رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهاب الخشاب: هاجرت ضد إرادتي الشخصية.. وأمجاد عائلتي لم تؤثر في رغبتي لدراسة السينما

شهاب الخشاب
شهاب الخشاب

ولد الفنان الدكتور شهاب الخشاب، الكاتب والباحث في الأنثروبولوجيا، في القاهرة سنة 1991، لوالديه الكاتبين وليد الخشاب والروائية مي التلمساني، كبر في مونتريال، وقام بتحضيردكتوراه عن صناعة السينما المصرية في جامعة أكسفورد، ويشغل حاليًا منصب أستاذ مساعد في الأنثروبولوجيا البصرية في جامعة أكسفورد.

انصبت اهتماماته على مجالات السينما والميديا والثقافة الشعبية والتكنولوجيا والبيروقراطية المصرية، ونشرت بعض مقالاته بالعربي في مجلة الفيلم، ومجلة إبداع، وأخبار الأدب، وكتب بانتظام في سلسلة اسماها "الفهّامة" على موقع التحرير، وهذه الكتابات موجودة مع كتاباته الإنجليزية والفرنسية على الموقع الشخصي، وهناك أيضًا الكثير من مقالات، تنشر كل أسبوعين في سلسلة عنوانها "موسوعة الملل" على موقع "كتب مملة". وهذه السلسلة، تُعتبر امتداد لسلسلة "الفهّامة"، التي تشرح مفاهيم ومصطلحات في الفلسفة وعلوم الإنسان.

يتنقل شهاب الخشاب بين المدن، ولد في القاهرة وهاجر إلى مونتريال ودرس في أوتاوا ويقيم حاليًا في أكسفورد بانجلترا، شهاب لا يجيد قيادة السيارات ولذلك لا يستطيع الإقامة إلا بجانب وسائل النقل العام، ولا يمكن له شراء غذاءً أكثر مما يستطيع حمله بيده، ولا يستطيع أن يذهب إلى الضواحي الثرية إلا بمساعدة رفاقه. لذلك تسمح له حياته في المدينة بمضاعفة قدراته المحدودة على التنقّل، ولولا المعيشة فيها لأصبح راهبًا متوحدا، عن الفلسفة والسيتما وعلاقاته المتشعبة والمتعددة بالصورة وحسيتها والايقاع البصري ورؤيته للمشهد الثقافي والسينمائي / السردي.. التقيته وكان هذا الحوار/ البوح_ الأول لصحيفة مصرية، "الدستور" التقته وكان هذا الحوار..

 

_ عن عنوانك الفلسفي الأول"الفهَّامة"، وهو محاولات دقيقة لشرح الفلسفة بطرق مغايرة أو أكثر تبسيطًا.. ليتك تحدثنا، لماذا كان طرحك عن الفلسفة بهذا الشكل وتلك الآلية؟

لم أبدأ مشوار الكتابة ساعيًا لإنجاز كتاب كامل، فقد تمثلت لي الفكرة الأولية أثناء أحاديثي الليلية مع بعض الأصدقاء المهتمين بالشأن الثقافي في القاهرة، الذين شجعوني على كتابة مقالات تبسيطية عن الفلسفة ومفاهيمها، تحمست للفكرة وأنتجت ثلاثة مقالات في المقام الأول، وهم عن مفهوم "المفهوم" عند الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز، ومفهوم "الطبقة" عند المنظر الشيوعي كارل ماركس، ومفهوم "الهيمنة" عند المفكر السياسي والسجين الشهير أنطونيو جرامشي. كتبت المقالات في عام 2015، ولكنها لم تُنشر في وقتها، وانتظرت فرصة النشرفي جريدة التحرير الإلكترونية بفضل الصديق المحرر الثقافي والشاعر أحمد ندا في منتصف عام 2016، وهو مَنشجعني على الاستمرار في الكتابة الأسبوعية حتى عام 2018، حين انتقلت إلى النشر على موقع "كتب مملة" بدعوة من الصديقين المترجمين والمحررين أمير زكي وحسين الحاج، شعرت بعد المقال الثلاثين أو الأربعين تقريبًا أنه يمكنني تجميع تلك المقالات في كتاب يشبه الموسوعة القصيرة، وشعرت أيضًا أن سوق الكتاب العربي يفتقر إلى تلك الأنواع من الكتابات التبسيطية في الفلسفة والإنسانيات تحديدًا، مما حفزني على تقديم "الفهَّامة" بهذا الشكل.

صورة للدكتور شهاب الخشاب وسط زميلاته بالجامعة بأكسفورد.

_هل الفهَّامة بالفعل محاولة لتصالح الطبقات الشعبية مع إيقاع وأطر وماهية الفلسفة؟

لا يحاول كتاب "الفهَّامة" أن يصالح الطبقات الشعبية مع الفلسفة، فالأمر الواقع أن الكتاب غير متاح شعبيًا بالصورة التي تحقق هذا الغرض. عندما شرعت في الكتابة، كنت أتصور أن جمهوريهم الشباب والشابات من الجامعيين الذين يسعون إلى قراءة محتوى إلكتروني أكثر ثقلًا وجدوى باستخدام لغة حياتهم اليومية، وهي العامية المصرية. ربما يظن البعض أن استخدام العامية نفسه يشكل محاولة لمخاطبة الطبقات الشعبية، ولكنه ظن خاطئ لسببين: أولًا لأن العامية مشتركة بين جميع الطبقات في مصر، وليسللطبقات الشعبية حكرٌ على استخدامها الأدبي، وثانيًا لأن الكتابة بالعامية ليست شرطًا الوسيلة الأسلم للوصول إلى كافة طبقات المجتمع – ربما لو كان مشروعي مرهونًا بهذا الهدف، لكنت استخدمت وسائط أخرى مثل التلفزيون أو شبكات التواصل الاجتماعي للحديث عن الفلسفة والعلوم الإنسانية.

_ليتك إذًا تحدث القارئ عن الدوافع الفكرية والأيديولوجية والجمالية لإصدار هذا العنوان العميق والمثير في آن؟

صورة للكاتب والسينمائي البروفيسور شهاب الخشاب بالجامعة الكندية.

أصدرت هذا الكتاب لأتيح مادة جادة ومُبسَّطة للقارئ المصري عن بعض المفاهيم الأساسية في الفلسفة والعلوم الإنسانية والنظريات النقديةاستنادًا إلى أمثلة من الحياة اليومية القاهرية، فالتبسيط لا يأتي من اللغة المُستخدمة فقط، بل يأتيمن ربط المفاهيم بالحياة أيضًا، ومن الابتعاد عن التجريدات النظرية التي اعتاد عليها المنظرون الأكاديميون. أسفر هذا الدافع عن شكل "جمالي" محدد، لا يرتقي بالضبط إلى مقام "الأسلوب"الأدبيالمنفرد، ولكنه يبرز شكلًا مهجّنًا للكتابة التي تقع بين الحكي عن الأمور اليومية من جهة والشرح الفلسفي وطرح الأسئلة عن طبيعة الإنسان والمكان والزمان واللغة والفن من جهة أخرى. لم أرد أن أقحم أيديولوجيا محددة على القارئ، برغم اهتمامي الملحوظ بالنظريات الماركسية وما بعد الماركسية مثلًا، ولكني أردت أن أمهد لهذا القارئ سبيلًا للتعرف على عوالم الفلسفة والإنسانيات دون المرور بالجفاف المنهجي المعتاد في الدراسات الأكاديمية.

_ عن تلك العلاقة الأثيرة بين والدين مبدعين، كيف كانت بداياتك في المسار الدراسي الفلسفي، وهل للمبدعين وليد الخشاب ومي التلمساني دور في إنتقائك أو اختيارك للسير في هذا الاتجاه؟وهل لتاريخ العائلة دور في تلك الاختيارات التي تتأرجح مابين الفلسفة والسينما؟

لقطة فوتوغرافية_ للباحث شهاب الخشاب والمخرج أحمد فوزي صالح.

بالتأكيد، تؤدي نشأتي دورًا هامًا في معرفتي بالعوالم الفلسفية والفكرية والفنية التي أناقشها في كتاب "الفهَّامة"، فأذكر مثلًا أن أول معرفتي بالفيلسوف الفرنسي جيل دولوز بدأت من بعض النقاشات مع أبي وأمي في صباي أثناء دراستهما للحصول على شهادة الدكتوراة. كانت أعمال دولوز تحتل رفًا كاملًا في مكتبة المنزل، وتعرفت هكذاعلى كثير منالفلاسفة الآخرين، لم أقرأ أعمالهم قبل دخولي الجامعة،ولكني عرفتهم كـ"أصدقاء للعائلة" بمعنى ما. تشعبت اهتماماتي فيما بعد، وأصبحت أقرأ فيحقول فلسفية ونظرية في كتب أبعد من المكتبة المنزلية، ولكن لا يمكن إنكار دورها في تشكيل مسيرتي الفكرية.

وفي مسألة اهتمامي بالسينما، والسينما المصرية تحديدًا، فالأمر مرتبط مباشرةً بمشاهداتنا العائلية للأفلام المصرية القديمة (بالأبيض والأسود) في كندا، سواءًعبرالفيديوهات الـ"في إتش إس"أو الـ"سي دي" والـ"دي في دي" لاحقًا، وكنا نستأجرها من المكتبات العامة في الأحياء العربية أحيانًا أومن محل فيديو صغير اسمه "اكسبرس إيف" في مونتريال.عرفت تاريخ عائلتي السينمائي منذ صغري –تاريخ كامل التلمساني وعبد القادر التلمساني وحسن التلمساني وطارق التلمساني مثلًا – ولكن لم تؤثر الحكايات العائلية عن أمجادهم على رغبتي في دراسة السينما المصرية بقدر ما أثرت مشاهدةالأفلام نفسها، وربما أثّر البُعد عن مصر في رغبتي للعودة أكثر مما أثّر الدافع العائلي نفسه.

_درست علم الاجتماع في جامعة أوتاوا بكندا، وتقيم في أكسفورد.ليتك تحدثنا عن تجربتك في السفر والدراسة والعيش بالخارج، وكيف تراها الآن بعد مرور أكثر من عقدين على الارتحال؟لماذا كان كل هذا التغريب أو الغربة حتى في علاقتك بالميديا والبشر، وتحديدًا في مصر؟

رغم أني من مواليد الدقي بالجيزة، إلا أني هاجرت ضد إرادتي الشخصية في السابعة من عمري، حيث سافر أبي وأمي إلى كندا ليستكملا مشوارهما الدراسي، وبالطبع سافرنا معهمأنا وأخي الأصغر. على عكس كثير من المثقفين المصريين والعرب الذين اغتربوا لدوافع شخصية عديدة – منها الفرار من الحرب أو العمل في الخارج أو الزواج من أجانب أو حتى الدراسة كما كان الحال مع والديّ – لم أمتلك القرار في شأن الغربة منذ البداية، وبالتالي لم أعش في الخارج مغتربًا، ولكن عشت طفلًا من أطفال المهجر ممتزجي الثقافات والعقائد.

عندما ذهبت إلى أكسفورد للدراسة، ثم بقيتلأعمل فيها إلى الآن، أعدت إنتاج سفري الأول إلى كندا، ولكن بدافع ذاتي هذه المرة، وحينها شعرت بتجربة العيش "في الخارج"، باعتبار أن إنجلترا خارجة عن وطنيّ: مصر وكندا. المفارقة هنا أني عندما ذهبت إلى إنجلترا، اقتربت أكثر من مصر عما اعتدت عليه خلال حياتي في كندا، فأثناء العقد الأخير من عمري،قسمت وقتي بين إنجلترا ومصربالتساوي تقريبًا، واندمجت في علاقات جديدة مع البلدين، أصبحت الأولى محلًاللدراسة والعمل، وأصبحت الأخرى مسقطًا متجددًا لرأسي بعد صدفة الميلاد. 

_حدثني عن أقرب الأعمال والأصدقاء لروحك وعالمك وفكرك أو مسارك الحياتي؟

لا أعرف كيف أجيب على هذا السؤال دون اختزال أو حدٍّ من أهمية صداقاتي المتعددة، ولكن يتبادر إلى ذهني أمران على الفور: الأمر الأول هو تأثير الفلاسفة جيل دولوز وتشارلز پيرس وكارل ماركس الجذري على تفكيري عمومًا، والأمرالثاني هو النقاشات الثرية الجارية التي أندمج فيها بانتظام مع أبي وأمي وجميع أصدقائي الكتاب والصحافيين والفنانين في القاهرة،الذين يجعلونني أفكر دائمًا في تأثير أعمالي أبعد من العالم الأكاديمي الغربي وأقرب للنقاشات الدائرة في مصر. 

عن شغفك بالسينما، ليتك تحدثنا عن تلك العلاقة الفريدة بعالم السينما في بنيتك ومشروعاتك الكتابية،وانتقاءاتك فيما يخص التوحد مع أعمال فيلمية بعينها، ورد مسموم كمثال؟

بدأ شغفي بالسينما منذ صغري كما أشرت، ولكن أخذت السينما تحتل اهتماماتي الفكريةعند بداية مشروعي للدكتوراة، وهو عبارة عن دراسة ميدانية للصناعة السينمائية في مصر بين عامي 2013 و2015. ركزت في رسالتي ثم في كتابي "صناعة السينما في مصر" الصادر باللغة الإنجليزية عن دار الجامعة الأمريكية بالقاهرةعلى العوامل الاجتماعية والتكنولوجية التي تشكل صناعة السينما المعاصرة، وكان لهذه الدراسة أثرهام على تكويني الشخصي قبل تكويني الأكاديمي. تعود مشاركتي في دراسة بعض الأعمال السينمائية مثل "ورد مسموم" إلى مزيج من الصدفة وكرم الصناع أنفسهم، الذين أتاحوا لي فرصة الدخول إلى عوالمهم وأفكارهم وممارساتهم. كما شرحت في مقدمة كتابي، لم أقرر العمل على هذا الفيلم أو ذاك مسبقًا، بل سعيت إلى متابعة الأفلام التي تُتاح أمامي لأدرس الصناعة من مطبخها.

عن السينما المصرية ورؤى الحداثة ومابعدها، كيف ترى السينما المصرية والعربية في عيون الآخر الغربي في كل من كندا ولندن؟ وكيف ترى ردود أفعال الثقافة المصرية والعربية في ذاكرة وعقل الآخر الغربي أو الأوروبي؟

الواقع البسيط أن الآخر الغربي لا يبالي بالسينما المصرية أو العربية، إلافي حالة بعض المتخصصين الشغوفين بالعالم العربي، حيث تتحول السينما في رؤيتهم إلى مرآة للواقع العربي، وتؤكد أو تنفي عند هؤلاء المتخصصين تصوراتهمالضمنية عن هذا الواقع.لذلك فلا يهتم غالبية الجمهور الغربي بالسينما العربية، وحين يهتم بها، لا يهتم بعالمها الفني والصناعي والتاريخي الخاص إلا بشكل طفيف، وينطبقالأمر نفسهعلى شتى المجالات الفنية من كتابة روائية ورسم وغناء إلخ. لا تزال الرؤية الاستشراقية الغرائبية للعالم العربي سائدة في أوروبا وأمريكا الشمالية، ورغم أنها لا تهيمن على المساحات الفنية والأكاديمية المتخصصة مثلًا، إلا أن الاهتمام الجادوالعميق بالثقافة العربية لا يزال قاصرًا على العالم العربي فقط. لذلك أرى تناقضًا جذريًافي الاهتمامبرؤية كندا أو بريطانيا أو فرنسا للإنتاج الثقافي المصري، إذ يعرب هذا الاهتمام عن شعور مصري بأهمية منتجاتنا الثقافية –وهو ما لا يشعر به إلا بعض المتخصصين والمغتربين في الخارج كما أشرت سابقًا– ويتجاهل الواقع القائم في جميع البلاد الغربية، وهو واقع مناللامبالاةالعامة بالشأن الثقافي المصري والعربي.

عن أصداء ما تطرحه كتابيًا وسينمائيًا، وانعكاس ذلك على القارئ المصري والعربي، هل أنت معني بمتلقي عالمك الإبداعي الكلي؟

لقطة تجمع الدكتور شهاب الخشاب بوالدته الكاتبة مي التلمساني.

الحقيقة أني حين أكتب أتخيل دائمًا جمهورًا – مثلًا، جمهور من الشباب الجامعي في حالة "الفهَّامة"، أو جمهور من المهتمين بالدراسات السينمائية في حالة كتابي عن "صناعة السينما في مصر". ولكن دائمًا ما يفاجئني تنوع وتعدد وتشعب الجمهور الفعلي لكتاباتي، فمثلًا كنت أفاجأبأن لمقالاتي الإلكترونية (وكتاب "الفهَّامة" نفسه) جمهورًا منتظمًا في مختلف الدول العربية، وتحديدًا في الخليج والمغرب العربي، رغم أني أكتب بالعامية المصرية. إنني معني بالجمهور الذي أكتب إليه بالطبع، ولكن تجربتي حتى الآن تثبت أنني عاجز عن استشراف التأثير الفعلي لكتاباتي، بعيدًا عن بعض التصورات الشخصية الهاشة. ومن معرفتي ببعض قراء مقالاتي وكتبي، لا أظن أن هناك كثيرًا ممَن يتابعون عالمي "الكلي"، ربما لاختلاف اللغات التي أكتب بها، وربما أيضًا لاختلاف الموضوعات التي أطرحها في منشورات مختلفة. ويؤدي هذا الوضع إلى بعض المواقف الطريفة أحيانًا، حين يكتشفقرائي أن "شهاب الخشاب" الذي كتب "الفهَّامة" هو "Chihab El Khachab" الذي كتب عن السينما أيضًا.

بورتريه للدكتور 

  1. ماهو جديدك القادم؟   

أعمل حاليًا على كتاب عن تاريخ وزارة الثقافة والإرشاد القومي المصرية ودورها في تأسيس مفهوم الدولة الحديثة بعد ثورة 1952. كتبت بعض المقالات عن هذا التاريخ على موقع "باب مصر"، ولعلالقارئ يجد فيها إفادةًمن حيث إعادة النظر في مؤسسات الدولة الناصرية. أتخذ في هذا الكتاب منهجًا أنثروبولوجيًا وتاريخيًا معًا، حيث أحلل الدور التاريخي الجذري الذي أدته مؤسسات الدولة الثقافية والإعلامية في تشكيل مفهوم الدولة بعد الجلاء، دون التركيز (المبالغ فيه أحيانًا) على الأفراد البارزين في نظام عبد الناصر. وأتمنى أن يصدر الكتاب خلال العامين القادمين.

شهاب الخشاب 3
شهاب الخشاب 3
شهاب الخشاب
شهاب الخشاب