رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منتجو الدواجن: السوق تحتاج لمضاعفة الأمصال لحماية إنتاج «الدورة الشتوية»

الدواجن
الدواجن

حذر اتحاد منتجى الدواجن من نقص أمصال ولقاحات الدواجن فى الأسواق، وارتفاع أسعارها بنسبة ٧٥٪، بالتزامن مع فصل الشتاء. وأوضح بعض العاملين فى قطاع الإنتاج الداجنى أن هذا النقص فى اللقاحات يأتى فى وقت حساس للغاية، لأن قدرة الدواجن على مقاومة الأمراض تكون ضعيفة للغاية خلال فترة الشتاء، ما يرفع معدلات النفوق. ويمثل الإنتاج المحلى من اللقاحات نحو ١٠٪ فقط من احتياجات السوق، التى توفرها ٣ مصانع فقط، فيما يجرى الاعتماد على ٩٠٪ من عمليات الاستيراد، والتى تضررت بشكل كبير بسبب انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار. وقال العاملون إن نقص اللقاحات سيتسبب فى انتشار الأمراض بين الدواجن، خاصة الأمهات، وسينعكس بالتبعية على القطاع ككل، سواء فى التسمين أو البياض، خلال وقت قصير. وشددوا على أهمية تطوير سلالات محلية من الدواجن تكون منافسة للسلالات المستوردة؛ لرفع إنتاجيتها وتعزيز مقاومتها الأمراض، مؤكدين أهمية توفير الأعلاف ومراقبة تداول خامات الأعلاف المستوردة فى السوق، لضمان وصولها إلى صغار المربين. وأشاروا إلى وجود نقص يقدر بنحو ٦٠٪ من إنتاج البيض، لكن هذا جاء بالتزامن مع تراجع القوى الشرائية بنفس النسبة، ما حد من الأثر السلبى لهذا التراجع.

توفير الأعلاف لصغار المربين أول خطوة لزيادة إنتاج البيض

قال ماهر نسيم، عضو شعبة البيض باتحاد منتجى الدواجن، إن سلالات دواجن البياض الموجودة فى مصر حاليًا، التى تضم البيض بنوعيه الأبيض والأحمر، هى فى الأصل سلالات أجنبية، مشيرًا إلى أن كل سلالات دواجن البياض للبيض البلدى بأنواعها، مثل سلالة الألوان وسلالة البيومى «الروزى»، هى سلالات مصرية ١٠٠٪.

وأوضح أن مصر بها حاليًا نحو ٧ سلالات، تضم الهجين والمستورد، مشددًا على أهمية تطوير هذه السلالات المحلية لرفع إنتاجيتها وزيادة مقاومتها الأمراض، ما ينعكس على زيادة إنتاج البيض البلدى فى الأسواق، وزيادة تنافسيته أمام السلالات الأجنبية. وأكد أن زيادة المعروض من إنتاج البيض فى السوق مرهونة بمدى توافر الأعلاف بكميات مناسبة وأسعار عادلة، وذلك يضمن توافر منتج عالى الجودة بأسعار منخفضة للمواطن فى الأسواق.

وذكر أن أسعار البيض، فى الوقت الحالى، هى أسعار مناسبة للمنتج والمستهلك، فى ظل توافر الأعلاف وتوازن العرض مع الطلب فى السوق، لافتًا إلى أن زيادة المعروض من الأعلاف ستسهم فى زيادة الاستثمار فى القطاع الداجنى، وتنعكس هذه الاستثمارات على توفير دواجن بأسعار مناسبة.

وقال «نسيم» إن أزمة الأعلاف التى عانت منها الأسواق فى ٢٠٢٢ تسببت فى خروج صغار المربين، نتيجة للخسائر الكبيرة التى تكبدتها المزارع الصغيرة خلال تلك الفترة، مشددًا على أهمية تعاون كل الجهات المنوط بها مراقبة دخول خامات الأعلاف وتوزيعها، وضمان وصولها أولًا لصغار المربين، الذين ليست لديهم القدرة على مجاراة ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

وأكد أهمية توفير الخامات بأسعار مناسبة لإعادة الثقة للمربين للتوسع بالاستثمار مرة أخرى، ومراقبة خط سير الكميات المستوردة من خامات الأعلاف، لافتًا إلى ضرورة تدخل وزارتىّ الزراعة واستصلاح الأراضى والتموين والتجارة الخارجية، بتوفير الخامات وبيعها فى الأسواق.

دورة الشتاء الحالى الأعلى تكلفة على المربين

ذكر إياد حرفوش، عضو اتحاد منتجى الدواجن، أن الإنتاج المحلى من لقاحات الدواجن يمثل نحو ١٠٪ فقط من احتياجات السوق، فيما تعتمد السوق على نحو ٩٠٪ من الاحتياجات من المنتج المستورد، مشيرًا إلى غياب المستورد وارتفاع أسعاره بشكل غير مسبوق، بسبب ارتفاع سعر الدولار. وقال إن دورة إنتاج الدواجن خلال فترة الشتاء هى الأعلى تكلفة فى إنتاج الدواجن خلال العام، وذلك لتحملها تكلفة طاقة مرتفعة، والتى تستخدم فى التدفئة، فضلًا عن ارتفاع معدلات النفوق، إضافة إلى استخدام الأمصال فى التحصين. وأشار إلى أن السعر الحالى للدواجن فى الأسواق غير عادل للمربى، وسيتسبب له فى خسائر، مع الوقت تنعكس على الإنتاج المقبل، وقد تتسبب فى خروج صغار المربين من المنظومة نتيجة لذلك. وأضاف أن مصر لديها ٣ مصانع فقط منتجة للقاحات الدواجن، مشددًا على أهمية جذب الاستثمارات العالمية لهذا القطاع للتصنيع فى مصر، وتقليل فاتورة الاستيراد والضغط على الدولار، وتسعير المنتج بالجنيه المصرى. وأشار إلى أن الفترة الحالية تشهد وجود تكنولوجيا تصنيع عالية الكفاءة، حيث توجد أجيال جديدة من اللقاحات، أقدمها اللقاحات الميتة، تليها اللقاحات الحية المضاعفة، التى تسمى بالأجيال القديمة، بينما توجد الأجيال المركبة التى تعتمد على التكنولوجيا فى تصنيعها، وهى مملوكة لشركات عالمية وتعود ملكيتها الفكرية لهذه الشركات العالمية، مبينًا أن الأعلاف تعتبر العنصر الأكثر تأثيرًا فى إنتاج الدواجن، حيث تمثل وحدها أكثر من ٧٥٪.

احتواء أزمة نقص المعروض بعد تراجع الشراء بنسبة 60% 

كشف أحمد نبيل، نائب رئيس شعبة بيض المائدة باتحاد منتجى الدواجن، عن أن إنتاج البيض يتراجع حاليًا، إذ انخفض بنحو ٦٠٪، قائلًا: «هذا التراجع فى المعدلات جاء نتيجة خروج نسبة كبيرة من قطاعات المنظومة البياض».

ولفت إلى أن حجم إنتاج مصر من البيض يصل الآن إلى ٥٥ ألف طبق بيض فى اليوم، بإجمالى إنتاج يومى ١٦.٥ مليون بيضة، مشيرًا إلى تراجع القوى الشرائية للمستهلك بنحو ٦٠٪ فى الوقت الحالى، ما حد من الأثر السلبى لانخفاض الإنتاج، الذى كان سيتسبب فى نقص شديد فى المعروض.

وأوضح أن نسبة التراجع فى البيع كانت متزامنة مع تراجع الإنتاج بنفس النسبة، وهو ما أحدث توازنًا فى السوق بين العرض والطلب، مشيرًا إلى أن مصر لديها اكتفاء ذاتى من البيض فى الوقت الحالى.

وأضاف أن تذبذب أسعار الأعلاف بين الارتفاع والانخفاض السريع يؤثر سلبًا على سوق الدواجن البياض، متوقعًا أن تحدث أزمة فى سوق الدواجن خلال الفترة المقبلة ما لم يتم وضع حل سريع لتوفير اللقاحات لتحصين الدواجن خلال فترة الشتاء.

وأكد «نبيل» أن هناك نقصًا شديدًا فى المعروض من اللقاحات المستوردة للدواجن، فضلًا عن ارتفاع أسعارها بنحو ٧٠٪ خلال عام، مبينًا أن صناعة الدواجن هى صناعة «تجميعية»، إذ إن عناصرها الرئيسية التى تسهم فى تحقيق إنتاج الدواجن تبدأ من الأعلاف التى تمثل ٧٥٪ من تكلفة إنتاج الدواجن، والأدوية والأمصال التى تستورد غالبيتها من الخارج، والكتكوت، ويجرى استيراد أمهات الدواجن من الخارج.

وأوضح أنه لا يمكن تجاهل دور الأدوية البيطرية والأمصال فى صناعة الدواجن وضرورة توفيرها لتعزيز صحة الدواجن، بالتزامن مع متابعة البرامج الوقائية، واستخدام الأدوية بشكل مستدام وفقًا للمعايير الصحية.

وأكد أن اكتمال هذه المنظومة بكل عناصرها يضمن نجاح صناعة الدواجن وتشجيع الاستثمار فى هذا القطاع، مشددًا على أن نقص الأمصال يتسبب فى انتشار بعض الأمراض بين أمهات الدواجن، ما يصيبها بالتوقف عن البيض.

آلية لتحديد متوسط أسعار الخامات لفترة محددة

حذر الدكتور سامى عفت، عضو اتحاد منتجى الدواجن، من أن هناك أزمة مرتقبة فى السوق المحلية نتيجة لنقص اللقاحات فى ظل ارتفاع سعر الدولار فى السوق، مشيرًا إلى أن القطاع الخاص يمتلك مصنعين لإنتاج لقاحات الدواجن، فيما يوجد مصنع حكومى، وهى توفر نسبة ضئيلة من احتياجات السوق المحلية. ولفت إلى وجود ارتفاع حالى فى أسعار الأعلاف، ما سينعكس على ارتفاع أسعار الدواجن خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى توافر الأعلاف لكن بأسعار عالية، مشددًا على ضرورة إيجاد آلية لتحديد متوسط لأسعار الخامات لفترة زمنية أطول لتمكين المربين من احتساب تكلفة الإنتاج خلال الدورة الواحدة، بدلًا من التذبذب المستمر والسريع الذى يضر منظومة الإنتاج الداجنى.

دعوات لسرعة تفعيل بورصة الدواجن

قال عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن دورة إنتاج الدواجن خلال فترة الشتاء تحتاج إلى رعاية خاصة من قبل المربى، كما تتطلب تكلفة عالية. وأشار «السيد» إلى أن فارق تكلفة الوقود يمثل عبئًا إضافيًا على إنتاج الدواجن خلال فترة الشتاء، حيث يحتسب سعر الغاز بالدولار، فضلًا عن ارتفاع تكلفة البوتاجاز.

ولفت إلى أن تكلفة الوقود لا غنى عنها طوال فترة الشتاء، حيث يستخدم فى التدفئة، مشيرًا إلى أن ارتفاع معدلات النفوق خلال هذه الفترة من العام يتسبب فى ارتفاع التكلفة الإجمالية، ما يجعل الأسعار ترتفع فى السوق، فى ظل ارتفاع معدلات الطلب مقابل تراجع المعروض. وأفاد بأن العرض والطلب هما المتحكم الرئيسى فى هذه الصناعة، ما يجعلها فى مهب الريح أمام أى تغير فى التكلفة، مشددًا على أهمية تفعيل دور بورصة الدواجن، وإنشاء فروع لها فى المحافظات، لتفعيل السعر العادل للدواجن فى السوق يكون مناسبًا للتكلفة الفعلية.