رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انهيار كامل.. ما تكلفة الحرب التي تكبدها جيش الاحتلال للقضاء على المقاومة الفلسطينية؟

الاحتلال
الاحتلال

لا تزال دولة الاحتلال تحاول إقناع العالم أنها قادرة على السيطرة على المقاومة الفلسطينية، وأنها لن تُهزم من قبل عناصر غير نظامية، وذلك رغم تكبدها خسائر فادحة في تلك الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي، والتي عرفت باسم "طوفان الأقصى"، فجيش الاحتلال فشل في تحقيق الهدف الأساسي الذي أوهم به العالم أنه السبب في كل تلك الفوضى، وهو القضاء على حركة "حماس" وعناصرها، والتي وصفوها بـ"الإرهابية"، ووصلت خسارته المادية ما يقرب من 59.35 مليار دولار، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

في السطور التالية، نحاول كشف النقاب عن الخسارة التي تكبدها جيش الاحتلال في الحرب على غزة، مع دخوله في الشهر الرابع على محاولاته إنهاء الحرب لصالحه.

تقرير "يديعوت أحرونوت": ارتفعت التكلفة الإجمالية للحرب إلى 60 مليار دولار

في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في 7 يناير الجاري، بعنوان: "الحرب الأغلى – وأهداف إسرائيل لم تتحقق بعد.. صورة للوضع بعد ثلاثة أشهر"، وفيها تم وضع مخطط كامل للخسائر التي تكبدتها إسرائيل خلال الفترة الماضية، حيث ارتفعت التكلفة الإجمالية للحرب إلى 217 مليار شيكل (59.35 مليار دولار)، وبلغ تكلفة اليوم القتالي الواحد مليار شيكل (270 مليون دولار)، ونظرًا للتسريح الجماعي لعشرات الآلاف من الجنود في الأيام الأخيرة بلغت التكلفة حاليًا 600 مليون شيكل (164.11 مليون دولار) يوميًا، كما تم دفع 300 شيكل يوميًا لكل جندي احتياط فبلغت 9 مليارات شيكل، كما وصلت التعويضات للشركات المتضررة إلى 10 مليارات شيكل، أيضًا وصلت أضرار الممتلكات في المستوطنات الحدودية إلى 5-7 مليارات شيكل، أيضًا تكبدت أضرار ممتلكات غلاف غزة 15-20 مليار شيكل، ووصل دعم النازحين الإسرائيليين مليارات الشواكل، وكل تلك الخسائر أدت إلى عجز ميزانية الدولة بلغ 111 مليار شيكل.

مركز بحوث استراتيجية: التحول ملموس في مواقف الرأي العام العالمي

وبحسب مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، المعني بتشخيص وتحليل الأوضاع السياسية والأمنية في العالم العربيّ، أنه على الرغم من التحول الملموس في مواقف الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية إبّان الحرب الأخيرة على غزة، إلا أن هذا التحول لم يصل بعد مؤسسات الحكم في الدول الغربية، كما لم تتمكن روسيا والصين من إحداث تغيير جوهري في الموقف الدولي الداعم لإسرائيل، وكان الحراك العربي والإسلامي أقل مما يلزم للتأثير على مجريات الحرب.

لذا، سيتحدد مصير هذه الحرب بقدرة الفلسطينيين على الصمود في وجه الاحتلال على المدى الطويل، وستكون للتحولات في الرأي العام أثرها، كما أن شكوى جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية تُعد خطوة مهمة، على الرغم من تقاعس الدول العربية والإسلامية.

بيان لـ"القسام": حددنا عدد خسائر عدونا 

وبحسب بيان لكتائب القسام، في 5 يناير الجاري، أوضحت عدد من الخسائر العسكرية التي كبدتها لجيش الاحتلال، والتي يحاول الاحتلال إخفاء الأعداد الحقيقية لها، فذكر البيان أن المقاومة استهدفت 9 آليات إسرائيلية في شرق التفاح بغزة وأجهزت على جنود بعدما اشتبكوا معهم، كما استهدفت تجمعًا لآليات الاحتلال في خان يونس بقذائف الهاون، أيضًا استُهدفت 3 دبابات إسرائيلية في منطقة معن بخان يونس بصواريخ الياسين والتندم، وفجرت المقاومة عبوات ناسفة بقوتين إسرائيليتين في الزنة وأوقعت إصابات، إلى جانب استهداف ناقلة جند إسرائيلية في الزنة بصاروخ الياسين، كما استُهدفت جرافة إسرائيلية في خزاعة بصاروخ الياسين، وتم تفجير حقل ألغام إسرائيلي في خزاعة أسفر عن إصابات، إلى جانب إصابة 14 جنديًا إسرائيليًا خلال 24 ساعة، واستمرار إطلاق الصواريخ من غزة رغم القصف الإسرائيلي.

باحث اقتصادي: إسرائيل ستضطر للاستدانة لتغطية خسائرها

وعن تلك الخسائر، تحدث الدكتور إلهامي الميرغني، الباحث الاقتصادي، أن إسرائيل تكبدت خسائر اقتصادية فادحة، حيث تم استدعاء 350 ألف من قوات الاحتياط منذ بدء العمليات العسكرية، وهو ما يمثل 8% من قوة العمل، وقدر البنك المركزي الإسرائيلي تكلفة نقص العمالة بحوالي 600 مليون دولار أسبوعيًا، مما يعني أن إسرائيل تكبدت منذ بدء الحرب خسائر باهظة بلغت 4.2 مليار دولار بسبب تعطل الإنتاج وغياب العمالة.. 

وأوضح "الميرغني"، في حديثه، أنه أيضًا بلغت الخسائر في الممتلكات بالمستوطنات ما يقرب من 17 مليار شيكل أي ما يوازي 4.5 مليار دولار، إضافة إلى تضرر قطاعات السياحة والترفيه والمطاعم بشكل كبير. وساهمت الحرب في زيادة الدين العام الإسرائيلي مجددًا بعد أن تحسن قليلًا في عام 2022، مشيرًا إلى أن، شركة (CEIC Data) المختصة في تحليل اقتصادات دول العالم، قدّرت ديون إسرائيل بـ294.7 مليار دولار في ديسمبر 2022، مقارنة بـ335.7 مليار دولار في عام 2021، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق، وبذلك تعود إسرائيل للاستدانة لتغطية خسائر طوفان الأقصى.