رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محور "فيلادلفيا".. تحديات الأمن والاستقرار في قطاع غزة تجمع إسرائيل ومصر

أرشيفية
أرشيفية

عندما يتعلق الأمر بالصراع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، يظهر محور “فيلادلفيا” كمكون استراتيجي حاسم لكل من إسرائيل ومصر، ويطلق على هذا المحور أيضًا اسم محور صلاح الدين، وهو شريط يمتد على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

يتمتع المحور “فيلادلفيا” بأهمية استراتيجية بسبب موقعه الجغرافي والتحديات الأمنية التي يواجهها، يقع المحور ضمن المنطقة "د" العازلة، وفقًا لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل في عام 1979، يمتد هذا المحور من البحر المتوسط شمالًا إلى معبر كرم أبو سالم جنوبًا، على مسافة تقدر بحوالي 14 كيلومترًا.

ووفقًا لاتفاقية السلام، تفرض قيودًا على نشر القوات على جانبي الحدود، بما في ذلك الجانب المصري للمحور “فيلادلفيا”، وقد كانت إسرائيل تسيطر على هذا المحور كجزء من سيطرتها على المنطقة "د"، حتى انسحبت من غزة وسلمته للسلطة الفلسطينية في عام 2005، فيما عرف بخطة "فك الارتباط".

تقسيم شبه جزيرة سيناء ومحور فيلادلفيا وفق اتفاقية كامب ديفيد

مع ذلك، لا تزال هناك تحديات أمنية تتعلق بمحور “فيلادلفيا”، وتقوم مصر بنشر قوات محدودة على جانبها من المحور لمنع عمليات التسلل والتهريب، وهذا يعكس التزامها باتفاقية السلام والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

وفي الأشهر الأخيرة، ظهرت تقارير صحفية تشير إلى خطط إسرائيلية لبناء جدار تحت الأرض في منطقة المحور “فيلادلفيا”، يهدف هذا الجدار إلى تعزيز الأمن ومنع التهريب وحماية الحدود، من المهم أن نلاحظ أن هذه التقارير ليست مؤكدة بشكل رسمي، ولكنها تشير إلى التحركات الأمنية المحتملة في المنطقة.

بصفة عامة، يمثل محور “فيلادلفيا” تحديًا استراتيجيًا لكل من إسرائيل ومصر، حيث يتعين عليهما التعامل مع التهديدات الأمنية والتحديات الإقليمية في تلك المنطقة الحساسة.

مصر ترفض انتهاك سيادتها

يكشف الخلاف المصري الإسرائيلي حول محور “فيلادلفيا” عن التنافس على النفوذ في هذه المنطقة الاستراتيجية بعد الحرب الأخيرة على غزة، فقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن "تل أبيب" طلبت من "القاهرة" السماح بنشر أجهزة استشعار وطائرات مراقبة دون طيار على طول المحور، بهدف منع حركة حماس من إعادة بناء أنفاق التهريب باتجاه غزة، ورفضت مصر تسليم الكيان المحتل التحكم المباشر بأجهزة المراقبة والاستعانة بطائراتها، معتبرة ذلك انتهاكًا لسيادتها.

وذلك في الوقت الذي صرّح فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخرًا بأن السيطرة على المحور ضرورية لتحقيق نزع سلاح المقاومة، إلا أن مصر ترى أن المحور جزءً من سيادتها، وتخشى منح "تل أبيب" مزيدًا من النفوذ في هذه المنطقة الحساسة، ما يشير إلى وجود تباين في المصالح بين البلدين عقب المواجهة العسكرية الأخيرة مع حركة حماس.

وعن ذلك، قال حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تدوينة له عبر منصة "إكس": "تصريح نتنياهو بالعودة الإسرائيلية للسيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح في الجانب الفلسطيني وخلق مناطق عازلة وترتيبات أمنية جديدة دليل واضح على قرار عودة الاحتلال بالكامل وتدمير للاتفاقيات مع مصر، وكما قلنا سابقًا إنهاء كل الاتفاقيات مع منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا يستوجب قرار فلسطيني عربي موحد لمواجهة تداعيات هذه الحرب العدوانية ومحاولات نتنياهو فرض وقائع جديدة جراء هذه الحرب".

تصريح حسين الشيخ أمير عبر منصة X

خلافات منذ 2006

الخلافات على هذا المحور، بدأ بعد توقيع مصر "بروتوكول فيلادلفيا"، عام 2005، وبموجبه لا يتم إلغاء أو تعديل اتفاقية السلام، التي تحد من الوجود العسكري للجانبين في تلك المنطقة، إلا أن هذا البروتوكول سمح لمصر بنشر 750 جنديًا على امتداد الحدود مع غزة، وهي ليست قوة عسكرية بل شرطية لمكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود.

وفي عام 2007، سيطرت "حماس" على ممر "فيلادلفيا" بعد سيطرتها على غزة، وحفرت مئات الأنفاق تحته لتهريب السلع والسلاح من مصر إلى غزة، ومنذ ذلك الوقت أحكمت مصر قبضتها الأمنية عليه.