتمتع بالكفاءة الكفاية لتولي هذا المنصب في هذا الوقت.
عمليا، منذ اللحظة التي دخل فيها السياسة في عام 2018، وجد جانتس نفسه هدفا لحملة تشهير نظمتها شبكة من أنصار نتنياهو، وعلى الرغم من ذلك، وافق على الانضمام إلى حكومة طوارئ مع نتنياهو لمساعدة إسرائيل على مكافحة فيروس كورونا عام 2020، وقد أدى هذا القرار إلى تقسيم حزبه (الذي كان يسمى في ذلك الوقت أزرق أبيض) وكلفه شريحة كبيرة من الناخبين، وانهارت الحكومة في غضون بضعة أشهر، وبعد ثلاث سنوات، انضم جانتس إلى نتنياهو مرة أخرى، وبكل وضوح، لم تترك له الحرب أي بديل، وإذا كان لديه أي قلق، فمن الواضح أنه كان يتعلق بوجود قادة الأحزاب اليمينية المتطرفة في الائتلاف.
وأوضحت الصحيفة أن انضمام جانتس هذه المرة لحكومة الحرب الإسرائيلية كان صحيحًا حيث ارتفعت شعبيته بقوة، بينما انهارت شعبية نتنياهو، وإذا ما جرت انتخابات اليوم، سيحصل هو وحزبه على أكبر عدد من الأصوات وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، ومكنه تشكيل حكومة بسهولة.


وأضافت أنه إذا كان لدى جانتس أي آراء سياسية خلال أكثر من 37 عامًا من الخدمة العسكرية، فإنه نادرًا ما أظهرها، قضى النصف الأول من حياته العسكرية إلى حد كبير في لواء المظليين الشهير، حيث ترقى في الرتب ليصبح قائد اللواء، وكانت معظم خبرته القتالية في قتال المنظمات الفلسطينية المسلحة، ثم حزب الله في لبنان.
شوهت الآلة السياسية شديدة الانضباط لدى نتنياهو سمعة جانتس من خلال الترويج لقصص غير سارة - بما في ذلك أن هاتفه الذكي قد تعرض للاختراق من قبل الإيرانيين، وأنه كان يخضع للعلاج (وهو ما نفاه)، حاول جانتس وحملته تجاهل التشهير، لكنهم كافحوا للتوصل إلى رواية متسقة خاصة بهم، والأمر الأكثر أهمية هو أنه على الرغم من حصوله على العديد من الأصوات على اليسار والوسط، فقد فشل في تحقيق تقدم كبير على اليمين في 2019.
عندما عاد نتنياهو إلى السلطة في نهاية عام 2022، توقع الكثيرون أن جانتس لن يستمر طويلًا في المعارضة، ومن المؤكد أنه سيدخل الحكومة مرة أخرى مع نتنياهو، ليحل محل بعض شركاء الائتلاف اليميني المتطرف "من أجل مصلحة الأمة" أو ربما يتقاعد بشكل نهائي ويعتزل العمل السياسي، لكن بعد ذلك أطلقت حكومة نتنياهو "إصلاحها القانوني" المثير للجدل، والذي كان يهدف إلى إضعاف استقلال المحكمة العليا وسلطتها، أطلقت هذه الخطوة العنان لموجة من الاحتجاجات من يسار الوسط، وبدأ السيد غانتس وحزبه في الظهور في صناديق الاقتراع.
وأكدت الصحيفة أنه في ظل انقسام المجتمع الإسرائيلي بسبب مستقبل ديمقراطيته الهشة والمحدودة، رأى الكثيرون أن جانتس الوحيد القادر على إنقاذه، وفي استطلاعات الرأي منذ 7 أكتوبر تفوق حزب الوحدة الوطنية على حزب الليكود من حيث الشعبية، وعندما تم استطلاع رأيه حول مدى ملاءمته لمنصب رئيس الوزراء، يتفوق جانتس على نتنياهو، في بعض الأحيان بأكثر من 20 نقطة مئوية على مستوى البلاد.
ووفقًا لتصريحات بعض الدبلوماسيين فإن المسؤولون الأجانب يتواصلون مع جانتس ليكونوا بمثابة ثقل موازن لنتنياهو، في مثل هذه المحادثات، بحسب مقربين منه، عندما يُسأل عن حل الدولتين، يجيب بأننا في عالم جديد وأن العبارة القديمة لم تعد تنطبق، مفضلًا بدلًا من ذلك أن يقول كيانان منفصلان،  ويقول مساعدوه إن هذا مثال على جهود السيد جانتس للبقاء بمعزل عن الصراع مع نتنياهو.