رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب نبيل عمر: المصريون تمسكوا بقيمهم وإنسانيتهم رغم ما تعرضوا له من ظلم الغزاة الأجانب على مدار التاريخ

الكاتب الصحفى نبيل
الكاتب الصحفى نبيل عمر

- أكد رفضه مساواة الحضارة المصرية القديمة بالرومانية أو الإغريقية

- الغزو العثمانى لأرض الكنانة أفسد شعبها ونشر بينه ثقافة الاتكالية واللامبالاة وخطف أمهر الصنعة المصريين

- تجربة محمد على فشلت لأنه انتقى شريحة من المجتمع وتعهدها بالتحديث والتطوير وأهمل باقى الجسد المصرى

- المصريون تنقصهم الآن الجدية و«الواسطة» أفسدت المجتمع وأصبحت ظاهرة تعوق تقدمه

- المساواة لا تعنى أن يحصل من ينام فى بيته على مزايا المرابط على الجبهة لكن أن يتساويا أمام القانون وفى ميزان الإنسانية

الكاتب الصحفى نبيل عمر يعتبر واحدًا من أبرز الكتّاب الصحفيين، عمل فى مجال الصحافة لأكثر من أربعين عامًا، وقدم مساهمات كبيرة فى نشر الوعى والتغيير الاجتماعى، تخصص فى الكتابة عن القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية، كانت له نبرة فريدة وأسلوب كتابة مميز، يمزج بين الشجاعة والأسلوب الأدبى والرؤية الثاقبة، اشتهر بمواقفه الجريئة والمثيرة للجدل فى كتاباته.

له العديد من المقالات السياسية فى عدة صحف، منها «روزاليوسف، الأهرام، المصرى اليوم، اليوم السابع، الوفد، الوطن، صوت الأمة، المقال، الفجر، التحرير، البيان»، له إرث مهم فى مجال الصحافة، حيث عرف بشجاعته وحرصه على نقل الحقيقة، وما زالت كتاباته تلهم وتثير النقاش فى الوقت الحاضر.

له دور بارز فى تغطية الأحداث السياسية والاجتماعية فى مصر، قدم رؤى وتحليلات جادة لمجموعة متنوعة من القضايا المهمة، فهو أحد الأصوات البارزة فى المشهد الصحفى المصرى، وقد حاز عدة جوائز وتكريمات لعمله الصحفى المتميز.

 

■ ما الذى تفتقده فى الشخصية المصرية؟

- ظروف عملى جعلتنى أتعرف على الشخصية المصرية من أدنى القاع لأعلى مستوى، لأننى من طين الأرض، ومساحة الثقة بينى وبين الأفراد تكون موجودة من أول لحظة، ونتحدث كأننا نعرف بعضنا البعض منذ ألف عام.

الشخصية المصرية ينقصها الالتزام والجدية، لأنه توجد حالة من عدم الجدية، ونحتاج أن نكون «جد جدًا» وملتزمين، وهذا تراث قديم وليس جديدًا، خاصة مع انتشار فكرة «أنا ابن مين فى المجتمع»، والإحساس بأن هناك تفاوتًا فى مؤسسة الدولة وهذا منذ عقود طويلة، ويوجد أناس تشعر بأن لها مكانة مميزة وهذا موجود بأى مجتمع، ولكنها تكون هوامش ولكن فى مصر ظاهرة. فكرة ثقافة المساواة وتكافؤ الفرص لا نتمتع بها فى المجتمع بدرجة عالية، وهذا جعلنا نفتقد الجدية والالتزام، وهناك أناس من الممكن بالواسطة لا تؤدى عملها بشكل مميز وتأخذ امتيازات.

■ ما مفتاح الشخصية المصرية؟ 

- مفتاح الشخصية المصرية هو العدالة، «ماعت» عند القدماء المصريين، وهى تراث مصرى أصيل من الحضارة المصرية التى لا نظير لها إنسانيًا، فالحضارة المصرية القديمة لا يوجد لها مثيل، سواء كانت إغريقية أو رومانية أو غيرهما، لأنه كان يوجد بهما عنف، أما الحضارة المصرية فكانت تحترم الإنسان والحيوان، والحياة بشكل مطلق.

تركيب الشخصية المصرية القديمة هو التساوى فى الحقوق والواجبات، ويوجد فارق بين المساواة الإنسانية والوظيفية، فكل وظيفة لها دور ومزايا وظيفية وليست إنسانية، فلا توجد مساواة بين الشخص المقاتل على الجبهة وبين من ينام بمنزله، وبين مدير المستشفى والحارس عليها، أما فى التعامل الإنسانى والقانونى فالجميع على قدم المساواة، مثل الوزير ومدير المستشفى، وهذا هو المفتاح الحقيقى للشخصية المصرية، ولو تم ذلك لتحول المصريون لعمالقة، وستخرج منهم طاقة هائلة، لأنه عندما يشعر المصرى بالعدالة يشعرك بأنه مختلف.

■ متى اختل ميزان الشخصية المصرية بمصر؟

- ميزان الشخصية المصرية اختل منذ فترات طويلة، أى قرون، مصر بعد الحضارة المصرية القديمة تعرضت للاحتلال كثيرًا وتعرض المصريون للمظالم، ولكن المصريين بينهم وبين بعضهم كانوا متساوين، وأن ما عمق الفارق بين المصريين هو الاحتلال العثمانى، لأنه عاش فى مصر كثيرًا وأخذ خيراتها، واصطفى من المصريين جماعة لخدمته والقيام بمصالحه.

الاحتلال العثمانى كان غزوًا لمصر ورسّخ لفكرة عدم العدالة فى تعامله مع المصريين، وفكرة أن تغزو دولة وتحول ناسها لشغيّلة فهذا غزو، فعندما احتل مصر أخذ كل الأسطوات ونقلهم لبلده، ولو أن هذه الخبرات تراكمت عبر السنوات لكان وضع مصر مختلفًا الآن، فلا توجد ديانة تحتاج إلى فتح، فالمسلمون لا يغزون العالم الآن، لأن الإسلام هو الأكثر انتشارًا فى العالم دون غزوات، والدين الإسلامى ينتشر رغم أننا متهمون بأننا إرهابيون ولا نحترم المرأة، ورغم أن أرضنا محتلة، ورغم أن كل هذا مخالف للإسلام، فلا يوجد دين يحتاج لغزو، وهذا يحتاج منا لقراءة التاريخ بشكل صحيح.

■ لدينا تجارب فى تاريخنا الحديث، وتجربة جمال عبدالناصر هزمت لأن هناك مؤامرة على مصر.. فما تعليقك؟

- لا توجد دولة بالعالم لم تتعرض لمؤامرة، لأنها جزء من حركة التاريخ منذ بدء الخليقة، فإنجلترا وفرنسا تآمرتا على نصف العالم، حيث إن الصين والهند، اللتين هما أكبر دولتين سكانًا فى العالم، تعرضتا لعشرات المؤامرات.

وبالنسبة لتجربة تنمية محمد على فإن اليابان بدأت بعدها بثلاثين عامًا وحاربت فى كل آسيا وطوال الوقت، فلماذا أكملت ولم تكمل مصر؟، لأن تجربة محمد على كانت قائمة على تجربة الشريحة، فقد عمل على شريحة للمجتمع المصرى، وعمل ترسانة حربية وجيشًا وقوات من الخارج لمساعدة الجيش المصرى وإقامة كليات الطب، أما باقى المصريين فكانوا خارج التجربة، فهذه تجربة شريحة، والمجتمعات تنمو عندما تتحول الشريحة لتيار عام، ولم يحدث أن تحولت الشريحة التى تم تحديثها لتيار عام.

الحضارة نمط التفكير والعمل، ولذا يجب أن يكون الإنسان منتجًا لأدوات الحضارة وليس مستهلكًا لها، والحضارة مسألة مختلفة تمامًا، ولا بد أن يكون التيار العام هو القائم على الثقافة والوعى حتى ينتقل لغالبية المجتمع، فالتيار العام تصدع بنمط التحديث، وهو التفكير بطريقة مختلفة، وكيف يرى الشخص نفسه والآخرين والعالم، وكيف يتعامل معهم، وهذا معنى الثقافة الحقيقى، فالمعلومات تكون لها قيمة حين تستخدم ويتم تحويلها لفعل فى حياتك، وإذا لم تتحول فتكون كراكيب لا قيمة لها، وأى معلومة لا قيمة لها إلا إذا تم تحويلها لفعل فى الحياة.

الإنسان، سواء كان هذا الإنسان مواطنًا عاديًا أو مسئولًا كبيرًا أو مسئولًا متوسطًا أو مسئولًا صغيرًا، تكون حياته عبارة عن قرارات يتم اتخاذها وفق معلومات، والبشر فى حالة الثقافة الواعية تكون قراراتهم جميعها أقرب إلى الصحة، فالحياة تتقدم إلى الأمام، ولكن إذا كانت تلك القرارات قريبة إلى الخطأ يكون هنا من الصعوبة التقدم لخطوة واحدة.

■ هل تجربة محمد على أو تجربة إسماعيل أو تجربة عبدالناصر يمكن أن نطلق عليها «مشروع»؟

- التجارب السياسية السابقة كانت بمثابة مشروعات غير مكتملة، حيث يمكن أن نطلق على التجربة «مشروع» فى حال توافرت ثقافة جديدة، وطفرة فى نمط الإنتاج، فالثقافة تكون مرتبطة برؤية الحياة التى هى ثقافة تبنى قيمًا، وتتميز الثقافة فى القرون الوسطى بعدم تحديد الوقت بشكل قطعى، لكن الثقافة فى العصر الحديث مرتبطة بعاملى الوقت والتاريخ، فضلًا عن الإتقان، الذى يعتبر ثقافة، سواء كان عليه رقيب أم لا.

■ هل التغيير الثقافى يؤدى إلى تغيير فى بعض المفاهيم والقيم المجتمعية؟

- نعم تغيير الثقافة يؤدى إلى تغيير بعض القيم الخاطئة فى المجتمعات، فالثقافة لا تتعلق بوجود رقيب من عدمه، ويمكن القول إنه منذ تجربة محمد على حتى اليوم لم تتغير ثقافة المجتمع المصرى، وتطوير الثقافة لا يعنى قطع الصلة مع الهوية، لكن يعنى تطوير الثقافة؛ حيث يأخذ من المتغيرات القديمة، منها الدين والعادات والتقاليد، ثم تحدث تكملة وتوسيع فى هذه الثقافة، فالإتقان والمثابرة ومكافأة المجتهد جزء من ثقافة المجتمع، فالثقافة مرتبطة بالقيم، ولا بد من عمل تغيير ثقافى حقيقى، ويجب الإشارة فى الحديث إلى أنه لا يوجد مجتمع يستطيع عمل مشروع حضارى دون التصنيع فى العصر الحديث، فالتصنيع هو صناعة أدوات الإنتاج، وكانت البداية مع محمد على بالتقليد ثم التطوير، ثم التكملة والتوسع.

المشاركة فى أدوات الإنتاج تتيح للدولة مزايا نسبية فى قطاع الإنتاج، وهنا تكمن الإشارة إلى أن مصر بها كميات كبيرة من الرمال النقية التى يمكن استخدامها فى مهام عدة، مثل بناء العقارات، ولكن استخدام الرمال فى الصناعة عندما تتحول إلى خلايا إلكترونية وخلايا شمسية ستأتى بمليارات الدولارات، لذا تغيير نمط الإنتاج أمر مهم من أجل التطوير والتحديث ومواكبة العصر.

الاتجاه نحو تطوير الإنتاج فى ظل الثقافة القديمة يختلف بشكل جذرى عن العاملين بالثقافة الحديثة، ويمكن التأكيد على أنه لا يحدث عمل مشروع شامل بثقافة وقيم قديمة، وهذا التغيير يتم وفق أدوات واضحة ومعروفة، وتكون كفاءة العامل فى الأداء مختلفة كثيرًا عن العامل الأوروبى، أو العامل الأمريكى الذى يعمل بالثقافة الحديثة، ويكون راتبه ١٥ ألف دولار، لأنه يعمل بثقافة مختلفة، لذلك من المحزن للغاية أن يكون فى مصر العظيمة إجمالى الصناعة بين ١٤٪ و١٦٪ من إجمالى الناتج القومى، لذا نعانى من أزمة الدولار، ولا بد من تغيير الثقافة وتطوير نمط الإنتاج، لأنهما مهمان للدولة المصرية خلال الفترة المقبلة، من أجل النهوض بالصناعة القومية.

أما قيم المجتمع الزراعى والتجارى فمختلفة عن القيم الصناعية، حيث الثانية الواحدة لها قيمة فى الحفاظ على الإنتاج وعلى حياة المواطن ذاته، لذا من أولى قيم التصنيع الدقة، وهذه الدقة تؤدى إلى تغيير فى الثقافة، منوهًا بأنه تم ارتكاب بعض الأخطاء فى تجربة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكانت المؤامرة من أول الأسباب التى أدت إلى فشل تجربته عام ١٩٦٧، لذلك نقيس تجربة الخطة الخمسية الأولى التى نجحت بامتياز ونقلت مصر نقلة كبيرة، حيث كانت مظاهر النهضة واضحة بصورة كبيرة آنذاك.

ويجب أن أبرهن على صحة الحديث بهذه الواقعة التى تعرضت لها منذ الطفولة، عندما انتقلت من إحدى قرى الريف إلى العاصمة القاهرة لتكملة مشوارى التعليمى أثناء المرحلة الابتدائية، حدث معى بعض الغرائب، منها أن أحد المدرسين داخل مدرسة القاهرة تعمد أن يكتب لى «غشاش» رغم حصولى على الدرجات النهائية فى الاختبارات، وذلك بسبب اعتقاده أننى أقوم بالغش من الطلاب الموجودين فى الفصل، ولكن بعد حرصى على الجلوس بمفردى وحصولى على الدرجة النهائية فى مادة الرياضيات، قام هذا المدرس بالاعتذار لى أمام الجميع، ولهذا التعليم فى الريف فى هذا التوقيت كان يتجه نحو النهوض الفعلى.

■ ما أبرز المواقف التى واجهتها فى مرحلتك الابتدائية؟

- واجهت ظروفًا عائلية معقدة فى الصغر، خاصة فى الصف الخامس الابتدائى، وتغيبت على إثرها من المدرسة ٢٧ يومًا، وكتبتها فى روايتى «زوجات أبى»، وكان هناك مدرس اسمه «سمير» فى مدرستنا، وكان يسأل عن عنوانى دائمًا، وحين لاحظ تغيبى فترة طويلة جاء ليقابل والدتى فى الوقت الذى كنت أعيش فيه بمنزل زوجة والدى، والمدرس أخبر والدتى بأننى متغيب عن المدرسة منذ ٢٧ يومًا، ومن المقرر أن يصدر قرار بفصلى نهائيًا، ويجب أن أعود لأن مستقبلى سيكون جيدًا، لأكتشف أن هذا الشخص هو من أنقذ حياتى من خلال ذلك الموقف النبيل. والدتى جاءت إلى المنزل الذى أقطن به، وضربتنى بكل قسوة من أجل العودة إلى المدرسة مرة أخرى، ثم انتظمت بالفعل فى المدرسة، واكتشفت مع الوقت أن المدرس اتفق معها على شراء «نوتة»؛ ليقوم بالإمضاء عليها يوميًا بأننى ذهبت إلى المدرسة، أو تغيبت، وهذا القرار الذى اتخذ بينهما يدل على الشخصية المصرية وقيمها فى مجتمعنا، حيث قامت والدتى بقطع الورقة التى يقوم المدرس بالإمضاء عليها يوميًا، لتعلم أننى حضرت، لأنها كانت غير متعلمة، وهذه الثقافة والوعى كانا من القيم السائدة خلال فترة الستينيات، لذلك فإن التقدم أو التحديث أو أى مشروع حضارى دون تغيير ثقافة أو نمط الإنتاج، سيكون صعبًا جدًا. 

■ كيف ترى تغيير نمط المجتمع فى الصين بعد الثورة الثقافية الصينية؟

- الصين استطاعت إجراء نقلة حضارية كبيرة فى وقت متأخر للغاية، خاصة بعد أن سبقتها فى ذلك اليابان، لكن حتى وهى فقيرة قبل ذلك الأمر كانت تغير نمط الثقافة بين الصينيين، فالشعب الصينى كان مدمنًا لمخدر الأفيون، وكان أيضًا متأثرًا للغاية بالاستعمار الذى أجبره على عدم العمل والسيطرة على ثروته الخاصة.

الصين كانت دولة فقيرة للغاية، والبؤس كان يجتاح الريف الصينى بشكل كامل، لكن الثورة الثقافية غيّرت مجرى الحياة لديهم، وإذا نظرنا اليوم إلى الصين سنرى كيف تمكنت من إنشاء قطارات تسير على الطرق الطبيعية، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعى بين الآلات وبعضها، ويحدد مسار القطار على الأرض دون قضبان، لذا فإن تغيير الثقافة فى الصين جاء فى اللحظة التى قررت فيها إجراء تغيير نمطى للإنتاج، حين اكتشفت أن الإنسان هو من يستطيع فعل ذلك، لكن التيار العام فى مجتمعنا لم يصل أبدًا إلى هذه الدرجة، رغم أن الفرصة جاءته بعد تجربة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ولكنها لم تكتمل بعد الانفتاح؛ حيث اتجهنا فى طريق آخر نحو الاستهلاك الواسع.

■ ما الفرق بين التعليم والتعلم؟ وما تأثيره على الثقافة؟

- المستهلك يستهلك حتى قيمه، بمعنى أنه مع استمرار استهلاكك شيئًا ما، قيمك نفسها يتم استهلاكها، كما حدث فى الفترة السبعينيات، حين استهلك الشعب المصرى قيمه التى اكتسبها من خلال فترة النمو، خاصة حين تحول المصريون إلى مجتمع استهلاكى، وهنا لا نقصد استهلاك السلع فقط، فالأمر يبدأ باستهلاك السلع ثم القيم بالإكراه، تخيل أن مصر العظيمة مع نهايات القرنين التاسع عشر والعشرين بدأت تتحدث عن سعر الزيت والسكر والشاى وطابور العيش. 

زيادة السكان فى مصر تعتبر ثقافة أيضًا، وتتطلب تغييرًا كبيرًا، وإذا لم نستطع تغيير ثقافة المجتمع بأكمله لن يتغير شىء آخر، وهناك أيضًا ثقافة العمل والصحة، مثل ثقافة استخدام المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، وهناك تعليم دون ثقافة من أجل الشهادة، أما التعليم من أجل المعرفة فيندرج تحت مسميات الثقافة أيضًا، وهنا الفارق الكبير بين التعليم والتعلم؛ لأن أهمية التعليم تأتى من ترتيب العقل، وليس كيفية حفظ المعلومات المقدمة لك فقط، وذلك ما يساعد فى بناء نمط تفكيرى داخل عقل الإنسان، الذى سيتمثل فى كل أنواع الحياة، وليس فقط فى الجبر أو الهندسة.