رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر.. وأكاذيب إسرائيل

توقفت قليلا وأنا أتابع فريق الدفاع الإسرائيلي يدلو بالكذبة تلو الأخرى أمام محكمة العدل الدولية في محاولات يائسة منه لتبرئة حكومته من تهمة الإبادة الجماعية لشعب فلسطين، والتي يمارسها بوحشية في قطاع غزة أمام العالم أجمع.

في البدايه أنكر التهمه وادعي أنها قلبا للحقائق وأن إسرائيل هي من تتعرض للإبادة الجماعية من كل الشعوب العربية والفارسية التي حولها.

وعند مواجهته بقيام حكومته وجيش بلاده بمنع وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، بل وقطع المياه والكهرباء والإنترنت عن قطاع غزة أنكر كل ذلك بالأمس أمام محكمة العدل الدولية وادعي كذبا أن مصر هي المسئولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في إشارة وقحة بأن مصر تسرق تلك المساعدات الخارجية من دول العالم وتحتفظ بها لنفسها.

وهنا أعلن السيد/ ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية والمتحدث الرسمي باسم الدولة في بيانه القوي أمس أن القاهرة تنفي بصورة قاطعة مزاعم وأكاذيب فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بأن مصر هي المسئولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من الجانب المصري لمعبر رفح.

وكان عضو فريق الدفاع عن إسرائيل المحامي كريستوفر ستاكر قد قال في مرافعته أمام المحكمة الجمعة الماضي إن دخول غزة من مصر هو تحت سيطرة مصر.. وإن إسرائيل ليست ملزمة بموجب القانون الدولي أن تتيح الوصول إلى غزة من أراضيها.

وأضطر السيد ضياء رشوان لاحقا، في مقابلة مع قناة "إم بي سي مصر" أن يوضح التزام مصر التام بالأمانة القانونية وتعزيز الاستقرار في المنطقة وأن مصر لم تقم بغلق معبر رفح يومًا واحدًا منذ نشوب الأزمة في ٧ أكتوبر الماضي.. وأن مصر تلتزم تمامًا بأمن الحدود وحق الدول في حماية حدودها.

إن سيادة مصر تمتد فقط على الجانب المصري من معبر رفح بينما يخضع الجانب الآخر منه في غزة لسلطة الاحتلال الفعلية، وهو ما تجلى فعليا في آلية دخول المساعدات من الجانب المصري إلى معبر كرم أبو سالم الذي يربط القطاع بالأراضي الإسرائيلية، حيث يتم تفتيشها من جانب الجيش الإسرائيلي قبل السماح لها بدخول أراضي قطاع غزة علما بأن مصر أعلنت عشرات المرات أن معبر رفح من الجانب المصري مفتوح بلا انقطاع مطالبين الجانب الإسرائيلي بعدم منع تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع والتوقف عن تعمد تعطيل أو تأخير دخول المساعدات بحجة تفتيشها.

وقد شهد علي ذلك العديد من كبار مسئولي العالم وفي مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة عندما زاروا معبر رفح من الجانب المصري ولم يتمكن واحد منهم من عبوره إلى قطاع غزة نظرا لمنع الجيش الإسرائيلي لهم أو خوفهم على حياتهم بسبب القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع.

الأكاذيب لن تجدي في مواجهة الحقائق الدامغة التي شهدها ويشهدها العالم أجمع عبر الشاشات والصدق منجاة لو آمن بذلك قائله.