رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة سياسية تكشف تفاصيل "رسائل إيران" وتهديدها المباشر للمنطقة

البحر الاحمر
البحر الاحمر

ذكرت الباحثة في العلوم السياسية والمختصة بالشئون الإيرانية د. سمية عسلة، أنه من الواضح أن إيران بدأت استخدام ترسانة الصواريخ الباليستية التي تمتلكها في محاولة لفرض الوجود واستعراض القوة العسكرية أمام الخصوم وعلى حساب المدنيين الأبرياء في أربيل وسوريا.

رسائل تنطوي على تهديد مباشر للدول

 

أضافت «عسلة»، لـ«الدستور»، أن الضربات الإيرانية بمثابة رسائل ترسلها طهران إلى كل من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ومن بعدها الدول الأوروبية رسائل تنطوي على تهديد مباشر للدول المذكورة بأن إيران ستعمل في الأيام  القادمة على جر المنطقة إلى صراع إقليمي سواء بالتدخلات الإيرانية في البحر الأحمر عبر الحوثي الذي يستهدف السفن البريطانية والإسرائيلية والأمريكية أو من خلال ما يقوم به الحوثي من قصف صاروخي باتجاه إيلات بالإضافة إلى إرسال طائرات مسيرة كان يسقط بعضها عن طريق الخطأ في المدن السياحية المصرية طابا ونويبع مدعي الحوثي بذلك أنه يساند المقاومة الفلسطينية ويدعم طوفان الأقصى ضد المحتل الإسرائيلي.

وتابعت ما يقوم به الحرس الثوري الإيراني الآن من قصف مجمعات سكنية مدنية في أربيل وسوريا،  هو رد فعل متوقع من قبل الملالي تجاه كل ما يتعرض له من ضغوط أمريكية إسرائيلية أوروبية تطالبه بعدم التدخل في الأزمة الفلسطينية الحالية وتقديم الدعم للمقاومة. ولعل الملالي اتخذ من البند 51 والمادة السابعة ذريعة في الهجوم على أربيل، مدعيًا أنه من حقه الرد على التهديدات التي تأتيه من هذا الاتجاه.

وأشارت «عسلة» إلى أن ما ينسف صحة ادعاءاته هو أنها المناطق التي استهدفها الحرس الثوري هي مجمعات سكنية بعيدة كل البعد عن القواعد العسكرية الأمريكية.

وذكرت الباحثة السياسية أن إيران تتخذ من سوريا والعراق مسرحًا لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة وإسرائيل خصوصًا بعد المسرحية الهزلية التي تمت في البحر الأحمر مؤخرًا باستهداف بريطانيا وأمريكا مواقع حوثية خالية من الجنود والمعدات العسكرية، ما اعتبرته إيران اعتداء على إحدى الأذرع التابع لها في المنطقة، وفي اليمن تحديدًا ما دفع بالملالي لتوسيع رقعة الحرب، مدعيًا استهداف المصالح الأمريكية في العراق وسوريا كنوع من الضغط العسكري على الولايات المتحدة والتهديد باتساع رقعة الحرب خارج غزة لتشمل البحر الأحمر والدول الواقعة تحت السيطرة والنفوذ الإيراني ومنها العراق وسوريا ولبنان واليمن. ليصبح الصراع إقليميًا مستغلة بذلك إيران أتقنها وجاهزيتها لحروب الممرات المائية التي بدأت منذ عام 2018 باستعراض مهارات القرصنة الحوثية في مضيق هرمز بتدريب ودعم إيراني حين تم الاعتداء على ناقلة النفط الإماراتية في ميناء الفجيرة والسفن العابرة لمضيق هرمز.

مسرحية معد لها على الصعيد السياسي والعسكري 

أوضحت أن ما يحدث من تصعيد متبادل ما بين إيران من ناحية وأمريكا وبريطانيا من ناحية أخرى ما هو إلا تمثيلية معد لها مسبقًا على الصعيد السياسي والعسكري وفق ما أشارت إليه الصحف الأمريكية ومنها صحيفة وول ستريت جورنال وواشنطن بوست والتي كانت تحذر الحوثي من ضربات أمريكية مرتقبة لقواعده في اليمن، بل وصل الأمر حد تسريب المعلومات عبر صحف أمريكية بموعد القصف الأمريكي للمواقع الحوثية لإتاحة الفرصة لأنصار الله التابعة لإيران بإخلاء هذه المواقع من الجنود والعتاد العسكري لتقليل الخسائر بأكبر شكل ممكن، مشيرة إلى أن هذا يعود بنا إلى عام 2020 خلال نفس المسرحية الهزلية المماثلة حين استهدفت الولايات المتحده قاسم سليماني وقتلته عبر مسيرة  في العراق، حيث قامت إيران بإعطاء الأمريكان الإحداثيات التي سيقوم الحرس الثوري باستهدافها وقامت الولايات المتحدة حينها بإخلاء تلك القواعد من الجنود الأمريكان والمعدات العسكرية المهمة لتلافي خسائر كبيرة.

واختتمت أنه من حق العراق وسوريا التصعيد قضائيًا ضد إيران بعد هذه الهجمات وقد لوح رئيس وزراء العراق دكتور محمد السوداني بأن ما حدث هو اعتداء سافر على سيادة بلده العراق ولم يستهدف أي مواقع أمريكية على عكس ما دعته إيران وأن الدولة العراقية ستكون قريبًا بتصعيد ملف الاعتداءات الإيرانية إلى مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات لازمة ضد إيران في المنطقة.